وقف أعلى الجبل ..يرسل صوته عبر الفضاء .. ينادى لعل أحداً يرد عليه
ينتظر
ويرسل صوته ويعود إليه ..الفراغ ملأ الأماكن .. إلا صوته وصدى صوته
طال مكوثه
تعاقب عليه الليل والنهار .. القمر لبس نصف ردائه ..النجوم تتغامز عليه
الهواء أصبح قلبه باردا .. ينفث زفيره .. ليسكن الكائنات
ويغشاها بالنوم ,,ومازال منتظراً ..
التعب قد التهم بصره ..الهواء ضرب أذنيه
استلقى لينام .. سمع صوت غريبا .. ولكن النعاس سجنه بقوقعته
أشرقت الشمس .. أرسلت أشعتها .. طافت الأرض لتعلن يوماً جديداً
نظرت الشمس إليه عرفته .. أرسلت سوطها عليه.. جعلته يقفز ليبدأ من جديد
وأخذ يصيح مرات ومرات .. وكان يعود إليه صداه
قرر الرحيل .. نحو الشمال .. ليبحث عن حياة ..طاف ووصل بعد أمد
ورأى جبلا شامخا
فصعد إليه ..فرأى عشه داخله
لم يجد أحدا !!
أرسل صوته مرة أخرى .. وعاد منهكا
فأرسل أخرى .. فلم تعد
وأرسل ثالثه ..فلم تعد
وأرسل رابعة
وعادت ..مضرجة بالدماء .. سقطت أمام قدميه
قرر عدم إرسال صوته
فصمت
سكن الألم في حنجرته .. حباله الصوتية أخذت بالضمور
وقاوم وهو يعانى ..خائفا على صوته .. لكي لا يذبل ..فاستكان في عشه
وقال لصوته
لعلى أرسلك يوما
فتجد من يصغى إليك