الموضوع: مَنْ يَنتَظِرُ الموت ؟!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2012, 05:26 PM
المشاركة 3
الصورة الرمزية ايوب صابر
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من ينتظر الموت!!

احمد النجار
بيدينِ مُنهكتينِ تتراقصُ على أنغامِ قيثارةِ الألم - كم أنتَ عازفٌ ماهرٌ أيهاالزمن !!- أمسكتْ بصندوقها الصغير, تراقصَ معها , فتحته , أخرجتْ منهُ رِسالةً مهترئةً قديمة ,أمسكتها بيدها الراقصة , مدتها نحو فتاةٍ صغيرة ..


إن كان نص ( إني راحل ) مدهش فهذا النص ( من ينتظر الموت ) صاعق مزلزل.
ولا شك أن القاص النجار تمكن في هذا النص أيضا من تسخير عناصر جمال وتأثير جعلت النص فذ غاية في التأثير.
فالحديث عن الموت يثير في المتلقي دائما ذلك الخوف والقلق الوجودي، ويستنفر مشاعره وأحاسيسه وهو دائما بالغ التأثير.
وعلى الرغم أن العنوان يوحي بسلطة الموت وجبروته وهو جدير بأن يهيئ المتلقي لحدث فيه موت، لكن القاص يتمكن من خلال السرد الجميل من سرقة انتباه المتلقي ويشده باتجاه آخر بعيدا عن الموت وأجواءه، ويغرقه بتفاصيل حميمة في اتجاه آخر، ليصعقه عند لحظة الانقلاب، وهي هنا مزلزلة، بواقع آخر غير ذلك الذي سيطر عليه خلال استكماله للنص فتكون النهاية صاعقة وهو ما حدث معي شخصيا هنا.
ومن عناصر التأثير القوية التي يمكن ملاحظتها في هذه القصة، قدرة القاص على حشد عدد من الكلمات التي تستثير في ذهن المتلقي الكثير من المشاعر والأحاسيس .
فهو يوقظ لدى المتلقي الحواس ( يدين – حاسة اللمس ) وفي النص حركة ( تتراقص ) وإيقاظ لحاسة السمع ( أنغام ) ثم شخصنه للألم بأن جعله مثل القيثارة، ثم شخصنه الزمن من جديد ( كم أنت عازف ماهر أيها الزمن )، ومن جديد إيقاظ لحاسة اللمس ( أمسكت ) ثم من جديد تشخيص وحركة وذلك عند جعل الصندوق ( يتراقص معها) ، ثم من جديد حواس ( أمسكتها + بيديها ) وحركة مرة أخرى ( الراقصة + مدتها) ...مما جعل هذه الأسطر الأولى تعج بكلمات بالغة الأثر، وهي تجذب المتلقي وتدفع به لمتابعة القراءة .
نص صاعق وقدرة هائلة على الحبك المؤثر. شكرا لك.