عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2015, 05:05 PM
المشاركة 2
صابر حجازى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي تابع الحوار

س: ماهي النصوص الشعرية الأولى …. القراءات الأولى التي ساهمت في تشكيل هويتك الشعرية ؟
ج: من الصعوبة بمكان أن يحدد الشاعر قصيدة أو حتى قصائد ينسب إليها فضل تشكيل هويته الشعرية... خصوصا إذا كانت ملامحه الأدبية لم تتشكل من خلال رافعة حكومية أو حزبية أو أية جهة ذات صلة..ففي هذه الحالة يكون ولوجه إلى حيز الأدب والأدباء تماما كبزوغ الفجر الذي لا يحدد بلحظة حادة، بحيث نقول هنا انتهى الليل وهنا دخل النهار..والسبب بطبيعة الحال ،كون الشاعر ينطق بنبض وهموم الأمة..أما إذا كان مهرجا ومنظرا لجهة سياسية أو حكومية أو حزبية ، فمن السهل جدا عليه أن يضع خطا ليقول من هنا دخلت وهنا بدأت..!! يضاف إلى ذلك، أن ظروف الاحتلال والزحامات السياسية وتقافز الأولويات الحياتية والمعيشية إلى أعلى سلم الاهتمامات الفردية وعدم وجود جهات رسمية ترعى الأدب والأدباء ، وشح دور النشر لدينا كانت تجبرني ترك الأدب لفترات طويلة جدا على الرغم من وجود وزارة ثقافة لدينا.. لكنها مع الأسف هي أشبه بدائرة خاصة لبعض المستثمرين ليس إلا ...... ومع ذلك، فإن هذا لا ينفي تحديد ملامح عامة لبدايات إشراقاته الأدبية.. فكان لديواني الأول الصادر عام 2008 والذي جمعت فيه عددا من بعض كتاباتي المتباعدة من القصائد العمودية وغيرها بواقع (160 صفحة) ما يمكن القول أنه فعلا ساهم في تشكيل هويتي الشعرية

س: ما هي الفكرة المحورية التي تدور حولها نظرتك للشعر ؟
في الحقيقة هناك نظرتان . الأولى من حيث السلالة الأدبية ، والثانية من حيث المقصود الخطابي، ومن حيث النظرة الأولى للشعر ، فهي أنه وعاءٌ ومضمون معاً ، بمعنى أنه فن ورسالة في آن واحد، تماما كالجسد والروح فإن ذهب احدهما انتفى الآخر، ولذلك أنا أحرص من خلال شعري على إبراز مفاتن اللغة العربية سواء أسلوبا أو من خلال الإضاءات التصويرية أو غيرها كما أحرص على أن يكون للقصيدة فكرة واضحة تحت متناول فهم القارىء. أما النظرة الثانية من حيث المقصود الخطابي، فكما من واجب الشاعر أن يكون لسان أمته وصليل مدادها ونهيد وجعها، فلا بأس من تدوين همه الشخصي وتسجيل خلجاته بسطور ينثرها دررا من أبجدية أخاذة تضيف جمالا إلى جمال


س: كيف تحدد خارطة الشعر العربي اليوم؟
ج: دون شك أن القصيدة في أيامنا تواجه تحديات جسيمة، خصوصا بعدما تعرضت للغزو النثري،ومع احترامي وتقديري للقصيدة النثرية، إلا أنها منحت المتطفلين الذين يقتاتون على الكلمة الهشة والصورة المهشمة أن يحملوا الشعر ما ليس فيه ، صحيح أن القصيدة النثرية لها جماليتها إذا ما كتبت بالطريقة السليمة، بحيث تكون لبنات متراصة من الصور المكثفة ، لكنّ كثيرين لا يدركون ذلك، فيتصورون أن مجرد كلمات سجع مع قليل من القوافي القلقلة النافرة تشكل لهم قصيدة.. وتلك مأساة. ومع ذلك، فلا يزال نفر من الأدباء يلتزمون بقواعد الشعر الحقيقي ويسلكون في مسألة التجديد مناح ٍ تتعلق بما يطلق عليه "الفتح البياني" وهنا يبرز الدور المتقهقر للحركة النقدية الجادة، فنجد كثيرين من النقاد إنما يكون نقدهم انطباعي خاضع في اغلبه إلى طبيعة العلاقة الشخصية أو المصلحة مع الأسف.. بل أن فريقا منهم تجده يلحق بالكاتب، مع أن الرؤيا السليمة هي العكس، أو على الأقل بناء علاقة منسجمة من كلا الحالتين مع الحفاظ على الخريطة الهيكلية للقصيدة