الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 02:28 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المدينة




المدينة


تقول: "سأذهب إلى أرض أخرى


سأذهب إلى بحر آخر


يجب أن أجد مدينة أفضل من هذه


مكتوب أن أتمنى كل جهودي بالخسران


وأن يرقد قلبي مدفونا-كميت


فإلى متى سوف تبقى روحي في هذا الضوى؟


....


إن تركت نظرة تندمني حوالي


لن أرى هنا غير أطلال عمري الكئيبة


في هذه الأماكن التي عشت فيها


وضيعت وبددت كل هذه السنين


....


لن تجد بلداً جديداً ولا بحاراً أخرى


المدينة سوف تلاحقك!


سوف تتسكع في الشوارع ذاتها


وتشيخ في الأحياء ذاتها


وتشيب في ظل البيوت ذاتها


....


سترجع إلى هذه المدينة


فطلق حلم الذهاب إلى مكان آخر


ما من مسفينة لك


ما من سبيل


حياتك التي بددتها في هذا الركن الصغير


مبددة تجدها من جديد في كل مكان





ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





ترجمة أخرى




أنت قلت 'سأذهب إلى بلد آخر، إلى بحر آخر


إلى مدينة أخرى أحسن من تلك التي أعيش فيها


هنا كل ما أفعله مصيره الفشل


وقلبي ميت ج ومدفون ج مثل جثه


كم ستعاني روحي هنا؟


أينما توجهت، أينما نظرت


أرى خرائب محترقة من حياتي هنا


حيث قضيت زمناً طويلاً لا أفعل شيئاً


أنت لن تجد أرضاً جديدة ولا بحراً جديداً


ستلاحقك هذه المدينة دوماً


ستسكن في نفس الشوارع


ويشيب شعر رأسِك في نفسِ المنازل


سوف تنتهي هنا دائما


إنس أي مكان آخر


فأنت لا تملك سفينة ولا طريق


والحياة التي ضيعتها هنا


ضيعتها في أيٌ مكاني آخر




أغسطس 1894

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)