عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3830
 
محمود عباس مسعود
أديب وباحـث ومترجــم

محمود عباس مسعود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
59

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10426
10-03-2011, 06:37 PM
المشاركة 1
10-03-2011, 06:37 PM
المشاركة 1
افتراضي إلى زهرة أحفورية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إلى زهرة أحفورية
للشاعر جونز فيري
ترجمة محمود عباس مسعود
To the Fossil Flower
By Jones Very
Translated by Mahmoud Abbas Masoud
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يا أيتها الزهرة الداكنة المتحجرة!
أرى(بعين الخيال) بتلاتك متفتحة
وعليها عروق جمالك واضحة الخطوط، ناضرة، ومفعمة بالحياة
تماماً مثلما بدتْ عندما غمرتها إشراقة الصبح الأول
حينما استدرتِ لاستقبال تلك الابتسامة الترحيبية الدافئة.
وإذ ألمح بين الفينة والأخرى ألوان قوس قزح في وهج الجمر اللاهب
أحلم للحظة عابرة، يا زهرة الماضي السحيق
بأنني أبصر ألوان إطلالتك الغضة
تغلف من جديد شكلك البديع بألق غريب.
الآن، إذ أرنو إليكِ
تقع خطوات الحياة صامتة على مسمعي
فيتلاشى الزمن الحاضر
وتغمر روحي أمواج من أفكار موغلة في القِدَم
تأتيني بأعداد لا تحصى
متدحرجة بصمت وبانسياب غير منقطع
كموج البحر العاتي.
قد تكونين نبتتِ وحيدة
دون أن تغرسك يدٌ
عندما سمعتْ الأرض في البدء صوت باريها
فابتسمت الزهور وترنحت فوق المروج
النابتة على جروف الجبال شديدة الإنحدار
وتمايلت برؤوسها في النسيم عند كل تلة.
وقد تكون أوراقك تفتحت دون أن يراها أحد سوى النجوم
التي استقبلت بالترانيم ولادتك الزاهرة
وأتت عند المساء لتتأملك وأنت تطوين بتلاتك
إيذاناً بخلودك للراحة.
ربما لم يلحظك أحد في بيتك المتأرّج
غير رياح هامسة هبّت رقيقة ولعبت حول مقرّك
وقد تكون تنهّدتْ وهي تجتازك مدفوعة بسرعة مجنّحة.
وقد تكونين عشتِ تحت ضوء يوم آخر
عندما تسلق الإنسان الأصقاع دون عائق
كالرياح الشاردة التي لا مأوى يؤويها ولا وطن
أو عندما جابت أقدامه المرتفعات الملتحفة بغطاء من الحشائش سميك
أو جاز وسط السهول المنبسطة
وقطع سكينة الطبيعة البكر
بصوت بدا منسجم الوقع والإيقاع
مع موسيقى العناصر المختلطة
عندما ثارت إزاء جسمه القاصر
دون أن تتمكن يده الضعيفة من ردّها أو ردعها
وعندما اقترنت العواصف الصاخبة والأمواج الهادرة
بالرعد القاصف وقذفت بحمم غضبها حوله
كأرواح شريرة على أهبة القتال.
ربما ظفرتِ بقلبه وقتذاك
بنظرة رقيقة منكِ
وأيقظتِ في داخله أول دعاء حار من الشكر والامتنان
وقد تكونين أول وأبسط تقدمة وضعها على مذبحه.
يا أيتها الزهرة الداكنة
لن تستطيع الشمس المتوهجة أن تعيد إليك
الألوان التي وهبتها لكِ من قبل
ولن يستطيع الصباح أن يسترجع
أنفاسك العاطرة بقبلة رقيقة
مع ذلك، لعل لمسة الفكر السحرية
تحيي بك النضرة والشذا من جديد
لأن الذي وهب للزنابق بهاءً
يفوق كل أمجاد الملوك والسلاطين
لم يلوّن عبثاً تلك الأوراق المتألقة
كإطلالة الفجر الندية الوردية
ولم يعطر أنفاسك كي تبدديها
في الفضاء القاحل العقيم
بالرغم من انتصابك وحيدة
في بيت الطبيعة وسط الأدغال
فمظهرك أيقظ الحب الأول
الذي ارتعشت له النجوم
وتنهدت له الرياح
وقد حرّك الجماد
فاحتفظ بشكلك كوديعة وأمانة
ليوقظ في قلوب البشر
أفكار الحب العذبة
بعد أن غلف الماضي القاتم ذاكرتك
بركام كثيف عبر الأحقاب و الدهور.

_________________

جونز فيري (1813-1880) كان كاتباً وشاعراً أمريكياً، وأحد أعضاء حركة الفلسفة المتسامية (الترانسندانتاليزم) التي ظهرت في أمريكا خلال العقدين الرابع والخامس من القرن التاسع عشر، وضمّت عدداً من أبرز المفكرين والأدباء والفلاسفة الأمريكيين الذين اعتمدوا البصيرة والحس الباطني دليلاً في بحثهم عن معنى الحياة. حظي فيري بإعجاب وتقدير زملائه في الحركة ودرس الشعر الملحمي دراسة معمقة، ودُعي لإلقاء محاضرات عنه استرعت انتباه واهتمام رالف والدو أمرسون.

أثناء دراسته في جامعة هارفارد أطلق فيري ادعاءات وتصريحات مغايرة للمفاهيم التقليدية أدت إلى فصله عن الجامعة وإيداعه المصح العقلي. بعد إخراجه من المصح سنة 1839 ساعده أمرسون على نشر كتابه (مقالات وقصائد Essays and Poems). عاش فيري معظم حياته في عزلة، ينظم الشعر على فترات متباعدة.


غاية الحياة معرفة الذات
http://www.swaidayoga.com/

الحوار الذي أجراه معي الشاعر الجزائري الأستاذ ياسين عرعار على الرابط التالي

http://www.saddana.com/forum/showthread.php?t=10887