عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 02:36 AM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
( بيرم التونسي )



فنان شعبي كبير .. عبر عن وجدان الشعب ومثـّل آمالهم وأحلامهم .. غنى للناس في لحظات السعادة ولحظات الشقاء .. إنه صاحب موهبة غزيرة ونتاج له قيمته ونوعيته من القمم
كما أنه صاحب ثقافة واسعة وتجربة عريضة في الحياة
لذلك كانت قصائده تعبر عما يدور في خلجات النفس الانسانية
فهو يعيش قصائده قبل أن يكتبها ,,
ولمـّا يكتف ِ بقلم وكلمة
بل اشترك في الكفاح الوطني الاستعمار والاستغلال ومصيره بالطبع كان لا يختلف عن مصائر غيره من الثائرين
حيث طرده الملك فؤاد من مصر ونفاه الى باريس
لم تنته رحلة الشقاء هناك في باريس بل بدأت في ذلك المنفى
حيث عاش مع العمالين والحمالين والمكافحين بحثاً عن الرزق مزاولاً أشق المهن وأصعب الأعمال وأكثرها قسوة على البدن والنفس
ولعل هذه الظروف القاسية التي عايشها مع العمال ولمحها على إيماءات وجوههم التي يطفح منها العرق والجهد والتعب هي التي خلقت من بعض قصائده أنموذجاً لمقاومة الحياة وصراعها مع الظروف .. كما أثرت بالتأكيد في معاني قصائده وتحولت مشاعره تلك الى كلمات .
هذا الفنان الشعبي يعتبر أنموذجاً للشخصية المصرية الأصيلة في مطلع القرن العشرين وأنموذجاً لبن البلد الذي عاصر قمة التناقضات الاجتماعية وقاوم على طريقته جحافل المستعمرين
وقاوم أيضاً الظواهر الاجتماعية الغريبة .
كان ثائراً إجتماعياً يحمل معولاً يهدم به كل آثار العادات والتقاليد العفنة التي استقرت في النفوس وأبت ألا تغادرها .
كان صوته ثائراً أيضاً يدوي لإيقاظ الذين غابوا بعد إخفاق الثورة العرابية وبعد محاولات المستعمر لإجهاض كل الحركات التحررية التي أرادت تأكيد حرية مصر وتحرير إرادتها من كل القيود
فهل عرفت من هو ؟؟ إنه الفنان ( بيرم التونسي )
هذا الفنان نظر الى الفن كأداة تغيير وتحرر.. وآمن به كحقيقة
اجتماعية تنبع بصدق وإخلاص من أعماق الحارة المصرية
ولذلك عاش بيرم طليق النفس برغم قيوده وتربع على عرش الشعر الشعبي بأعماله الخالدة.. فحياته كانت خليطاً من العذاب النفسي والجسدي وعبقريته من أعماق الطبقات الدنيا .. والتي كان يشعر أنه من خلال الطبقات تلك في أي مجتمع يمكنك أن تعثر على حقيقة الإنسان .. ويرى أنه من خلال أحزان الناس البسطاء يمكنك أن تعرف مكنوناتهم .. فكانت زجلياته مليئة بالدفء وصدق الاحساس.. ولهذا كانت كلماته تتفاعل مع وجدان الناس من غير واسطة .. كما لو كانت صديق عمر ٍ تعودت على مخاطبته منذ سنوات فهو يغني بكلمات لا يضاهيها أي فن رفيع آخر في الأدب المصري وحتى في الأدب الشعبي العربي .
غنى بيرم التونسي للنيل .. وبنت البلد ولباب الشعرية
ولكل الذين مــرّغ تراب الحارة جباههم أيام الطفولة والصبا
لذلك فكثير من السامعين والقارئين لكلمات هذا الفنان
يتفاعل معه لاشعورياً ويتفاعل مع الكلمات لأنها صادقة تخرج من صميمه من غير تكلف
فتحية كبيرة الى هذا الفنان الرائع الذي نلمس الصدق في كلماته .. على الرغم من أنها بلهجة عامية لأنه برأيه أقرب الى القلب من الفصحى
ومن كلماته التي تمتلئ حكمة يقول :
قال إيه مراد ابن آدم ؟
قلت له : طقة
قال إيه بكفي منامه ؟
قلت له : شقة
قال إيه بينهي أيامه ؟
قلت له : زقة
قالي فيها مخـلـّد ؟
قلتله : لأ



..... ناريمان