عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
21694
 
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية

الدكتورة مديحة عتيق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
63

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10212
08-07-2011, 05:07 PM
المشاركة 1
08-07-2011, 05:07 PM
المشاركة 1
افتراضي أشياء تداعى.. رائعة تشنوا آتشبي
أشياء تتداعى.. رائعة تشنوا آتشبيChinua Achebe))
بقلم الدكتورة مديحة عتيق/ الجزائر
تمثّل رواية "أشياء تتداعى"(Things Fall Apart) لمؤلفها النيجيري تشنوا آتشبي (1930) واحدة من أروع الروايات الإفريقية المكتوبة بالإنجليزية، صدرت عام 1958، وتروي قصة صعود ثمّ انهيار حياة البطل أوكنكو ذلك الشاب الذي نشأ في عائلة فقيرة ضئيلة النسب، فقد كان أبوه إينوكا رجلا كسولا خاملا لا يدفعه طموح و لا يحرّكه أمل لذا مات مريضا وغارقا في الديون، وهذا ما شكّل عقدة في نفس ابنه أوكنكو الذي قرّر أن يكون عكس أبيه تماما ، فكره الموسيقى والفنّ لأنّ أباه أحبّهما وعشق الدم والقتل لأنّ أباه كان يخشاهما.
استطاع أوكنكو أن يصنع لنفسه مجدا و ثروة ولقبا ومكانة في القوم بسبب قوته البدنية حيث رفع شأن قبيلته بسبب مهارته في المصارعة وبسبب جدّه واجتهاده التي مكّنته من الحصول على أرض وتأسيس بيت وإنشاء عائلة تتكوّن من ثلاث زوجات وثمانية أولاد.
كان لأكونكو عيوب مميتة ـ على عادة الأبطال التراجيدية، فقد عرف عنه القسوة والغضب الشديد والاندفاع دون تبصّر أو رويّة مما أوقعه في مآزق كثيرة كان أعنفها قتله رجل من قبيلته خطأ مما استوجب معاقبته ـ حسب قوانين القبيلة ـ بمصادرة أمواله ونفيه خارج القبيلة سبع سنوات وخضع أوكنكو للأمر مكرها
وأثناء مقامه الجديد أحسّ أوكنكو بغربة شديدة وبضياع لا يطاق و تزامن ذلك مع بداية ظهور الرجل الأبيض إلى القارة السمراء رافعا بيده اليمنى الإنجيل وبيده اليسرى السلاح، وبدأت القبائل تتهاوى كالذباب أمام هذا الوافد الجديد الذي قضى على الأخضر واليابس.
عاد أوكنكو إلى قبيلته بعد انقضاء العقوبة لكنّه أحسّ بإحباط شديد حين قابله قومه ببرود وحماس فاتر وما زاد الطين بلّة ما شاهده بعينه من حضور طاغ للرجل الأبيض في كل مجالات حياة القبيلة ، وحين قتل واحدا من البيض لم يجد من قومه حماسا ونخوة لمحاربة هذا المستعمر فأحسّ أوكنكو بأنّ كلّ الأشياء تتداعى من حوله، فانتحر شنقا رغم علمه بأنّ ذلك يخالف تقاليد قبيلته..
إنّ الفكرة الأساسية التي ركّز عليها آتشبي في روايته هو إثبات وجود ثقافة إفريقية ما قبل الكولونيالية وذلك خلافا لما تزعمه الحضارة الأوروبية التي تدّعي أنّ أفريقيا قارة متوحّشة يسكنها مجموعة من البدائيين آكلي لحوم البشر، لذا حرص على الحديث على عادات قومه الاجتماعية (تعدد الزوجات، الأعياد، المهرجانات..) والدينية (تقديم القرابين ، استشارة الكاهنة..) والاقتصادية (مواسم الحرث، والحصاد، ..) والرياضية ( منافسات في المصارعة..) والسياسية (معاهدات الصلح بين القبائل، قوانين الرهائن..)
كان آتشبي يتوجه بروايته إلى القراء الغربيين عموما وقراء (قلب الظلام) لجوزيف كونراد تحديدا لأنّ كونراد صوّر إفريقيا بشكل سلبي جدّا إلى درجة أنّ آتشبي يتهمه بأنه كاتب عنصري بامتياز
رغم أنّ الكاتب كتب روايته بالإنجليزية إلا أنّه ضمّنها الكثير من الألفاظ والأمثال والحكم الإفريقية تاركا لقارئه الغربي أجر الاجتهاد في البحث عن معانيها
ترجمت الرواية غلى العربية ، وهي موجودة في موقع www.4shared.com



التعديل الأخير تم بواسطة الدكتورة مديحة عتيق ; 08-07-2011 الساعة 05:13 PM سبب آخر: أخطاء مطبعية