الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2019, 01:05 AM
المشاركة 288
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
.. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ
بقلم دكتور : أ.د/ مصطفى الشليح


.. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ

قالتْ .. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ
الليلُ لي .. في ليلِه المُتَوجِّسِ

ليلي على فرس يُخالسُ هَمسَه
ليميسَ بي .. كحكايةٍ لمْ تهمسِ

ساحتْ أماليه لتَجترحَ الصَّدَى
.. لتسيلَ مَوَّالا .. بناي الأطلسِ

نبستْ إذا لاحتْ إلى لغةٍ لها
بالسَّارياتِ سِتارةً .. لمْ تنبسِ

أدنتْ عليها، بالرُّؤى، أنفاسَها
قبسا، وما أذنتْ بها لمُدلِّسِ

* * *
ليلي إلى ليلي فراسةُ آيتي
وليَ الحُداءُ .. يَرنُّ عندَ تفرُّسِي

أرسيتُ ضوءً للغناءِ بمَجلسي
وأنا الذَّهابُ إلى الغناءِ بمَجلسِي

آنستُ قنديلا .. هُنالكَ يَكتسي
بعمامةٍ خضراءَ .. إمَّا يَكتسِي

أسرجتُ خيلا تنتشي بخيالِها
حتَّى أسيرَ إلى خيالٍ أشمَسِ

لكنَّه .. حثَّ الخُطى لم يَكترثْ
بغمامةٍ بيضاءَ لي. لمْ يَجلسِ

* * *
أرسيتُ ظلَّ الماءِ بينَ حديقَتي
والماءِ. ماذا بالنُّجُوم الكُنَّسِ ؟

وسريتُ فوقَ الماءِ أكنسُ خطوتي
شبحًا يُشيرُ إليَّ عندَ المكنسِ

لمْ يُسلس اللغةَ التي كانتْ يدي
وأنا إلى لغتي .. كنايةُ مُسلسِ

أصغى إليَّ كأنَّه أغفى على
صَمتِ الطبيعةِ .. وانتمَى للخُرَّسِ

ألغى بلاغتَه .. احتمالا ذاهلا
فرأى غزالا ذاهلا .. كالنَّرجسِ

* * *
ماذا رأى ؟ قمرٌ يُحدِّقُ خِلسةً
في عَاشقين على كواكبَ خُنَّسِ

يَتناجَيان بكلِّ حلمٍ هامسٍ
يتأرَّجَان .. بكلِّ حلمٍ أهمسِ

يَتوهَّجان إذا كناسُ غزالةٍ
ينسى زمانا تحتَ ذاكَ الحندسِ

يَتجاذبان روايةً مَجنونةً
عنْ قيس ليلى بالحَديثِ الأخرسِ

يَتعابثان ويَضحكان بنظرةٍ
هذا المساءُ لنا .. كؤوسُ المَجلسِ

* * *
كانا يَجُرَّانِ الأشعَّةَ تَختفي
في راحَتين .. وتَنتفي بتَفرُّسِ

يتفرَّسٌ القمرُ المُحلِّقُ جُبَّةً
فوقَ الهَوى في جُبَّةٍ لمْ تُطمسِ

ليغضّ طرفا حينَ تَنقضُّ الرُّؤى
طيفا يُعانقُ طيفَه بتَوجَّسِ

ليفضّ كشفا طائفا حتَّى يَرى
خوفا إلى خوفٍ سفارَ تلمَّسِ

قمرٌ أشعتُه تُغيِّرُ لونَها
لتَفرَّ ليلتُه .. عن المُتجَسِّسِ

* * *
كحَمامةٍ مَختومةٍ بهديلها
يَتحوَّلُ القمرُ انتباهةَ أطلسِ

تَتجوَّلُ الأنغامُ في هَذيانِه
وتُطلُّ بَرقا لا ينمُّ لمُخلسِ

تَخلو إليه ألفُ ليلتِها بما
ألفَ الغَوايةَ ليلةً لمْ تعبسِ

تَسلو به سِفرا تَسوَّرَهُ الونَى
تجلو له سَفَرا نَديَّ الملمسِ

قمرٌ تَحوَّلَ عاشقين براحةٍ
هِيَ قبلةٌ فِضِّيَةٌ .. لمْ تُحدَسِ

* * *
العَاشقان وسادةٌ قَمريَّةٌ
يَتوحَّدان بها حذارَ مُدلِّسِ

يَتجسَّدان قَصيدةٌ غَزليَّةً
لا تكتفي بالقافياتِ المُيَّسِ

يَتواجَدان خريدةً شِعريَّة
لمَّا يقلها شاعرٌ لمُطرِّسِ

يَتحدَّدان فلا هُويَّةَ تنجلي
إلا إذا قطفا لذاذةَ ألعَسِ

يَتردَّدان، هُما قليلا، كلَّما
ضحكَ الظلامُ وكانَ جدَّ مُغلِّسِ

* * *
العَاشقان الناشقان صَبابةً
الخائفان الواقفان بمقبسِ

الفاتقان الرَّاتقان صَحيفةً
بالحُبِّ .. دونَ صَحيفةِ المُتلمِّسِ

الضاحكان الباكيان تشوقا
كالحُبِّ .. للوتر الرَّئيِّ المُشمسِ

الدانيان النائيان إلى النَّدى
بوشاح نور، في الصَّدى، لمْ يْغمسِ

الكاتبان السَّاحبان صُبابةً
منْ سُندسٍ ليشفَّ قولُ النَّرجسِ

* * *
كانا بلا لغةٍ تقولُ فينثني
تأويلُها: .. العَاشقان لنورسِ

كالبحْر أزرقَ ينتشي بلهاثه
زبدا يَمرُّ إلى ثنايا البُرنسِ

كالسِّحْر منْ حُوريَّةٍ ضَوئيَّةٍ
كانا يَجوسان الزَّمانَ بمَجرسِ

كالشِّعْر أشرقَ في يديَّ بيانُه
وقفا، قليلا، بالرَّويِّ الأكيَسِ

كالعُمْر في لغتي أهابا بالشَّذى
فأتى الشَّذى شعرًا .. ولمْ يتنفَّسِ

* * *
العَاشقان الواثقان بأطلس
كانا على جبل سَريٍّ أقعسِ

لذؤابةِ المعنى منْ عِرنينِه
شممٌ ترقى شامخا بالمعطسِ

يرقَى ليشربَ ما السَّماءُ تُعلَّه
سُقيا بأقداح لها لمْ تُمسسِ

للذِّروةِ المَيساءِ كانَ سُؤالَها
عنْ عاشقين بكهفِه المُتهجِّسِ

العَاشقان بأطلسٍ تاريخُه
لمْ يَعشقا .. إلا بليل الأطلسِ

* * *
ليلٌ تَحلَّقَ حولَه منْ أهلِه
عبقُ السُّموِّ إلى السَّنيِّ الأشمَسِ

نفرتْ إليه نجمةٌ مجنونةٌ
تَستفسرُ العتباتِ عنْ مُتفرِّسِ

عنْ وشمةٍ حِنَّاؤها مَكنونةٌ
بذُرى الكهوفِ وصيَّةً لمُعرِّس

عنْ كلمةٍ أصواتُها أصداؤُها
لجدارها الرَّائيِّ كلَّ مُؤسَّسِ

الغمغماتُ رسالةٌ حَجريَّةٌ
لمْ تنكسرْ يوما .. ولمْ تتمعَّس

* * *
الليلُ .. قافيةٌ أمازيغيَّةٌ
لقصيدةٍ أخرى .. بشعرٍ أنفسِ

يأتي الرُّواةُ ليسرُدُوا. ماذا إذنْ ؟
يأتونَ حتَّى يشرُدُوا في المجلسِ

قالوا .. وهذا الليلُ جرَّدَ سمعَه
لكأنَّما يَطوي المَدَى بتَجسُّسِ

يُلوي بأثوابِ المَسافةِ حائرا
منْ أينَ مُفتتحُ التُّراثِ الأقعَسِ ؟

وبأيِّما لغةٍ .. هُنا مَفتونةٍ
لغةٌ بها كانَ الجوازُ .. لمُبلسِ ؟

* * *
والليلَ قامةُ شاعرٍ كلماتُه
للكبرياءِ الحُرِّ .. لمَّا يُطمَسِ

.. للكبرياءِ الحُرِّ منْ وَرقاتِه
سِفرُ التَّرقِّي بالبَهاءِ الأقدسِ

كيفَ امِّحاءُ الليلِ عنْ شَذراتِه
والقولُ في شَذراتِه لمْ يُبخسِ ؟

أنَّى التفاتٌ عنْ عُيون تُراثِه
وفُتونُه .. إمَّا شدا للنَّرجسِ ؟

شدوٌ كأنَّ الشَّجوَ منه إشارةٌ
مشدوهةٌ بعبارةٍ .. للبُرنُسِ

* * *
ماذا أقولُ لبُرنُسٍ .. أمواجُه
قُطعانُ نورٍ في بَهيمٍ أغلسِ ؟

تَتهدَّجُ الخطواتُ .. مَنْ يَهتاجُه ؟
تَتوهَّجُ الخطواتُ طيَّ المَلبسِ

انسجْ مداكَ خُطى .. فأنتَ سِراجُه
اعرجْ إليكَ .. وخَلِّ لغوَ مُدلِّسِ

أنتَ الفراشةُ فالتقطْ صَلواتِها
منْ دَهشةِ الصَّبواتِ عندَ تَفرُّسِ

وأنطْ بأجنحةِ الفَضاءِ مقالَها
حتَّى تَقولَ .. وكيْ أقولَ لنورسِ ..

* * *
شيخٌ يَمدُّ عَصاتَه لجهاتِه
وجهاتُه تَمتدُّ عندَ الأطلسِ

تَعدو إلى أعلامِه وسَنامِه
بيدِ المشيئةِ لا تُحدُّ بمُقوَّسِ

تَبدو ولا تَبدو. تُعدُّ كلامَها
لكلامِها، وتَردُّ لغوَ الأخرسِ

وإذا تُغذُّ العُمْرَ صاعدةً إلى
فجر النُّبوءةِ بالرُّواءٍ الأنفَسِ

حتَّى إذا شيخٌ إلى حَلقاتها
نظرتْ يداهُ كانَ صولةَ مَجلسِ

* * *
ألقى يديه .. فالحِجارةُ واحةٌ
بيَمينِه .. من واحةٍ لمْ تيبَسِ

كمْ صخرةً لانَتْ جساوتُها إذا
ألقى يديه .. بالنِّداء الأشوَسِ

يَرقى المكانَ بذاتِه مُتوحِّدًا
حتَّى يَشقَّ .. بسلسبيلٍ أسلسِ

حتَّى يَدقَّ لخيمةٍ أوتادَها
في جذوةِ المعنى .. بجذبةِ أشوَس

هذا الفضاءُ رؤى أمازيغيَّةٌ
ليستْ تُؤوِّلُها .. استعارةُ مُبلسِ

* * *
أنَّى تلفَّتَ شاعرٌ .. فمَهابةٌ
تاريخُها العَربيُّ .. غيرُ مُنكَّسِ

هذي عَمائمُها مُخَضَّبةٌ بما
نسجَ الفخارَ على جبين الأطلسِ

لكأنَّما رهجٌ إلى رهج سَرى
والأفقُ أغبرُ .. باعتلاج الأنفُسِ

مُهجٌ تَوثَّبُ لا تنامُ على الأسى
والضَّيمُ يُنشبُ نابَه بتغطرسِ

تهتاجُ، مئذنةً مُكبِّرةً هُنا
وهُناكَ، تلقفُ إفكَ دهرٍ أوجسِ

* * *
ألقى السَّلامَ وسارَ في كلماتِه
شيخٌ يُحدِّثُ عنْ مَرايا البُرنُسِ

النَّارُ تُحْدقُ بالظلام تشدُّه
منْ جانبيه مثلَ سَهمٍ أشرسِ

شيءٌ من المعنى يُحدِّقُ صامتا
في الجالسين إلى حديثٍ أقدسِ

والنَّارُ تلهثُ عندَ كلِّ حكايةٍ
لا شهرزادُ هُنا .. بصدْرِ المَجلسِ

للشَّيخ سُبحتُه ومِصطبةٌ رأتْ
كلماتِه تعدو إلى مُتفرِّسِ

* * *
.. وأنا أساورُني لأحْرسَ وجهةً
من وجهةٍ مَنسيَّةٍ لمْ تُحرسِ

.. وأنا أسافرُ بي لأحْدسَ لحظةً
أنِّي أنا .. المَغربيُّ بمغرسي

.. وأنا أحاورُني وشمسي غربُها
ليَ مَشرقا .. بالجَارياتِ الكنَّسِ

.. وأنا أغامرُ بي لأنبسَ باسْمِه
فالمغربيُّ أنا .. ولمَّا أنبسِ

.. وأنا أحَرِّرُني لأقبسَ ومْضةً
حتَّى أراودَ ومْضةً لمْ تُقبسِ

* * *
العَاشقان على الرُّبى تَنْهيدةٌ
فاضَ المكانُ بها .. ولمَّا يَيأسِ

العَاشقان الخَارقان قصيدةً
سألا وسالا .. في سُؤالِ البُرنُسِ

* * *
.. سيقولُ لي شيخٌ: بأيةِ صُورةٍ
كانَ الطريقُ إلى عُيون النَّرجسِ ؟

.. سأقولُ: ماذا بعدُ ؟ تلكَ رسالةٌ
راحَ الحَمامُ بها .. لكلِّ مُنكِّسِ ..

* * *
العَاشقان .. فَراشةٌ .. يَرقى بها
شيخٌ مَهيبُ الوقتِ .. رُؤيا الأطلسِ

المنابر الأدبية > منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1485

وحيدة كالقمر