عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 02:07 PM
المشاركة 191
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع،،

* أحلام... هل أنصفك النقاد العرب ؟
لا يعنينى النقاد العرب، ولا يعنينى أن ينصفوني... نقادى هم قرائى ... فعلا وصدقا لا يعنينى... أنا عقّدت النقاد لأنهم أحسّوا أننى لا أحتاجهم... لم أعد أحتاج شيئا غير قرائي... القاريء هو ناقدي، معلنى ، مشهرى وحتى الصحافة لا أحتاجها بدليل لا أعطى مقابلات صحفية وهذا لا يمنعنى من القول إننى تنكرت لجميل الصحافة التى دعمتني، لكننى أقول إن أكثر من هذا كثيرًا... إن نجاحى يعود إلى القارئ، فالقارئ هو الذى يدل القارئ الآخر على كتبى وبالتالى تجاوزت الاعلام وتجاوزت النقاد...

أعود و أقول أنا لا أتنكر لجميلهم أو لخدمتهم لكن لا أريد أن يقال أنى مادة " مستهلكة ..؟.. " .... هذه المقابلة لو لا معزتك ومعزة تونس وأدرى أن لى أحباء سيسمعونى و سيقرأوني... و الله العظيم لا أتحدث لأننى لست فى حاجة لكن فى لحظات معينة أريد أن أقول للناس إننى أحبكم وأريد أن أقول لكل من يقرؤنى : إننى أحبك وأنا ابنة تونس كما أننى إبنة الجزائر وأن نصفى " لا أدرى العمودى أو الأفقى " هو تونس.

* لا شك أنك تقرئين الكثير من الرويات العالمية ؟
سوف تضحك كثيرًا إن قلت لك الحقيقة... من العيب أن أقول إننى لا أقرأ الروايات... ستفاجأ... لكننى لم أعد أستحى من قول الحقيقة... أقرأ أشياء أخرى غير الروايات... لتكتب رواية عليك أن تقرأ أشياء أخرى غير الرواية... كل ما حول الرواية... وهذا لا يعنى بالضرورة أنه ليس هنالك روايات تستهويني... أنا أقرأ الآن كتبا بالفرنسية أصادفها أو أسمع عنها فى برامج... أقرأ كل ما حول الرواية... أقرا الفلسفة... أقرأ التاريخ... أقرأ دواوين الشعر... أقرأ بما يغذى الرواية... لا أتعلم من قراءة العمل الروائى شيئًا إلا إذا وجدت فيه ما يمسنى شخصيا ويخطفنى من الصفحة الأولى وهذا لا يحدث كثيرًا مع الأسف الشديد.

* ماذا بقى من الجزائر فى ذاكرة أحلام مستغانمى ؟
ما بقى فى ذهنى سيشاهده الجمهور العربى فى مسلسل " ذاكرة الجسد " الذى ستنتجه قناة أبو ظبى فى رمضان المقبل...عندى أمنية أن أحقق أجمل مسلسل تلفزيونى رمضاني... وسيكون رسالة حب للجزائر... كل ما لم أستطع قوله بالكلمات سوف أصفه بالصورة... سيكون تمجيدًا للجزائر لقسنطينة، لأعراسنا... لأفراحنا... لك تلك الشجون الجميلة... فعلا أمنيتى بعد الآن أن أعمل على إخراج هذا المسلسل فى أحسن صورة لأنه من الأشياء التى ستبقي... الآن المشاهد العربى بإمكانك أن تؤثر عليه بالصورة أكثر من الكتاب.

* أنت تراهنين كثيرًا على هذا العمل و أشعر أنك متحمسة له بشكل كبير جدًا... ما سر ذلك ؟
نحن نراهن على هذا العمل الذى سيشارك فيه نخبة هامة من الممثلين العرب من كل البلدان... أنا متحمسة لـ " ذاكرة الجسد " التلفزية وخائفة... أخاف من الذين أحبونى فى " ذاكرة الجسد " ككتاب وقد نصحونى مرارًا وخصوصا عندما إشترى يوسف شاهين الحقوق لتحويلها إلى فيلم...

قالوا لى نخاف أن تقتلى شيئًا ما فينا... لكل قارئ صورة معينة لبطل أو لشخص ويخاف أن لا يجدها كما هى عندما يتحول الأمر من طور الكتابة إلى طور الصورة... حتى لو أعطيت صورة أجمل فإننى سوف أخيب ظنه... وبالتالى لم يسمحوا لى بأن أعبث بهذه الصورة التى تمتع بها القارئ مكتوبة فى الكتاب... وأتمنى لمن قرؤوا الرواية أن يجدوا أبطالهم وشخوصهم بنفس الصورة المرسومة فى أذهانهم، بالنسبة للذين قرؤوا الرواية، أما بالنسبة للذين لم يقرؤها أتمنى أن يجدوا فيها ما تمنوا مشاهدته...

إنها مشاهد شعرية جميلة بلغة عربية مشتركة وهواجس عربية مشتركة... ونبحث عن أبطال جدد لتصوير هذا العمل حتى لا يكون لهم ذاكرة فى ذهن المشاهد... ويكون لهم سوابق فنية.

* تنشرين كتبك للمرة العشرين فى الوقت الذى يعجز فيه كثير من الكتاب عن طبعه ثانية لكتاب من ألف نسخة... وفى الوقت الذى تسيطر فيه الصورة والأنترنيت فى عصر العولمة هذا وفى الوقت الذى أصبح فيه الكتاب آخر الأهتمامات ؟ بم تشعرين إذن ؟
عندما تتجاوز عددًا معينًا من الطبعات تصبح المسألة مجرّد أرقام... مثال طبعت من " عابر سرير " ما يقارب 50 ألف نسخة فى سنة ونصف وما يعادله وأكثر من الطبعات المزورة وأنت تدرى أننى مزورة فى مصر، سوريا، الأردن وفلسطين بكميات كبيرة والكتاب بثمن خيالي، وأنا لا أكسب شيئًا من هذه الكتب... المهم أن القارئ يدفع ثمنا غاليًا، فهذه الطبعات تعادل طبعاتي... أنا لا أستطيع أن أراقب الجميع...

* ولكن هذا يؤكد أن القارئ يستهلك كتبك بنهم ؟
نحن نتهم القارئ بأنه لا يذهب نحو الكتاب... القارئ عندما يعثر على نص يشبهه يطارده... مشكلتنا أننا عندنا كتاب يطاردون القّراء... إنهم يلقون القبض على قارئ فيطلبون منه أن يقرأهم بالقوة، بينما لا أحب أن أهدى كتبى لأحد، إلا للذين لا يملكون الإمكانيات لشراء كتاب... على القارئ أن يطاردني...

ذات مرة كنت فى الجزائر فأهديت لصديق يملك مكتبة أول نسخة من كتابى "عابر سرير "... فقال لى هنالك " بوليس " يأتى كل يوم إلى المكتبة ليسأل هل هناك كتاب جديد لأحلام مستغانمى حتى يتمتع بقراءته... فأعطاه النسخة الأولى... كم جميل أن يطارد " بوليس " فى الجزائر كتابا بهذا الشكل...

عندى حكاية أخرى إذ أعترضنى ذات مرة فى معرض الكتاب رجل وقال لى إن خطيبتى طلبت أن يكون مهرها " عابر سرير "... لأنها سمعت بالكتاب ولم تقرأه... تصور أن تطلب طالبة من خطيبها أن يكون مهرها إحدى كتبي... فوقعت له الكتاب وأنا مطمئنة على مهره...

مؤخرًا جاء شاب وسيم فى الدوحة وهو يحمل كتابى وقال لى " وقعى لى على الكتاب بإسم صلاح الدين مؤيد... وأنا بصدد كتابة الإهداء قال لى : هذا الكتاب لأبى وأبى مات... كيف أكتب إهداء لرجل ميت ؟ فقال لى : إن أبى كان يحبك وكان يحلم أن يلتقى بك ونصحنى بأن أقرأ " فوضى الحواس " فهل بإمكانك أن تهديه كتابك... كيف تهدى كتابا لرجل مات من زمان...

* ألم يتسلل إليك الغرور بعد هذا كلّه ؟
والله العظيم، وأقسم بالمصحف، إن مثل هذه القصص لا تزيدنى غرورًا بقدر ما تزيدنى رعبًا... والله العظيم... لو كنت مغرورة واحد على مليون ما كان سيحبنى القراء بهذا الشكل... أنا الآن أهرب " الكرواسون " لسائقى من لمجتى الصباحية فى الفندق فأسرقها له... مازلت أريد أن أكون إلى جانب الفقير، السارق والكاتب المبتدئ...

* هل نجوت من بيئتك؟
لم أنج من بيئتي، لقد بقيت فيّ... بهذه المرأة التى كنتها يوما أكتب... لا أريد أن أدهش المرأة التى كنتها... تلك الفتاة التى كنت... أحلام مستغانمى لا تعنيني... ثمة أحلام مستغانمى وثمة أحلام وأحلام تضحك دائما من أحلام مستغانمي... تضحك لما يحدث لها من أشياء جميلة... هناك مواقف محرجة جدًّا تحصل لى وهى كثيرة لكننى لا أتحملها ككاتبة...

جميل أن تكون مبجلاً... لكن ليس على حساب كتاب آخرين لأنك كأنك تعتدى عليهم بشكل أو آخر... ثمة كثيرون أهم مني... الكاتب يموت عندما يتضخم الأنا فيه و يصاب بالغرور... كلام فارغ التكبر... أنت لا يبقى منك شيء فأنت حفنة من الكلمات... وبالتالى عليك أن تتواضع و تذكر نفسك بانك لست شيئًا.