عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2013, 02:43 PM
المشاركة 884
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الروعة في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا؟

- شكل جبرا في روايته صورة عجيبة لشخصية وليد مسعود متطرقا لأسرار حياته العاطفية وطفولته في فلسطين ومواقفه الدينية والسياسية.
- تعددت الزوايا بعدد أشخاص الرواية فكان وليد مسعود تركيبة من جميع عناصر الإنسان العربي الذي يعيش حياته الخاصة متقاطعا مع تفاصيل عصره.
- حملت الرواية سمات للحداثة الروائية في العالم العربي.
- الرواية في تنسيقها فريدة من نوعها إلى اليوم وتعد نقطة التقاء بين خصوصيات الكتابة العربية والرواية العالمية.
تختزل الرواية مسيرة جبرا إبراهيم جبرا الروائية.
- الرواية متشبعة، معقدة، بارعة التركيب هندسيا وزمانيا.
- تمكن جبرا إبراهيم جبرا من خلق عدد كبير من الشخصيات التي يجد القارئ أنها تفرض نفسها على ذهنه فيعايشها من الداخل ولا يستطيع نسيانها.
- تمكن في روايته من تصوير مأساة شعبه بعمق.
- يقدم جبرا إبراهيم جبرا من خلال هذا العمل وليد مسعود الفلسطيني الجنسية المثقف المثقل بالأسئلة الفلسفية والذي حقق نجاحات اجتماعية و مادية لم تكن كافية لإخماد نار السؤال الأكبر : سؤال الوطن.
- اتسم أدبه بقدر منالكوزموبوليتية.
- يمتلئ عالمه بالإحالات والصور المحلية.
- كأنه يكتب سيرة حياته. فلا شك في أن لطفولته وصباه في بيت لحم والقدس أثراًحاسماً في ادبه.
- في إنتاجه الشعري والسردي، نجد ذلك التشبّث بمتعلقات المكان الفلسطيني. وهوما تلخّصه جملة وضعها في مطلع أعماله الشعرية: «فلتكن هذه فروع زيتونة أخرى في جبلالزيتون، زرع بذرتها في زمن مضى/ فتى كان كثير الرؤى ولم يملك في حياته سوى الحبوالكلمات.
- البحث عن وليد مسعود اسبه بحالة البحث عنالتوازن، ذلك النوع من التوازن الذي يخلخل المشي، ومن ثم الارتباك فالسقوط، ثمالبحث عن توازن مرة أخرى.
- يمثل وليد مسعود حالة «جبراوية» نموذجية راقبناها في جلّ أعمالصاحب «يوميات سراب عفان». وغالباً ما استندت هذه الحالة إلى مطارحة مفهوم الاغترابمن كلّ مكان وفي كل موضع، وهي حالة تقترحها سرديات جبرا، منطلقةً من التجربةالجمعية أولاً إلى الفردية ثانياً، على عكس من الاغتراب كما كتبه فرانز فانون في «بشرة سوداء، أقنعة بيضاء».
- جبرا الفلسطيني التلحمي المولد، الذي غادر بلاده بعدالنكبة، ثم استقرّ في بغداد، ينطلق من وجود القضية في حياة الفلسطيني كمحرّك أساسيللأحداث.
- هو لا يستخدم الكليشيهات، ولا نلمح في أعماله عين الحنين المتهافتة، ولاهو بكاتب للتاريخ الفلسطيني.
- وجد جبرا الفلسطيني نفسه خارج المكان، على رأي إدوارسعيد، فحياته كلها خارجية الهوى، وخارج التجربة الجمعية الأصيلة. ليكون الاغترابعلى مستويين فردي (النفي عن المكان تعطيل لترعرع الفرد في حاضنته الجغرافيةوبالتالي الثقافية) وجمعي (تعطيل بلوغ الثقافة المحلية وصيرورتها). وما كان يفعلهجبرا روائياً وشاعراً وتشكيلياً هو التعامل مع هذين المستويين ومقاومة ذلكالتعطيل.
- ايضا اكتسبت رواياته طابعاً إنسانياً مثلما هي حال الأعمال العظيمة. فقد وضع شخوصهفي مآزق إنسانية وأخلاقية وفلسفية كما في «السفينة» و«الغرف الأخرى».
-
- بنية حركة العمل هي من الانكسار الجمعي إلى الفردي، إلى المقاومة الجمعية مرةأخرى، لكن المهم هنا أنها مقاومة تحدث داخل الذات.
- لقد كان جبرا مثقفاً شاملاً بحق.
- حياة جبرا لم تخل من الفجائع الشخصية، إحداها موت شقيقته الذي ترك في نفسهأثراً بالغاً. حتى إنه اعتبر أن المأساة هي سبب الفن، بل كلأسبابه....فعبقريته اذا ناتجه عن تجربته مع صدمة الموت في سن مبكرة ولو ان الموت كان لاخته كما حصل مع نزار قباتي.
- السيرة الذاتية لجبرا تعدّ إضاءة (بانورامية) تضيء الذاتالمبدعة من الداخل والخارج على السواء، لأن الأديب يقف على أحداث متعددة، ووجوهمتنوّعة، وعلى تجارب ومعاناة وثقافات أسّست العلاقة معه، أو أثّرت في مكوّناتهالمعرفية، فاستمدّ منها نسع الإبداع، وعبّر عنها بالكلمة الموحية، والعبارة الدالّةالتي سجّلها بقلمه الخصب، على دفاتره الخاصة، التي وصلت إلينا، لنطالع فيها وجهيهاللذين يبدوان ـ في النهاية ـ ناصعين، على الرغم مما هبّ عليهما من نسائموعواصف.‏
- أدبه انعكاس لحياته التي وصفها البعض على انه عاش حياةً مبعثرة.‏
- أن قليلاً من الكتاب من يفردلطفولته كتاباً خاصاً، بل إن معظمهم يميلون إلى تجنّب ذلك أو إهماله.. وقد جرت عادتهمإذا ركّزوا على أحداث طفولتهم أن ينظروا إليها بعين النضج الذي أدركوه مع تقدّمالسن..".(3). ولم يكن "جبرا" كذلك، وإنما ترك طفولته تأخذ مجراها، وغالباً ما نظرإليها بعيني طفلٍ، وتعامل معها بعقلية البراءة..‏
- لقد هيأ لنا "جبرا" بأسلوب الأديب أن نستشفّ من سيرته الآثار التي تركت بصماتها على فنّه وفكره، فسفحأمام أعيننا صور الأحلام التي دارت في مخيّلته، وفي هذا مصدرٌ هام يلقي مزيداً منالضوء على سيرته الأدبية، ونتاجه الفكري، واهتماماته المتعدّدةالمتنوعة.‏
- جبرا عمد إلى الإيحاء والترميز، في سيرته نظراًلما للبئر من موقع حسّاس في النفس، ينمّ عن معايير معيّنة في اختياره لتركيب وصفي،جمالي ودلالي معاً، يوحي بالانخفاض والعوز والعمق والسجن والرطوبة والدونيةوالتحتية والرهبة، وقد كان يؤكّد على هذه الدلالة كلما استعاد في طفولته شيئاً منخوفٍ أو حزنٍ، فحين هزَّ زلزالٌ فلسطين، وصفه الأديب الكبير بعيّني طفلٍ صغيرٍ، فيرواية "البحث عن وليد مسعود" حيث قال " شهدت الزلزال وأنا طفل في السادسة، لقد خضّ الأرض كمالو خضّتها ريح غريبة رهيبة، كنت جالساً على الأرض مع غيري من الأطفال في المدرسةالصغيرة، فحسبت الريح الهادرة هزّت البنيان القديم هزّاً عنيفاً، ولمّا انطلقالصبية مذعورين إلى الخارج، انطلقت معهم، ورأيت الحجارة تتساقط كتلاً من أعلىالمبنى العتيق المقابل، وتتكوّم أمام عيني في ركام أبيض مريع، واتجهتْ أبصارنا منالخرابة التي نحن فيها نحو كنيسة المهد نستنجد الله لإنقاذنا.
-