عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
2823
 
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هيثم المري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,700

+التقييم
0.98

تاريخ التسجيل
Jul 2019

الاقامة
في مكان ما على الأرض

رقم العضوية
15882
03-11-2020, 09:05 PM
المشاركة 1
03-11-2020, 09:05 PM
المشاركة 1
افتراضي عَجْائِبَ : ( فَرقْ تَسُد )( 1)
عَجْائِبَ : ( فَرقْ تَسُد )( 1)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يحزننا جدا أن نرى مثلا كيان دولة عظيمة يتفسخ ويتشرذم ثم يتحول إلى فرق تقاتل كل منها الثانية وتحاول السيطرة عليها .. لتثبت أحقيتها في ممارسة سلطويتها المطلقة والمدمرة , مع العلم أننا ندرك أحيانا أن هذه التفرقة حصلت من خلال أيادي خارجية لا تحمل لنا إلا أمنيات خفية بالإختفاء عن سطح الأرض ..

وليس مثل عالمنا العربي والإسلامي في مثل هذه التفرقة البغيضة بين الدول وبعض الشعوب على حد سواء , فسياسة أو مبدأ ( فرق تسد ) ما يتعاطاه بعض الأفراد في المجتمع ونسبة كبيرة من الدول التي تبث الفرقة بين الناس ببث إشاعة أو حقيقة سرية قد تؤجج نار الفتنة والصراع ثم الفرقى بين البشر أو الحكومات هي الغاية المطلوبة لأصحاب الفكر الماكر الخبيث , وبالنظر بدقة إلى أحداث القرن العشرين نجد أن كثرا من الفتن المبثوثة سرا نجحت في غرس الشقاق بين أفراد المجتمع وأيضا بين الكوادر الحكومية .. وفيما يلي مقال مختصر يعبر ولو بإيجاز عن هذا الداء الخطير من الناحية السياسية البحتة ( هيثم )

فرق تسد :
(من اللاتينية: dīvide et īmpera ؛ ثم بالإنگليزية: Divide and rule ) هو مصطلح سياسي عسكري اقتصادي يعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى.

منذ سبعينات القرن التاسع عشر

والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف ومن أجل إضفاء الشرعية على احتلاله لبلد ما من خلال الظهور. ويبدو أن سياسة فرق تسد تأتي بعد مرحلة فرق تغزو، لأن استعباد شعب ما والاستيلاء على أراضيه وثرواته يتطلب أولاً إنهاك قواها العسكرية والاقتصادية لغرض تسهيل العملية وتقليص تكاليفها. وهذا يتم عادة من خلال إثارة الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف.

أمثلة تاريخية / أفريقيا

استراتيجية فرق تسد استخدمتها الدول الأجنبية في أفريقيا أثناء الفترة الاستعمارية وما بعدها. حيث حكمت ألمانيا وبلجيكا رواندا و بوروندي بصفتهما مستعمران. استخدمت ألمانيا استراتيجية "فرق تسد" بوضع أعضاء من أقلية التوتسي المتحكمة في مناصب السلطة. بينما حين تولت بلجيكا الحكم الاستعماري في 1916، أعادت تعريف جماعتي التوتسي والهوتو حسب الوضع المادي بدلاً من العرق. فقد عرّفتا بلجيكا "التوتسي" بأنه أي شخص يملك أكثر من عشر بقرات أو لديه أنف طويل، بينما "الهوتو" هو أي شخص لا يملك عشر بقرات أو أنفه مفلطح. القاسم الاقتصادي الاجتماعي بين التوتسي والهوتو استمر بعد الاستقلال وأصبح عاملاً رئيسياً في التطهير العرقي الرواندي.

أثناء الحكم البريطاني لنيجيريا من 1900 حتى 1960، تم إعادة تصنيف المناطق المختلفة في كثير من الأحيان لأغراض إدارية. ساهم النزاع بين الإغبو و الهوسا في تسهيل البريطانيين على تعزيز سلطتهم في المنطقة.[بحاجة لمصدر][1]

آسيا / الامبراطورية المنغولية

بينما قام المغول باستيراد مسلمي آسيا الوسطى للعمل كمدراء في الصين ، أرسل المغول أيضًا الهان الصينيين والخيتانيين من الصين للعمل كمسؤولين عن السكان المسلمين في بخارى في آسيا الوسطى ، مستخدمين الأجانب للحد من سلطة الشعوب المحلية في كلا الأراضي. باكستان والهند منقسمتان أيضا بهذه السياسة.

شبه القارة الهندية

رقصة الموت - هذا المنشور من الحرب العالمية الثانية يـُظهر تشرشل مروّجاً للاقتتال إذ يشجع هنديين (هندوسي ومسلم) ليتقاتلا حتى الموت. ويوجد نحو ستة قتلى من الهنود على أرض الحلبة المسوّرة. ويشير المنشور إلى كيف أن البريطانيين أوقعوا الضغينة بين الهنود لإضعافهم، حتى يسهل إخضاعهم. النص يقول: توقفوا عن الرقص على النغمة الإنجليزية، واتحدوا وانسوا خلافاتكم الدينية

من أجل الاستقلال.

تم استخدام استراتيجية "فرق تسد" من قبل معظم القوى الإمبريالية في شبه القارة الهندية. أيد البريطانيون والفرنسيون مختلف الولايات الهندية في النزاعات بين بعضهم البعض ، سواء كوسيلة لتقويض نفوذ بعضهم البعض وتوطيد سلطتهم.
علاوة على ذلك ، استخدم البريطانيون الاستراتيجية لتدمير الانسجام بين الديانات المختلفة واستخدامها لفوائدها.

الشرق الأوسط
اتفاقية سايكس پيكو هي مثال لاستراتيجية "فرق تسد".

إتفاقية سايكس-پيكو، بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية على إقتسام مناطق الدولة العثمانية وقعت عام 1916. وتم الوصول اليه بين أبريل ومايو 1916 (1334هـ)، وكان على صورة تبادل وثاثق بين وزارات خارجية الدول الثلاث. تم الكشف عن الإتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا، مما أثار الشعوب التي تمسها الإتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا.

تم تقسيم مناطق الدولة العثمانية بموجب الاتفاق بحيث حصلت روسيا على القسطنطينية (إسطنبول) وسيطرة على ضفتى البوسفور ومساحات كبيرة في شرق الأناضول في المناطق المحاذية للحدود الروسية التركية، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من بلاد الشام وجزء كبير من جنوب الأناضول ومنطقة الموصل في العراق.
أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج الفارسي والمنطقة الفرنسية.
كما تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية.
ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية إستخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة، الذي كان سيقع في حوزتها.
كان هذا جزء من بعض أمثلة هذا الخلق القبيح .. ولنا لقاء آخر بإذن الله لنوضح الجانب الإيجابي لهذا الموضوع المتناقض
المعرفة