عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 11:30 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بضَوْء شَمْعة[1]




هذا الشّتاء، هذهِ الّليلة، حُبٌّ صغير



شيءٌ كشَعْر حِصانٍ أسْود



سِقط المتاع، أعجميٌّ فظّ



مصقول بالبريق



أي نَجْمات خضراء تلك التي تَجْعله عند أبوابنا



أمسكُ بكَ على ذراعي



لقد تأخّر الوقت



الأجراسُ البليدة تنفُثُ السّاعة



والمرآةُ تعوم بنا نحو قوة وحيدة لشمعة



هذا هو الماء[2]



حيث نلتقي أنفُسَنا



هذا التألّق النوراني الذي يتنفّس



ويذوي بظلالنا



فقط ليلفظها مرّةً أخرى



بعُنفٍ وقسْوة حتى الجدران



عود ثقاب واحد تشحذه يحولّك حقيقة



في البدء لن تُشعّ الشّمعة حتى أوجّها



سوف تًنْشَقُ برعُمَها



حتى تقريباُ لا شيء مطلقاً



حتى برعم أزرَقٍ باهت



أقبُضُ على شهقتي



حتى تصرصر فيك الحياة



قُنفذٌ مكوّر،[3]



صغيرٌ ومتشابك، السِكّينة الصفراء



تزدادُ طولاً، هيا إقضم فريستك



إن غنائي يجعلك تزأر



ألجأ إليك مثل زَوْرق



عبر البِساط الهندي، على أرض باردة



بينما ذلك الرجل النحاسي



يركع مُنحنياً إلى الخلف بكل ما يقوى



رافعاً عموده الأبيض المضيء



ليُبقي السماء في مجدها.[4]



كيسُ السّوادِ! في كلّ مكان، مربوط، مربوط



إنّه لك أنت أيّها التمثال النحاسيّ



كل ما تملكه إرثاً قد تداعَى



عند كعبي قدميه



ناصور يخرج منه خمس قذائف نحاسية



بلا زوجة ولا طِفل



خمس قذائف كروية



خمسُ قذائف نحاسيّة صفراء فقط



ولكي تحتال عليهم يا حبيبي



ستسقط السماء من فوْقك






_____________


[1] كتبت الشاعرة هذه القصيدة في فترة متوترة مشحونة من حياتها وبعد انفصالها عن زوجها وانعزالها مع أطفالها، تصنّف القصيدة كشعر اعترافي (confessional poetry) والتي كتبها العديدين من الرواّد مثل روبرت لويل في بعض نصوصه. بدت الشاعرة هنا في نوبات اكتئابية حادة.

[2] الترجمة الحرفية للكلمة هي (السائل) ولكن رأيت استبدالها بالماء لإيصال المعنى والاندماج مع السياق.

[3] تبدأ نبرة خشنة لسيلفيا في هذا المقطع وأسلوب تنفيري فُسّر بأنّّه إحساس الضعة وتعمّد الرثاء القاسي، تخاطب طفلها تارة وزوجها تارة أخرى- بينما ذلك الرجل النحاسي.

[4] ساخرة؛ بمعنى أن السماء ستسقط بدونه.



ترجمة: د. شريف بقنه

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)