عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2011, 06:31 PM
المشاركة 505
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الطباطبائي
محمد حسين الطباطبائي


ولادته ونشأته
ولد السيد محمد حسين ابن السيد الطباطبائي في 29 ذي الحجة هـ 1321 هـ/ 1903م، في مدينة تبريز، وقد اشتهرت أسرته منذ القدم بالفضل والعلم والرياسة، وكانت سلسلة أجداده الأربعة عشر الماضين من العلماء المعروفين فيها،

توفيت والدته وعمره خمس سنوات، وتوفي والده عندما بلغ التاسعة من عمره، وفي هذه السن، ذهب إلى المدارس لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم والكتب الفارسية المتعارف عليها في ذلك الوقت،
كما تعلم فن الخط عند الأستاذ الميرزا علي النقي، ثم باشر بـعد ذلك دراسة اللغة العربية والأدب العربي، وأنهى مرحلة السطوح عند الأساتذة المعروفين في مدينة تبريز.
في عام 1304 هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته
الحوزوية، وبقي هناك إحدى عشرة سنة يحضر دروس الفقه والأصول عند العلماء الكبار آنذاك، أمثال: آيات الله النائيني وأبي الحسن الأصفهاني و محمد حسين الكمپاني، ونال في هذه الفترة الوجيزة درجة الاجتهاد.
لم يكتف الطباطبائي بدراسة الفقه والأصول،
بل واصل دراسته في العلوم الأخرى، مثل: علم الرجال، والفلسفة، والعرفان، والأخلاق، والرياضيات، والحساب، والجبر، والهندسة المستوية والمجسمة، وغيرها.
في عام 1314
هـ عاد السيد الطباطبائي إلى تبريز برفقة أخيه السيد محمد حسن نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي طرأت على حياته، ومارس التدريس فيها بحدود 10 سنوات الى جانب عمله في الزراعة.
بعد هذه الفترة، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وما
نجم عنها من استقرار القوات الروسية في مقاطعة أذربيجان، وتحسن وضعه الاقتصادي نسبياً هاجر إلى قم المقدسة، وبدأ بتدريس علم التفسير والفلسفة والعلوم العقلية، وهي علوم لم تكن تدرس من قبل في الحوزة، وذلك جنباً إلى جنب مع العلوم الأخرى مثل الفقه والأصول.
شرع مـنـذ سنة 1368 هـ بتدريس الأخلاق والعرفان، ثم بتدريس رسالة
السير والسلوك المنسوبة للعلامة بحر العلوم.

مكانته العلمية
لم يكن العلامة مجتهداً في
العلوم العقلية والنقلية فحسب، بل كان لديه سعة اطلاع واسعة، فكان أديباً وشاعراً ماهراً كتب القصائد الشعرية باللغتين العربية والفارسية، وأغلبها في الحكمة والعرفان وفناناً بارعاً بالخط، فقد كان خطه جميلاً جداً، وله منظومة في آداب الخطّ ضمّها إلى أحد مؤلفاته.


سماته الشخصية
لا يمكن الإحاطة بشخصية السيد الطباطبائي، فقد جسَّد في سلوكه كلَّ معاني التقوى والأخلاق الحسنة، فكان مخلصاً لله، ودائم الذكر والدعاء، ومما يؤثر عنه، أنه كان مواظباً على أداء المستحبات، ولديه في شهر رمضان برنامج متنوع موزع بين العبادة والتأليف وقـراءة القرآن وقراءة دعاء السحر الذي كان يهتم به اهتماماً كبيراً، حيث كان يقرأه بحضور أفراد عائلته.

كان العلامة بسيطاً متواضعاً في جميع شؤون حياته، فكان يعيش في مسكن متواضع، وكان يلبس القماش العادي، ومما يؤثر عنه، أنه لم يعتمد طول حياته في تيسير أموره المعاشية على الحقوق الشرعية، بل كان يعتمد في سد احتياجاته على واردات قطعة أرض زراعية صغيرة ورثها عن أجداده في تبريز. وكان شديد التواضع والاحترام لأساتذته، وبالخصوص أستاذه في الأخلاق آية الله القاضي الطباطبائي، كما كان متواضعاً مع طلابه، حيث كان يرفض أن يناديه طلابه بكلمة أستاذ، وكان يقول: أنا وأنتم عبارة عن مجموعة جئنا إلى الدرس لغرض العمل سوية، للتعرف على حقائق الإسلام.


منهجه في التجديد
ارتحل العلاّمة الطباطبائي إلى قم في عام 1364هـ "1945م"، وكانت الحوزة العلمية فيها آنذاك، تشهد بدايات نهضة تصدى لها آية الله العظمى السيد حسين البروجردي، وكانت هذه النهضة بحاجة إلى من يرفدها، ولأجل ذلك، اكتسى حضور العلامة الطباطبائي إلى قم أهمية خاصة في تبلور تلك النهضة الفكرية القوية التي شهدتها في النصف الثاني من القرن العشرين، وإشعال جذوتها، وهذا ما عبّر عنه بقوله: "عندما قدمت إلى قم، أمعنت النظر وتفحصت الواقع بحثاً عمّا تحتاجه الحوزة في ذلك الوقت، فوجدت أنه أهم ما ينقص الحوزة وبرامجها الدراسية تفسير القرآن والبحوث العقلية، ولهذا باشرت بتدريس التفسير والفلسفة، مع أن تفسير القرآن لم يكن بنظر البعض علماً يحتاج إلى تحقيق وتأمل، بل وغير لائق بمكان له الانشغال به عن الفقه والأصول، حتى إن البعض كان يعتبر تدريس التفسير والانشغال به دليلاً وعلامة على قلة المعلومات. على أي حال، لم أتخذ ذلك ذريعة أو مبرراً مقبولاً أمام الله تعالى لأن أتنازل عن مشاريعي، بل على العكس، واصلت الطريق حتى تمخض عنه تفسير الميزان".


ولم تكن الفلسفة أحسن حالاً من التفسير، ولئن كان التفسير درساً قليل المنـزلة في عُرف البعض، فإن الفلسفة كانت تواجه العقبات، وما إن باشر السيد الطباطبائي بتدريس الفلسفة وجعل مادة درسه كتاب الأسفار، انطلاقاً من تشخيصه لمسؤولياته والدور الذي ينبغي القيام به في مواجهة النـزعات المادية التي غدت تغزو المسلمين، والفلسفات الغربية التي انبهر بها أبناؤهم، حتى برزت جهود تحاول إيقافه.


دوره في نجاح الثورة الإسلامية
مـنذ نهضة الإمام الخميني في إيران وما بعدها، كان للعلامة دورٌ كبير في المشاركة مع كبار علماء الحوزة في اتخاذ القرارات للتصدي لنظام الشاه، واشترك بإصدار العديد من البيانات التي استنكرت مواقف النظام الملكي
.
أما عـن دوره بـعـد نـجاح الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية، فإن سوء
أوضاعه الصحية لم تسنح له بأداء دوره تجاه الثورة، لكننا يمكن أن نقول: إن للعلامة الطباطبائي الدور الكبير في تحقق أهداف الثورة ونجاحها.


من مؤلفاته
تفسير الميزان:


وفاته
توفي العلامة الطباطبائي بتاريخ 28 محرم الحرام 1402 ، ودفن إلى جوار مرقد السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر في مدينة قم المقدسة
.
=======================
ملاحظة: لو أجرينا دراسة إحصائية عن اصحاب القداسة والكرامات المرموقين المبرزين ، بغض النظر عن الديانة او المذهب، لوجدنا أن معظمهم إن لم يكن كلهم أيتام وبعضهم لـــــطيم ( أي يتم الأب وألام )....وفي ذلك مؤشر محتمل بأن القدرات الاستثنائية لهؤلاء المبرزين والتي جعلتهم من أصحاب الكرامات ومنحتهم تلك القدسية تعود في الواقع لقدرات أذهانهم الاستثنائية والتي تفعلت كنتيجة لمآسي طفولتهم وفجائعها واثر اليتم على عقولهم حيث فجرت كيماء الدماغ فيها قدرات مهوله كامنة لا حدود لها كما يقول د. احمد توفيق صاحب كتاب ايقظ قوة عقلك الكامنة.... ويلاحظ أنهم يتصفون بصفة التواضع والبساطة والسعي لعمل الخير وكل ما هنالك من صفات حميدة....لكن المشكلة تكمن في مريدي هؤلاء الأفاضل ومحبيهم حيث يعجبون ويندهشون ويذهلون لقدرات أذهان هؤلاء الأيتام الخارقة والمذهلة والسحرية والعبقرية الفذة...فيمنحونهم قداسة قد تصل حد العبادة عند البعض...والسر يكمن في اليتم دائما.