أمواجٌ من الشوق ..
يا شَاغلَ البال حَـلَّ البُعـدُ والعَتَبُ
والقلبُ يدميهِ دَمعُ العَينِ والتَّعَبُ
ما نفعُ قولي وكلُّ الناسِ مُنشغلٌ
والنفس تذوي ونورُ البَدرِ مُحتجِبُ
قلبي هناكَ النقاءُ الآنَ مَوطنهُ
زهرُ الرَوَابي يُناديني بهِ العَجَبُ
قلبي هناكَ الرَّبيعُ الزَّهرُ يسكُنُهُ
والياسَمينُ الذي في السَّهلِ يَنتَحِبُ
يانَسمَةَ الرُّوحِ قد غَابَت مَرابِعُهم
عَن عَينِ مُشتاقِها والدمعُ ينسَكِبُ
ماذاجَنينا مِنَ الترحَالِ يسرقنا
مِن حُضنِ أحبابنا الغَالينَ هُم نُخَبُ
يَهفو فؤادي إلى أمِّي تُعاتبني
تحنُو يَداها وكلُّ الشَّوقِ يضطَربُ
شَوقي إليها يُدانيني لها عتباً
تشتاقُها الروحُ في أنَّاتِها الكُرَبُ
إنْ جَنَّ ليلي فمَن للنفسِ يُطربُها
تأتي إليها طُيُوفٌ ليسَ تقترِبُ
لاالعينُ تنسى ولا الأفكارُ ترحَمُني
طَيفُ الغَوالي أهَاجَ العَينَ والرَّهَبُ
كيفَ السَّبيلُ الذي للأهلِ يأخذُني
قد تاقتِ العينُ للأحبابِ إذ ذَهَبوا
في البُعدِ عنهم تناديني مباسِمُهُم
حينَ اجتمَعنا أنا والهَمُّ والنَّصَبُ
هَذي حَياتي وصَعبٌ أن تسَايرُنا
إنَّ المَـفَــرَّ الذي نختارُهُ لَهَـبُ
أدعُـوكَ يا رَبُّ هل في الملتقى أملٌ
أمْ هل لنا في تَبَاشِيرِ اللِّقا كُتُبُ
نهاد البغدادي
28/8/2011م