عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2020, 05:10 AM
المشاركة 94
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
ذاكرة على باب مقهى 2-

كان حضور (القهوة) سبباً لاستدعاء (المقهى) في الأدب الحديث، بوصفه فضاء لصوتها ولونها ورائحتها وطعمها، وفضاء لانتظار القهوة وما يمكن أن يشفّ عنه هذا الانتظار من دلالات، فكانت قصيدة «مقهى»، لمحمود درويش، و»في المقهى» لجمال مرسي، و«في المقهى» لنزار قباني، و«الأفّاق» لعبدالوهاب البياتي، و«مقهى للبكاء» لقمر الجاسم، و«الحب في المقهى» لعاطف الجندي، وقصائد لا حد لها..وقد عد بعض الشعراء المقهى مستودع أسرارهم (كما في إحدى قصائد محمد الرباوي)، وعدّه بعضهم أكاديمية للعشق، إذ شهدوا على طاولاته ولادة حبهم الأول (كما في حالة الحب التي شهدها مقهى الريش بين أمل دنقل وعبلة الرويني)، وخطّوا في زواياه توقهم إلى مستقبل أجمل وأجلّ، وعبّروا عن ذلك كله بنصوص أدبية وأعمال فنية (غنائية ومسرحية)، وربما انقسمت مقاهي المدينة الحيّة بين تيارات فكرية أو أدبية أو نقدية مختلفة كما نجد في بغداد على سبيل المثال، وربما كانت نقطة التجمع الأولى باتجاه مشروع سياسي كبير.ولذلك يمكن أن نقول إن المثقفين الرواد في عالمنا العربي ولدوا - ثقافيا - على كرسي مقهى، ورسموا الإطار العام لأعمالهم الرائدة على ذلك الكرسي...، ويمكن أن أشير هنا - على سبيل المثال - إلى نجيب محفوظ ويوسف إدريس وأمل دنقل وثروت أباظة وعلاقتهم بمقهى ريش المطلّ على ميدان التحرير، ويمكن أن أشير كذلك إلى مقاهي مماثلة استمدت طاقتها من أدباء آخرين كمقاهي: (الفيشاوي)، و(البستان)، و(الندوة الثقافية) في القاهرة، و(البرازيلية) و(الزهاوي) في بغداد..

خالد الرفاعي - الرياض

الابتسامة هي قوس قزح الدموع