عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 01:12 PM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
4- الحرب في بر مصر - يوسف القعيد
في رواية " الحرب في بر مصر " استعرض يوسف القعيد مقدمات حرب أكتوبر التي عبرت فيها القوات المصرية قناة السويس متجاوزة خط بارليف المنيع على الضفة الشرقية واستعادت شريطا موازيا للقناة في سيناء التي كانت اسرائيل قد استولت عليها في حرب يونيو 67 ، وتذهب الرواية الى أن هناك مصريين ضحوا بأرواحهم في الحرب، في حين ذهبت العائدات المترتبة على النصر الى طبقة الاثرياء التي لم تشارك في الحرب بل تهرب أبناؤها من التجنيد حتى ان مسئولا يقول في نهاية الرواية ان هذا التناقض أفسد عليه "تذوق حلاوة طعم النصر".

أما الرواية الثانية فهي "يحدث في مصر الان" فزيلت بدراسة للناقد المصري الراحل علي الراعي.ويرى القعيد فيها أن العصر الامريكي ممتد منذ نهاية عهد نيسكون حتى نهاية عهد الرئيس الحالي جورج بوش، ويتساءل القعيد في مقدمة الرواية "ماذا عن الحلم الامريكي الذي جاء الى بر مصر مع الرئيس نيسكون... العرض المسرحي الامريكي مستمر في بر مصر" مسجلا أن طبعتها الاولى كانت "متقشفة" وأن لها طبعة صدرت في فلسطين المحتلة أصدرها المناضلون الفلسطينيون.ومن المفارقات أنه بين روايات القعيد الكثيرة تحولت هاتان الروايتان فقط الى السينما حيث تحولت "الحرب في بر مصر" في عام 91 الى فيلم المواطن مصري بطولة عمر الشريف وهي اخر أعمال المخرج السينمائي البارز صلاح أبو سيف 1915-1996 أما "يحدث في مصر الان" فهي اخر أفلام المخرج منير راضي الذي قدمها للسينما في فيلم زيارة السيد الرئيس في 1994

ولمن أراد قراءة هذه الروايات وقراءة المزيد من كتابات هذا الكاتب الرائع والغوص في دواخل السياسة الداخلية والخارجية من خلال إبداعات أدبية فليتفضل ، هذه مجموعة من كتابات الرائع يوسف القعيد

الحرب في بر مصر
4shared.com /file/78819106/2c4aee5e/____.html?s=1url
==

الحرب في بر مصر

رغم أن رواية "الحرب في بر مصر" لكاتبها المصري الشهير "يوسف القعيد" قد تحولت إلى عمل سينمائي منذ عدة سنوات في شريط حمل اسم "المواطن مصري" (عمر الشريف، عزت العلايلي، عبد الله محمود)، إلا أن قراءة الرواية تحمل لقارئها الكثير من المتعة و العمق مقارنة بالشريط..

تدور الأحداث في قرية من قرى مصر قبيل حرب 1973، حيث يتنصل عمدة القرية من إرسال ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل..
و لكيلا ينكشف هذا الأمر، يقوم بإرسال ابن خفيره "مصري"، التلميذ الفقير المتفوق في دراسته، بدلا عنه..
تستخرج أوراق إثبات جديدة ل"مصري" باسم ابن العمدة، و يؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية، و يلتحق بالجيش..
لكن الشاب الصغير يضيق ذرعا بلعب دور ابن العمدة و يثقل السر الدفين عليه.. تبدأ الحرب فيستشهد ببسالة.. لكن الأوراق الرسمية كلها تشير إلى أن ابن العمدة هو الذي استشهد.. و بذلك ينال العمدة العزاء الموشى بالثناء و التمجيد لبطولة ابنه المزعوم.. بينما الابن الحقيقي حي يرزق.. يرفض تسليم الجثة إلى الوالد المكلوم.. و تدفن خيوط القضية مع الشهيد نظرا لتورط شخصيات عديدة بالموضوع..
لا شك في أن لاختيار اسم "مصري" دلالة رمزية في إشارة إلى كل فرد مصري من الطبقة الكادحة يستغل عرقه لخدمة مصالح طبقات أخرى..
لكن باب الحيرة يبقى مفتوحا..
من حقق النصر عام 1973؟ أهو الشاب "مصري" المتواضع، الفقير، المقهور أم ابن العمدة العابث اللامبالي؟
وهل يهم أصلا معرفة من استشهد أم يكفي أن الاستشهاد قد تم و أن النصر قد تحقق بغض النظر عن هوية الدماء التي بذلت من أجل ذلك؟

ـ البقية في حياتكم.
خبط الرجل صدره بفزع.
ـ بعد الشر. من؟!
ـ ابن العمدة.
ـ لم يكن للعمدة أبناء يعالجون في البنادر. أم هو حادث؟
صاح فيه السائق بغضب:
ـ أي حادث. إنه شهيد.
تساءل الفلاح:
ـ في الحرب؟
ـ الحمد لله على إنك فهمت.
فكر الرجل في الأمر وظهر على وجهه الاهتمام رفع يده فجأة:
ـ ولكن العمدة ليس له أولاد في الجيش.