عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2021, 12:18 PM
المشاركة 3412
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... عَلَى أَهْلِهَا تَجْنِي بَرَاقِشُ ....


كانت بَرَاقِشُ كلبةً لقوم من العرب ، فأغير عليهم ، فَهَرَبُوا
ومعهم بَرَاقش ، فاتبعُ القومُ آثارَهُم بنُبَاح بَرَاقش ، فهجموا
عليهم فاصطلموهم ، قال حمزة بن بيض :

لم تكنْ عن جنايةٍ لَحِقَتْنِي
لا يَسَارِي وَلا يَمينِي رَمَتْنِي

بلْ جَنَاهَا أَخٌ عليَّ كَرِيمٌ
وعَلى أهلِهَا بَرَاقِشُ تَجْنِي


وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العَلَاء قال : إن
براقش امرأة كانت لبعض الملوك ، فسافر الملك واستخلفها ،
وكان لهم موضع إذا فَزِعوا دخَّنُوا فيه ، فإذا أبصره الجندُ
اجتمعوا ، وإن جواريها عبثن ليلة فدخَّنَّ فجاء الجند ، فلما
اجتمعوا قال لها نصحاؤها : إنك أن رَدَدْتهم ولم تستعمليهم
في شيء ودخَّنتهم مرةً أخرى لم يأتِكِ منهم أحد ، فأمرتهم
فبَنَوْا بناء دون دارها ، فلما جاء الملك سأل عن البناء ،
فأخبروه بالقصة ، فقال : عَلَى أَهْلِهَا تجني براقش ، فصارت
مثلًا .
وقال الشرقي بن القطامي : براقش امرأة لقمان بن عاد ، وكان
لقمان من بني ضد ، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل ، فأصاب
من براقش غلامًا ، فنزل مع لقمان في بني أبيها ، فأولموا
ونَحَرُوا الجزر ، فراح ابن براقش إلى أبيه بعرق من
جزور ، فأكله لقمان ، فقال : يا بني ما هذا ؟ فما تَعَرَّقْتُ
قط طيبًا مثله ، فقال : جزور نَحَرَها أخوالي ، فقال :
وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى ؟ فقالت براقش :
جَمِّلْنَا واجْتَمِلْ ، فأرسلتها مثلًا ، والجميل : الشَّحْمُ المُذَابُ ،
ومعنى جَمِّلْنَا : أي أطْعِمْنَا الجَمِيلَ ، واجْتَمِلْ : أي أَطْعِمْ
أنت نفسُك منه ، وكانت براقش أكثر قومها إبلًا ، فأقبل
لقمان على إبلها فأسرع فيها وفي إبل قومها ، وفَعَلَ ذلك
بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور ، فقيل : على أهلها تجني
براقش .
يضرب لمن يعمل عملًا يرجع ضرره إليه .