عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2014, 09:34 AM
المشاركة 1080
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42- باب الشمس إلياس خوري لبنان


- ثمة موت كثير في رواية الياس خوري مما يطبعها بسوداوية غامرة يصعب نسيانها، ومن هناعظمتها وقدرتها على اعادة النظر في تاريخ المأساة الفلسطينية من وجهة نظر الحاضرالملعون المفتوح على زمان غامض ومجهول.

- إن "باب الشمس"، على قدر ما هي رواية الحياة والصمود فيوجه الموت، هي رواية الموت المجسد الذي يزلزل كيان القاريء ويدفعه الى استذكارالطقس العنيف للموت الفلسطيني.

- ثمة موت يذكر بالموت، ومجازر تتبعها مجازر، رغم الأمل الذي يمثله إصرار يونس الأسدي على نهب المسافات وعبور الخطر للوصول الى زوجته نهيلة وانجاب عدد كبير من الأبناء والبنات لتحقيق طقس التواصل بين الفلسطينيين على أرضهم وفي شتاتهم.

- لكن الياس خوري، اذ يشدد على أسطورية علاقة يونس بنهيلة وطقسية التواصل الروحي والجسدي بينهما، يخلص روايته من لغة الشعار السياسي.

- إن نبرة "باب الشمس" خفيضة ومنكسرة، فهي تحكي عن الهزيمة وانسداد الأفق، عن صعود المشروع الصهيوني ودخول المشروع الفلسطيني في نوبة من السبات، ولهذا فهي تنتهي، رغم اصرار خليل على انتشال يونس من غيبوبته، بالموت.

- يستعير الياس خوري تقنية "باب الشمس" من رواية ايزابيل الليندي "باولا" حيث تقوم الأم بالحديث مع ابنتها الذاهبة في غيبوبة عميقة بفرض انتشالها من أرض الموت، وهو الأمرالذي يفعله الياس خوري فيجعله الطبيب - الممرض خليل يحكي مع يونس المصاب بغيبوبة عميقة عله يعيده من أرض الموت كذلك.

- وبغض النظر عن أهمية استعارة التقنية فإن الكاتب لا يجعل من التقنية وسيلة للتعبير عن أثر علاج الغيبوبة بالكلام، أو التعبير عن الرغبة العارمة في منع الأحباب من الذهاب وتركنا وحيدين على هذه الأرض، بل انه يستخدم الحكاية وسيلة للمشتات الحكايات الكثيرة للفلسطينيين في زمان دخول مشروعهم الوطني ما يشبه الغيبوبة التي دخلها المناضل الفلسطيني يونس الأسدي.

- ان كاتب "باب الشمس" يجعل من سقوط يونس في بئر الغياب ترميزا للشرط التاريخي الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية.

- ومن ثم فإن التقنية لا تشكل جوهر الرواية، بل هي مجرد وسيلة لتغريب التعبير المباشر عن قضية الشعب الفلسطيني المشحونة بالسياسي والشعاري والايديولوجي، وهي عناصر كانت ستفقد "باب الشمس" شرطها الروائي لو أنها تسربت بصورة مفرطة الى شبكة الحكايات التي يقيمها الياس خوري في هذا العمل الروائي المركب.

- إن الكاتب يعيد تقطيع حكاية يونس الأسدي، الذي انتقل من "الجهاد المقدس" مع عبد القادر الحسيني الى "كتائب الفداء العربي" الى حركة القوميين العرب الى قيادة اقليم لبنان في حركة فتح علي مدار العمل بحيث لا تبدو "باب الشمس" مجرد حكاية رمزية عن رجل أصر على التواصل حتى مع أرضه التاريخية والرمزية.

- وقد سعى الياس خوري، لتحقيق ذلك،الي جعل تلك الحكاية شكلا من أشكال الحكاية الإطارية، التي نعثر عليها في "ألف ليلة وليلة" وتتناسل منها حكايات كثيرة تنشد اليها بحبل سري ويمكن تأويلها عبر اعادة ربطها بتلك الحكاية الإطارية.

- ان حكاية يونس الأسدي هي حكاية الشعب الفلسطيني الرمزية، لكن الحكايات الأخرى، التي يرويها د. خليل ليونس المستلقي على سرير مستشفى الجليل في مخيم شاتيلا، تعيد موضعة تلك الحكاية الرمزية ضمن شرطها التاريخي.

- يتحول الرمز في الرواية الى جزء من اليومي والتاريخي عندما تغمره الحكايات الأخرى التي لا تنتمي الى عالم البطولي والأثيري وغير المجسد.