عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4438
 
ياسر حباب
من آل منابر ثقافية

ياسر حباب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
535

+التقييم
0.30

تاريخ التسجيل
May 2019

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
15823
04-05-2022, 04:54 AM
المشاركة 1
04-05-2022, 04:54 AM
المشاركة 1
Lightbulb قراءة في كتاب :الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
يتناول في فصوله موضوع إصلاح النفس وتقويمها، وتهذيبها وفق المنظور الإسلامي، حيث يتنقل القاريء بين فصوله ماراً بالنصيحة والتوبيخ،
ويعالج الكتاب آفات النفس الأمارة بالسوء، مظهرا عيوبها وزلاتها، ومبيناً سلطة الشهوات عليها، ومحذراً من مكايد الشيطان وحيله في إيقاع النفس بالمعاصي والذنوب، والركون للحياة الدنيا وزينتها.

وهو كتاب إسلامي يتناول علم النفس الإسلامي بأدلة عقلية ونقلية.


الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية
الناشر: مكتبة ابن تيمية
الصفحات: 477
* ملاحظة : الكتاب له عدة اصدارات في عدة دور نشر لعدة دول عربية .

** مقتطفات من الكتاب **


الحب أصل كل عمل

وإذا كان الحب أصل كل عمل من حق وباطل ، فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله ، كما أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله ، وكل إرادة تمنع كمال الحب لله ورسوله وتزاحم هذه المحبة أو شبهة تمنع كمال التصديق ، فهي معارضة لأصل الإيمان أو مضعفة له ، فإن قويت حتى عارضت أصل الحب والتصديق كانت كفرا أو شركا أكبر ، وإن لم تعارضه قدحت في كماله ، وأثرت فيه ضعفا وفتورا في العزيمة والطلب ، وهي تحجب الواصل ، وتقطع الطالب ، وتنكس الراغب ، فلا تصح الموالاة إلا بالمعاداة كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين [ سورة الشعراء : 75 - 77 ] .

فلم يصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة ، فإنه لا ولاء إلا بالبراءة من كل معبود سواه ، قال تعالى : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده [ سورة الممتحنة : 4 ] .

وقال تعالى : وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون [ سورة الزخرف : 26 - 28 ] .

أي جعل هذه الموالاة لله ، والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة : لا إله إلا الله ، وهي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة .