الموضوع: ما الذي يجري؟!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
5284
 
مبارك الهاجري
المثقفون العرب

مبارك الهاجري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
60

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2005

الاقامة

رقم العضوية
494
02-26-2011, 02:18 PM
المشاركة 1
02-26-2011, 02:18 PM
المشاركة 1
افتراضي ما الذي يجري؟!
ما الذي يحدث؟ تونس فمصرَ والآن ليبيا. ماذا يجري في العرب؟ أهي تباشير النصرِ على ما أزكم أنوف تلك الشعوب من رائحة تلك الأنظمة؟ أم هي ثورة برائحة الريحان وطعمه؟
لا نستطيعُ الجزمَ المطلق، واليقين المسبق بأن هذه الثورات إنما ولِدت من رحم الشعوب خاصَّةً خالصة، كما أننا لا نستبعد قيامها بنفثةٍ أجنبيةٍ في عُقدةٍ العرب في الصبر الطويل الواحد، فالغضبة المضريَّة الواحدة!
لا أدري إلى أي منطقٍ سترسو إجاباتنا وتحليلاتنا لمعطيات هذه النوازل، ففي كُلٍّ منطق، ولعمري إنَّه من عجائب هذا العصر الذي ما اقتصرَ على منطقياتِنا هذه، وما وقف عند إعلامٍ لا أقولُ بأنَّه مُضَلِّل وأكتفي، بل إنَه ممن ضُلِّلَ به هو الآخر، فافتقد الهداية من قبل أن يهديها لنا!
زِدْ على أنَّه كما قيل أداة الحروب الأبرز في هذا الوقت، وعليه فهو لا يقومُ بمهنته التي وُضِع من أجلها، ولا يعتمد الحقيقة الكاملة فيما ينقل، وما هذا بغريبٍ إذا ما علمنا الكيفيات التي كان عليها الإعلام البدائي جداً في حروب الجاهلية وصدر الإسلام في كلا الفريقين المتقاتلين، تلك الكيفية التي تنطلق من مبدأ الخدعةِ في الحرب؛ ولكنَّها صادقة حتى في خدعتها، وهذا ما يخالف ما يجري في الإعلام المحايد الآن فضلاً عن إعلام الحكومات الموجه!
نحنُ في واقعٍ يحيرُ في الحليم، ويطيش فيه الحكيم، ويقتتلُ فيه الرجال لا يدري هذا لما قَتَل، ولا يعلم ذاك فيم قُتِل، ثم إننا نرزح تحت صمتِ الثقة القليلةِ المتبقيَّة من علمائنا في هذا الواقع نفسه، ونُصاب حينما يأتي من لا نثقُ به بما يمسُّ قلوبنا فيما تميلُ إليه، فنبرح حيارى لا نفارقُ رأياً ظلَّ حبيس عقولنا!
نحنُ الآن في أزمةٍ حقيقيةٍ ما تجاوزنا سببها إلى نتيجتها حتى نعلم أهذا خيرٌ كُلُّه أم شرٌ كُلُّه، أم هو خليطٌ من هذا وذا. كما أنَّه يدور في أذهان الكثير من بني قومي بأن ما يجري لن يقف عند مصرَ وأخواتها، وليس ذاك بتنبؤٍ مفرد، إذ ابتدرت الطائفية في البحرين المستقبل القريب على حاضرِ دوَّار اللؤلؤة، وسارعت اليمن على خُطى شقيقاتها؛ ولكن باستقامةٍ مائلةٍ إلى التقسيم والعودة إلى الانفصال، وهذا ما ينذرُ بشؤمٍ في المستقبل القريب، ويجرُّ على ما تبقَّى من الدول خيبات وويلات!
لا أظنُّ بأن كتابنا مفتوحٌ حقيقةً، وإذا هو فُتِح فما هو بسهلُ القراءة، ولا أجد خطاً واضحاً تسيرُ عليه هذه الأحداث، وإنَّما هي أمنيات تجتمع في قلب كل عربيٍ بأن يلطف اللهُ بنا ويوحد كلمتنا، ويديم علينا الأمن والاستقرار إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه!