الموضوع: أبريل الطويل
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
1869
 
عبد الرزاق مربح
من آل منابر ثقافية

عبد الرزاق مربح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
133

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
الجزائر

رقم العضوية
16529
01-23-2021, 05:25 PM
المشاركة 1
01-23-2021, 05:25 PM
المشاركة 1
افتراضي أبريل الطويل
كانت ليلة حافلة بنقيق الضفادع، في الواد المجاور لتلك القرية المتطرفة شمالا، في جبال جرجرة، قلب القبائل الكبرى..كان ذلك النقيق ايذانا بيوم مشمس غدا، في يوم من أواخر يناير..

كانت فاطمة، أم لثلاث بنات، غير أنها لم تكن تملك إلا يدان إثنتان، مثل باقي البشر، تقوم بكل شيئ لوحدها، بعدما فارقها ذراعها الأيمن و سبقها الى دار الحق، تزرع المحاصيل، كانت تملك بعض الدجاجات أيضا لتبيع بيوضها و تشتري بتلك الدريهمات بعض حاجياتها،،

تمشط شعر بناتها بعد الاستحمام و تقول في نفسها: لو كانوا ذكورا لأرسلتهم الى عند الحلاق في البلدة المجاورة و انتهى الأمر، لكنهم كانوا بنات، و ليس هناك في الدنيا ما هو أصعب من تمشيط شعرهن في كل مرة...

رقية، الطفلة الصغرى: يا أمي، ما ذلك الكيس الذي تعلقينه في تلك الزاوية من البيت؟

-انه تين مجفف يا صغيرتي، اتركه حتى يأتي أبريل الطويل..

كانت فاطمة تدخر تلك الحبات من التين، حتى تبيعها عند الحاجة، كانت تسمي الشهور بطريقة مختلفة، تقويم فلاحي قديم، يناير، فورار، مغرس،أبريل...

خرجت فاطمة في حاجة لها، و في تلك الأثناء أحدث أحدهم جلبة كبيرة في القرية، خرجت بنات فاطمة لمعرفة ما يحدث خارجا، كان أحد الدراويش المتجولين وراء كل ذلك، كان رجلا فارع الطول.

هل أنت أبريل الطويل؟ تسأله البنت البكر، يجيبها بكل دهشة: أجل، أنا هو أبريل الطويل؟!

- إذن انتظر قليلا، فلدينا شيئ يخصك، أحضرت كيس التين و أعطته إياه، حمله فوق ظهره و مضى..

عندما عادت فاطمة، أين كيس التين يا بنات؟

-أخذه أبريل الطويل!