عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3273
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
03-27-2020, 08:47 AM
المشاركة 1
03-27-2020, 08:47 AM
المشاركة 1
افتراضي جزء من حياة غير موازية
Jz'a Mn Hyah Ghyr Mwazyh
Rym Bdr Al-dyn Bzal (جزء من حياة غير موازية
ريم بدر الدين بزال)

و كما يحدث فيما يبث من أفلام على الشبكة العنكبوتية من أشخاص يقومون بالبحث في بيوت هجرها أصحابها و تصويرها بالدخول إليها عنوة، أو بإذن مسبق من أصحابها أو ورثتهم أو من في حكمهم. فإما بيوت هجرها أصحابها وفق تنظيم و ترتيب و قاموا بترتيب كل أغراضهم و تنظيف المكان و إخلاءه من أثاثه و إما بيوت هجرها أصحابها على عجل فتركوا كل شيئ وراءهم. حرفيا كل شيء بما فيها فناجين القهوة و الشاي و أطباق الطعام و الكتاب المفتوح عند صفحة بعينها و الأسرة المرتبة و الملابس المعلقة و المطوية في الخزائن و ألعاب الأطفال بل وبعض المعلبات و الأطعمة المخزنة، و غيرها من الأشياء . أفلام تبعث في الروح حزناً مبهماً و أسئلة لا نهاية لها عن مصيرنا و عن ما يتبقى منا إن رحلنا بشكل مفاجئ، و غالبية الراحلين يغادرون فجأة،و لا يدخلون الرحيل في حسابهم. كما يحدث في هذه الأفلام يحدث معنا الآن. ما نهجره الآن ليست البيوت المنفردة و إنما هجرة عكسية تستهدف الشوارع و الحدائق و المطاعم و الأسواق و أشياء أخرى كثيرة تنتهي أسمائها في معظمها بصيغة الجمع . لسنا وحدنا في هذا كما يتحدث أدب الخيال العلمي. جميع ركاب الكوكب يتشاركون المصير ذاته. و حافلتهم المعطلة نبذتهم إلى جوف الأرض أو ما يوازيه من حيث المكانة و لا يشابهه من حيث الشكل ،حتى الآن على الأقل ، يستوي في ذلك الفقراء و الأغنياء، الجاهل و المتعلم، الشرير و الطيب ، كل ركاب الكوكب مدعوون لهذا الحفل الجماعي دون استثناء. حفل الزنازين المنفردة. وكل أسرة تعامل على أنها كتلة واحدة، و مهما كبرت أو صغرت تودع في زنزانتها الانفرادية. في خزانها، حيث تكابد خوفها و فزعها ووحدتها و أنانيتها و ربما موتها. و بعد أن كانت النجاة في قرع جدار الخزان أصبحت النجاة في غلق باب الخزان غلقاً محكماً في وجه الآخر قبل أن يكون هذا الغلق في وجه الوباء. ربما قد منحنا وقتاً إضافياً لكي نعيد ترتيب أصابعنا و قلوبنا و كتبنا و أسطواناتنا الموسيقية و علاقاتنا ، ربما ننتظر أن نفهم شيئاً مما يحدث و قد لا نفهم، لكننا في كل لحظة جديدة نتنفس فيها بيسر نعرف أنها عمر جديد منح لنا و نعرف قيمة الحياة التي كنا ندفع فيهاالوقت بالوقت و ندرك أننا الآن نعيش الحياة قطرة بقطرة كما مريض في غرفة الإنعاش ترتبط حياته بكيس المصل المغذي . و تبقى الطرقات التي هجرت على عجل كتلك البيوت الساكنة في الأفلام تنتظر من يهتك صمتها و يتسلل اليها عنوة أو وفق إذن مسبق ليصور ما تركه فيها البشر عندما غادروها سواء كان ذلك وفق تخطيط و تنظيم أو كانت مغادرتهم على عجل تاركين كل شيء وراءهم، حرفيا أعني كل شيء.