عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2016, 07:58 AM
المشاركة 105
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
في حياتنا الزوجية ..من اين نبدأ كي لا يتسرب الملل ؟


مشكلة الملل مشكلة عامة كثيرة الحدوث للأزواج، وخاصة بعد أن يطول العهد

بالزواج، لذلك نجدها قد تحدث بعد 5 سنوات من الزواج أو أكثر، وفي هذه

الحالة نجد أن الأيام والأسابيع والأشهر تمرّ على الزوجين، وهما متحابان ولا

توجد بينهما أية مشاكل، إلا أن الرغبة في الالتقاء تضعف، ويبدأ الشعور
بأنه

واجب لا بد من عمله، أكثر من كونه دافعًا وحبًا وغريزة.

تمضي الأيام والعلاقة تضعف مع الزمن، واللقاء يتباعد يومًا بعد يوم، ولا
يدري

الزوج أو الزوجة ماذا يفعلان أو ما الذي أصابهما ؟

هل هو مرض أو هو ضعف في حب أحدهما للآخر أو ماذا ؟

يحدث أن يسافر الزوج للخارج؛ لعمل أو لتجارة ويعود بعد أسبوع أو أسبوعين

فإذا باللقاء يتجدد والرغبة تقوى، وقد يهمس أحدهما في أذن الآخر أنه

في "شهر عسل" جديد؛ وهكذا تعود الحياة لهذا الحب من جديد، وتبقى الشحنة

فترة من الزمن يعود بعدها الضعف ليدبّ من جديد وتتكرر المشكلة التي حصلت

منذ شهور.العلاقة (..!)هي غريزة مثل غريزة الطعام. يستطيع الإنسان أن يأكل

من طعام يحبه يومًا أو يومين أو أكثر، ولكن بعد ذلك يضجر منه ويضجّ، ويطلب

التغيير كما حدث مع (الأرنب الصغير) الذي كان يشكو:"كل يوم خسّ وجزر" ؟!

ومن فضل الله علينا أن وهب العناصر الغذائية الأساسيّة على أشكال غذاء

مختلفة، ووضعها في أطعمة مختلفة، مع أنها تُسقى بماء واحد. ولو حاولنا أن

نحسب مثلاً كم يومًا قد أكلنا من صنف معيّن؟‍‍‍‍‍

فسنجدها آلاف الأيام، ولكن بسبب التشكيل اليومي لا نذكر أننا ضجرنا يوما ما؛

هكذا (..) ! لا بد من التغيير‍‍‍‍‍‍‍‍‍!‍‍ فالتغيير هو البهارات التي تغير من طعم
الطعام؛

ليصبح مقبولا يومًا بعد يوم.وما على كل زووجه إلا أن تجعل من نفسها أربع

زوجات.. والزوج كذلك!!

نعم.. لقد أحل الله -عز وجل- لكل رجل أن يتزوج من أربع.. وهذا قد يحل
مشكلة

الفتور (وقد يخلق مشكلات أخرى)...!!

ولكن ما أريده من كل زوجة حريصة على زوجها، هو أن تجعل من نفسها أربع

زوجات، وأن يدرك الزوج أن زوجته أيضاً لديها رغبات (..)! فلا يهمل هذه

الأمور.والتغيير الذي يمكن أن نحدثه في بيوتنا وأنفسنا من الممكن أن يبعد عن

الزوجين مثل هذه المشكلة، التي قد تجعل ضعاف النفوس يقعون في الخطيئة،

أو يمدون العين لما لا يحل لهم..؟

لذا فإننا نراها قضية كبيرة يجب تداركها وحلها.

وإليكم بعض الملامح:

1- التغيير في الأنفس هو البداية؛ فلا بد أن تجيد الزوجة فنّ التغيير،
التغيير في الملبس والتغيير في المكياج، والتغيير في تسريحة الشعر، والتغيير في العطور.

نعم عند الزوجة ملابس مناسبة، وعطور جيدة وشعر جميل، ولكن هذا لا يُغني؛

إذ إن التغيير مطلوب في حدّ ذاته، فهو من البهارات اللازمة لتغيير نمط العلاقة..

والزوج أيضاً عليه أن يغير من سلوكه تجاه رفيقة حياته، ويجدد طرق المجاملة

لها، ويلتمس الوسيلة اللطيفة في اللفظ والتعبير ليعكس مشاعره، فمن غير

المقبول أن يكف عن اللمسة الحانية، والكلمة المجاملة، والغزل؛ لأن البيت امتلأ

بالأطفال واستقرت الحياة..!. وعليه أيضاً الاهتمام بمظهره أمام زوجته، فمن

حقها أن يتجمل لها كما تتجمل له..!.


2- التغيير في المكان والزمان؛ بحيث يتغير موعد اللقاء ومكانه، فليس ضروريا

أن يكون التلاقي في ساعة متأخرة من الليل، بل قد يكون في الصباح أو بعد

العصر ..بحسب ما تسمح به االظروف في البيت..!



3- الابتعاد الجسدي حتى يتم الاشتياق، فما أجمل أن تقضي الزوجة بعض الأيام

في بيت أهلها وأن يلتقي الزوجان بعد طول غياب (السفر مثلا)، وإذا لم تتوفر

المقدرة على قضاء بعض الأيام خارج المنزل -لكثرة العيال أو ضيق بيت الأهل-

فحبذا لو نام أحد الزوجين في غرفة أخرى بعيدا عن الآخر، أو حتى في غرفة

الأولاد، أو على الأقل في نفس الغرفة ولكن ليس على سرير الزوجة بحسب ما

يسمح به المكان. ويجب الإشارة إلى أن هذا العامل من أهم العوامل لتجديد

الشوق وتحفيز الرغبة.

وأخيراً.. فإن الإرادة هي كلمة السر، فالاعتياد والرتابة تقتل الحب والشوق،

والوعي بأن بذل الجهد باستمرار هو ضمان المحافظة على الحب أمر أساسي،

وكم من بيوت تهدمت بعد سنوات طويلة؛ لأن الزوجين فقدا الحب في الطريق دون

أن يشعرا، ولم يقوما بري زهور المودة والرحمة؛ فذبلت وماتت، وفي لحظة ما

قد يبحثا عنها ولكن بعد فوات الأوان.

وهكذا نجد أن التغيير والوعي بأهمية بذل الجهد في التجديد هو مفتاح الحل

لمسألة الفتور..!!؟ حتى يستمر الحب، ويظل اللقاء حيًّا حارّا ومتجدّداً.

منقول للكاتب(( د. عمر صالح فروانة))