عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2013, 12:38 PM
المشاركة 1008
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع.........العناصر التي شكلت الروعة في رواية - 31 – نجران تحت الصفريحيي يخلف فلسطين

- يتمتع يحيى يخلف بمذاق متفرد في القصة والرواية الفلسطينية الحديثة، وهو يستمد فرادته منارتباطه بالارض الفلسطينية، بناسها وتراثها، وكل ما ينبض بين جوانحها من عناصرالحياة وهو في كل ذلك يحفر عميقاً ويحكي ببساطةآسرة".
- يواصل الروائي يحيى يخلف سرد حكايتهالتي نذر نفسه لها، ووقف ابداعه عليها، ففي روايته الجديدة 'جنة ونار' التي تصدر عن 'دار الشروق' في القاهرة، يذهب الروائي بعيداً في الحفر في اركيولوجيا أرضه وشعبه،ولكن هذه المرة، من خلال نسق حسيّ بالغ التعقيد والشفافية والجمال،
- فمن خلال لغةهادئة ومتمكنة، تُحكى على مهل واقتدار، يجدل الروائي ضفيرة الحكاية ثم ينثرها علىكامل الوطن.
- الحكاية الطولية او الخيطية ان شئتتستأنف ما انقطع منذ 'بحيرة وراء الريح' التي تصنع الحكاية الكلية التي تلخص وتقطرالعذاب والألم والأمل وحب الحياة وابتكارها.
- ابطال يحيى يخلف يكونون عادة في اقصىحالات القدرة على الحياة والتكيف مع شروطها، ويكونون عادة في اقصى حالات الشفافيةوالاحساس بالجمال، ويكونون عادة قادرين على الخيار الصحيح والصائب،
- وكأني بالروائييستعين على ذلك بقدرة التشبث بالفكرة البسيطة أن الامل، تلك القوة الغامضةوالمحيرة، هي التي تبقي شعلة الحياة متقدة، الحياة مقدسة، هكذا يقول الروائي يحيىيخلف، الحياة تستحق، والفلسطيني بالذات هو من يعرف ذلك ويمارسه ويقدره ويحياهممارسة لا شعاراً.
- في الرواية الجديدة 'جنةونار' يؤصل الروائي يخلف للمكان، من خلال قصة مدهشة، لفتاة لاجئة في احد مخيماتلبنان، تعرف بالصدفة انها متبناة لإحدى الاسر الفلسطينية، وان لا شيء يشير الىاسرتها الحقيقية سوى مزق من ثوب قديم مطرز، ومن خلال هذه القطعة البالية من ذلكالثوب، تبدأ الفتاة بحثها عن اسرتها التي اضاعتها في عام النكبة،
- هذه العقدةالقصصية تتحول على يدي الروائي المحنك والمجرب الى حكاية معرفية وجمالية وفنية، حيثينطبق الثوب على فلسطين، وحيث تصبح هوية المكان كله تجربة روحية وفكرية وتاريخية،وحيث ان الفلسطيني لم يغادر بلده أبداً، وان مكانه يشبهه كما أنه يشبه مكانه، ومكانالفلسطيني مكان قلق وتوتر وفي أقصى حالات اليقظة، مكان مفتوح لكل التجاربوالاجتهادات، مكان لمعرفة الله واجتراح التاريخ.
- واعتقد هنا أن 'جنة ونار' حاولت انتقترب من هذا المبنى كثيراً، تماماً كما ان تطريز جنة ونار الكنعاني القديم كانمنشغلاً بهذه الفكرة. بلادنا جنة ونار أيضا. مكاننا ليس متاحاً للامتلاك اوالاختطاف.
- وبهذا المعنى، فإن للنكبة والطرد والتهجير معنى يكاد يتحول الى احد معانيالقداسة، سلباً او إيجاباً.
- ان بحث الفتاةالمضني عن اسرتها الحقيقية، وبالتالي عن بلدها الاصلي، هو بحث عن المعنى الكامنوراء كل شيء، واذا كان الروائي يخلف يجعل من روايته اجابة جزئية عن البحث عن الهويةومحاولة تأطيرها تاريخياً وحضارياً ونضالياً، فإنها أيضاً جزء من اجابة كلية عنمعنى هذا المكان المقدس والمعقد والباهظ والثقيل.
- وبهذا المعنى ايضاً فراوية 'جنةونار' هي رواية الرحلة الطويلة المضنية والشاقة التي يقطعها الانسان باتجاه مكانهواسمه وهويته ومصادره الاصلية.
- والحكاياتالكبرى هي حكايات الرحلات والاسفار، على المستوى الظاهري والباطني ايضا، من هنا،تأخذ رواية 'جنة ونار' اهميتها ومتعتها الفنية والفكرية.
- فالانسان في هذه الرواية - على اختلاف الاسماء والمواقع - يحاول كل من زاويته تلمس مكانه ومكانته، وواقعه وموقعه، وقد التقط الكاتب بحرفيةعالية شخصياته بحيث يقومون بالدور المناط بهم، فالفلسطيني المغترب الذي اطلق عليهالثوار اسم 'الانكليزي' يحاول ان يكتشف روعةتراثه من خلال اداة ونهج غربي، والثائر القديم الذي رفض ان يتنازل عن الثورة - لانهلا يعتبر نفسه موظفاً - يعود ليجد انه مهم وانه يستطيع ان يقدم، والمرأة العجوزتكتشف ان حبها العارم يجعلها تواصل طريقها في لملمة اجزاء هويتها من خلال كم هائلمن الروائح والرسوم والطعوم والاشكال والازهار والرياح، وهنا بالذات، تتحول الروايةكلها الى قصيدة مغناة، والى نثر فاتن وبليغ، حيث تتبدى الهوية الفلسطينية ابداعاًوانتاجاً واشتغالاً واشتباكاً بين المكان وشاغله. ماء السماء -وهي الشخصية المركزيةفي الرواية - ، وليس من الصدفة ان تكون الشخصية المركزية امرأة، فالمرأة دائماًكانت مكاناً. الامكنة نساء، والنساء امكنة، هذه المرأة - المكان لم يكن غريباًعليها او منها ان تلملم شظايا اسمها وبلدها وأسرتها، وكانت الرواية بهذا تؤصلللمسافر وللرحلة والبيت في آن معاً.
========

الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg