الموضوع: المدى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
4940
 
جميل عبدالغني
أديب سعـودي

اوسمتي


جميل عبدالغني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,535

+التقييم
0.26

تاريخ التسجيل
Mar 2008

الاقامة

رقم العضوية
4589
05-08-2012, 06:15 PM
المشاركة 1
05-08-2012, 06:15 PM
المشاركة 1
افتراضي المدى
المدى
سرقتني في لحظة،وأدمعت عيني،زادت من حرقتي وأنيني،ذكريات طافت بي،لموجع هد سنيني،عندما أتاني رنين جوال،
قالت بصوت حزين :
يتقطع بين وحين،لم أعرف ما يحتويه من حروف
قلت بصوت متلعثم:
ماذا هنالك وضحي ما تقولين!!
قالت مصاب قد نزل علينا،والمدى هي المصاب،صدمت بكوم من حديد،وهي منقولة لمستشفى بعيد،عجل .وانقطع كل اتصال
كنت في ضحك ..ولعب،أصبحت تائها بلا قيود،
هرولت.. أسرعت.. حفرت الأرض،لا أدري إلى أين المسير،أخذت أنهب الأرض،
الأرض أصبحت تتوالد، تمد من أطوالها، والوقت تثلج على أطرافي
غدوت كمجنون ،ووصلت وقد أتعبني كثرة التفكير،دخلت ورميت ثقلي على الأرض،
فخارت الأرض، سلسلت خطواتي،وجدت أشخاصا، رأيتهم يلبسون لباس الرجاء
أسودت الدنيا،فلم أبصر ،هرولت ،وجدتها ملقية مضرحة بالدماء،صحت بأعلى صوتي،
فارتد الصدى بداخلي ،أصبتني رعشة فتت أوصالي،الدهشة فاقت خيالي،
وجزعي هد أركاني ،ومرارة سكنت لساني ،
آه ثم آه أصبحت كإعصار
يحوم على ذاته،يرتطم بداخله،فار التنور بداخلي،هرولت من حرقته، خرجت على غير هدى،
أنظر لمن حولي كم صعقت بما رأيت،أناس كُثر،الدموع على خدودهم،
رجل ملتحي هناك،يبكى واضعا يديه على وجه،وامرأة ،لا تستطيع الحراك،
وصوت نحيب مر،يخرج من غطائها،يحدث صريرا حزينا، يقشعر له القلب والروح،
نظرت إلى روحي
هي هناك .. واقفة تبكي، رأتني رمت رأسها على صدري،
تقول مدى
قلت أذكري الله وأدعي ،،ففي دعائك كل خير، ضممتها إلى صدري
وصعقتني من برودة، سرت من جيدها إلي
قالت مدى ليست مدى
قلت هناك رب رحيم،،أكثري من الاستغفار والتسبيح
قالت مدى كلها دماء
قلت بل رحمة من جواد كريم ،هلمي بنا إليها، ومشينا وكانت أمتار تفصلنا،
ولكن مصابها زاد بالأمتار ،دخلنا ورأينها والأطباء حولها، تجمعوا وكل يدلي بقول ،
التفتوا إلينا،قالوا كم عمرها،
قلنا هي في سن الورود المزهرة،أزهر على غصن أخضر،لم تزره إلا الفراشات،
قالوا لا بأس...تحتاج إلى وقت،،
قلت خذوا من أعمارنا ما شئتم،،وردوا لنا بسمة من مبسمها،وتركونا وبقينا نكلمها،
لا تستجيب،
وانهمر دمعنا ،وأمها تأن بصوت حزين،وخرجت لم أستطيع المكوث، وأخذت زاوية بعيدة ،
أطلقت نحيبي،انطلق كصوت قطر،يلتهم القضبان من دون حسبان،هدأت نفسي لحظة،
مسحت دموعا قد تبعثرت،
مشهدها أليم
صمتها قاتل
ومضى الوقت كسلحفاء،لا نعلم كم مضى من الزمن،فأفقنا من ذهولنا حينها،
واهتز المكان من رعشة أصابعها،فاقتربنا بحذر،وأنت..فتهافتنا إليها كما ،
تتهاوي الفراشات على النار،

خرجت مسرعا،الفرح عشعش على أغصاننا ،فحمدت الله ،وأكثرت من الشكر
بأن أعاد لي نبض قلبي، والدماء تجري في شريان،والدموع تتساقط برقة وحنين،
عدت إليها، ومضت ساعات.. وأيام, وشهور...وعادت كما كانت،أكثر رقة وحنانا،