عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2019, 02:35 AM
المشاركة 8
نجلاء فتحي
عطر
  • غير موجود
افتراضي رد: حجرة الذكريات والهروب
كانت على شفا حفرة من الجنون حين رأتهم يعدمون كل شيء في الحال ،
كيف يشعرون بالتحسن وهم يلتهمون قلبها على العشاء ؟
كانت على يقين بأنها ستموت كمدا ،
تتمتم في خفوت وبقلب منكس : إذا مس الفراق القلب التوى وتحطم ،
وخرج منه الدم وعاد إليه، وكأن في القلب معنى من معاني الموت ،
وماذا تعرفون يا سادة عن الجرح ؟
أخبرتهم أن الجرح سيد نبيل ،
ويجب أن يكون كما خلقه الله مأوى للحزانى والحيارى ،
والذين صفعتهم الحياة على قلوبهم بدم بارد ،
أخبروها بأنها نذير شؤم عليهم ، "ما لكم كيف تحكمون" ؟
كان جل ذنبها أنها خلقت من طين الغضب وماء الحقد ،
أي لعنة أصابتك يا شقيقة الموت ؟
لم يكن الكبر مذهبها ولا عقيدة تتشبث بها ،
تؤمن حد السكين أن الغرور مجلبة للشر ،
لطالما استهزؤوا بقولها : الاقتراب يعني الاحتراق ،
كذبوها وعقروا روحها واستباحوا حتى ظلها ،
أي جرم هذا يا حمقى ؟ علمت بأن على قدر الجرم يكون العقاب ،
انزوت ككنفذ ملعون وقالت : لا مساس ، وقالت : لا مساس .

ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها