عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2011, 07:44 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مساء الورد
أ. درويش عطية
أشكرك لهذا الموضوع القيم
كنت قد طرحت هذا التساؤل منذ اعوام خمسة تقريبا : لماذا نكتب ؟ و في النسخة القديمة من منتديات منابر ثقافية كان منشورا في منبر المقال لكن و بما انني عثرت على هذا الموضوع و الأسئلة الجميلة هنا سأكتفي بنسخ مقالي الذي يجيب على هذه الأسئلة
لماذا نكتب؟

أعتقد بأننا نكتب في بعض ‏الأحيان رغبة في أن نسمع صوتنا للعالم و يفهمنا فتسهل علينا طريقة التواصل مع ‏الآخرين .
‏نكتب أيضاً لنفيد الآخرين و بالتالي نقرأ لهم لنستفيد و نثري أرواحنا ‏العطشى للمعرفة و التحليق في آفاق الآخرين و قد
سُئِل حكيم عن هوايته فقال : التجول ‏في عقول الآخرين أي قراءة ما كتبوا وأبدعوا .

نكتب أحياناً لتهدئة حالة عامة من ‏فيض شعوري .نحس أننا نفور على بركان من الآلام والتباريح و لكنها لذيذة ممتعة تعطي
‏القلب نبضاً جديداً و دفقاً من دماء حارة و روح طازجة .
‏قد لا نعرف كنه هذه المشاعر ‏أهي حالة حب أم وجد أم شوق أم ألم ؟ و لكننا نمسكها بالكتابة ونسجلها لئلا تفوت ‏هاربة فنندم على لحظة صدق في المشاعر لا نعرفها مع أننا قد نكون اختبرناها مرات عدة .

نكتب كي نشاطر الورق و الكراس مشاعرنا ،و قد يفهمنا الورق أو حتى إنسان يأتي بعد ‏رحيلنا بأزمنة طويلة.
‏تشتد وطأة إلحاح ‏الكتابة في الليل عندما يسكن الناس و يعم الهدوء ،عندها تنداح الكلمات هاربة من ‏عقال الفكر لتصير تباريح مدونة على ورق لتدخل في عالم الفعل بعد أن كانت في عالم ‏الفرضية

لا أدري من أين تنداح المسافات عن الكلمات
‏تأتي طيعة منسابة كمياه نهر رقراقة عذبة
‏عندما تحط رحالها فوق ‏الورق تأخذ معها القلق الذي يلازمني عند تجوالها في فكري

‏تخونني العربية لفترات ثم ما تلبث أن تأتي ‏إلي ،أتلهف عليها وأتذوق نشوة لا يعرفها إلا من عشق هذه اللغة الرائعة
‏حاولت ‏التعبير عن نفسي بلغة أخرى فلم أتمكن
تهمي علي مفرداتها كثلج أبيض يندف في عمق ‏الشتاء مسربلاً الطبيعة بجلال أبيض بارد لذيذ نرمقه من خلف نافذة و نحن نصطلي بنار ‏مدفأة و كوب شاي يذكرني بشاي العصر في أيام طه حسين

‏ طالما كنت أكتب ما أحس به و ما يعتريني ‏من مشاعر و آلام و ضحكات وعبرات فإن قلبي ما يزال طفلاً يحبو وعندما أعجز عن هذه ‏القدرة أكون قد درجت في أطوار الكهولة
‏كتابة الليل أشدها جمالاً و شفافية فما ‏أعرفه أن هدأة الليل تستثير المشاعر و سكون الطبيعة و نوم الناس يفسح للنفس مجالا ً‏للتدبر ولنستعذب آلامنا و جراحنا..

‏الكتابة عشق لا ينتهي و عندما تخاصمني و تنأى ‏عني أحس بقلق لا أعرف له سمياً
‏أحس أنني أموت... و عندما أكتب أعيش و أحيا ...

تحيتي