عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2011, 07:41 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
انا سادهش فقط حينما اقرأ لك نص لا يستفز طيور دهشتي.

في الواقع كل بيت في القصيدة جميل للغاية لكن هذه الابيات تستفز طوير دهشة من لم يسبق ان دهش مطلقا:

سَلوا عَنِّي انْفِعالاتِ الجليــــــدِ
وأنفاسَ اللظى في كُلِّ بِيـــــــدِ


يريد الشاعر ان نسال عنه الجليد واللظى فهو يسخر التضاد في اقصى حالاته وهذا التسخير له وقع شديد على ذهن المتلقي، كما ان الشاعر هنا يشخصن الجليد فيجلعه مثل شخص قادر على الانفعال ولا بد ان ذلك الانفعال يقع بسبب استماع الجليد لشعر الشاعر، كما انه يشخصن اللظى ويجعله كما الصبح قادر على ان يتنفس، وكأنه يطلب من المتلقين ان يسألوا عنه الجليد واللظى في كل موقع ومكان ليتعرفوا على روعة شعره. ولكم ان تتخيلوا روعة الصورة التي يرسمها الشاعر هنا فهذا الجليد ينفعل وهذا اللظى يتنفس.

تُخَبِّرْكمْ بأنَّ صَدايَ صــــــوتٌ
تدَجَّجَ باللهيبِ وبالوعيــــــــــدِ


ويضيف الشاعر في البيت الثاني ...وان سألتم عني فسوف تجدون بان الجليد واللظي ستخبركم بأن ( صداي صوت ) صدا الشاعر هو في الواقع صوت، وان كان كذلك فكيف يكون صوته اذا؟
هو حتما ليس كمثل كل الاصوات لانه تدجج باللهيب وبالوعيد. وها هو الشاعر يسخر التضاد من جديد هنا ايضا، بين الصوت والصدى، ويشخصنه ليجعله مثل جندي مقاتل يتدجج باللهيب والوعيد.

واضح ان الشاعر هنا يفخر بقدرته على قول الشعر الجميل، المدهش...وهو ينفاس في قدرة على نظم قصائد الفخر فحول شعراء الماضي التليد لكنه يجمع بين الاصالة والحداثه بصورة جميلة مبهرة.