عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 10:29 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 33





كم من الإصباحات العديدة الكاملة البهاء رأيتها


تضفي جمالها على قمم الجبال بالنظرة الآسرة


تُقَبِّلُ بوجهها الذهبي السهول الخضراء


تطلي الجداول الشاحبة بالكيمياء السماوية


....


لكنها سرعان ما تأذن للسحب السوداء باعتلائها


ويطمس تكاثفها القبيح وجهها المشع


فتختفي بعيداً عن هذا العالم المجهور


حيث تنسل خفية في اتجاه الغرب مصحوبة بهذا العار


....


هكذا أشرقتْ شمسي ذات صباح باكر


بكل جلال النصر فوق جبيني


لكن، واأسفاه، إنها لم تكن لي سوى ساعة واحدة فقط


ثم حجبها الآن عني قناع السحب


....


ليس في هذا ما يدعو إلى هنيهة من الازدراء


فشموس الأرض تطمسها البقع السوداء إذا ما انطمست شمس السماء




ترجمة: بدر توفيق





XXXIII




Full many a glorious morning have I seen


Flatter the mountain tops with sovereign eye


Kissing with golden face the meadows green


Gilding pale streams with heavenly alchemy


Anon permit the basest clouds to ride


With ugly rack on his celestial face


And from the forlorn world his visage hide


Stealing unseen to west with this disgrace


Even so my sun one early morn did shine


With all triumphant splendour on my brow


But out, alack, he was but one hour mine


The region cloud hath mask'd him from me now


Yet him for this my love no whit disdaineth


Suns of the world may stain when heaven's sun staineth





سونيت 34




لماذا وَعَدْتَني بيوم جميل


وجَعَلْتَني أسافر بعيداً دون معطفي


وتركت السحاب الأسود يدهمني على طريقي


حاجباً بهاءك خلف دخانه العَفِن


....


لا يكفي أن تطل من بين السحاب إطلالة قصيرة


لتجفف المطر عن وجهي الذي لفحته العاصفة


فلن يستطيع أحد أن يتحدث بالخير عن مثل هذي التهدئة


التي تعالج الجرح، لكنها لا تجعل العار يلتئم


....


حتى خجلك لا يمنح أحزاني الدواء


ورغم أنك نادم، فإنني ما زلت خاسراً


لأن أسف الآثم لا يقدم سوى ارتياح ضعيف


لذلك الذي يحمل صليب الاثم العنيف


....


أوّاه، إنها لآلئ تلك الدموع التي يذرفها حبك


وهي الغِنى والتكفير عن كافة أعمال الشر




ترجمة: بدر توفيق




XXXIV




Why didst thou promise such a beauteous day


And make me travel forth without my cloak


To let base clouds o'ertake me in my way


Hiding thy bravery in their rotten smoke


'Tis not enough that through the cloud thou break


To dry the rain on my storm-beaten face


For no man well of such a salve can speak


That heals the wound, and cures not the disgrace


Nor can thy shame give physic to my grief


Though thou repent, yet I have still the loss


The offender's sorrow lends but weak relief


To him that bears the strong offence's cross


Ah! but those tears are pearl which thy love sheds


And they are rich and ransom all ill deeds

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)