الموضوع: شَمسُ الفُؤَاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2011, 01:49 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تغيب الشمس عند وداع ليلـى كما غاب القرين مـع القريـن
وتطحن لي الليالي في رَحاهـا حَناظِلَ سُهْدِهـا مُـرَّ الطحيـن
وتعجِنُـه لـيَ الأيـامُ جمْـرًا وتوقِـد فـي أثافيهـا حنينـي
فألقُم عَلْقماً مِـن خبـز شوقـي يُغَمِّسُـه إدامٌ مـن شجـونـي
وأجرع في النوى غصصاً تلظَّى فيصْلَى فـي مجامرهـا أنينـي
تعتَّق حبهـا فـي دنِّ روحـي فطاوعهـا فـؤادي كالعجيـن
لكِ الأشعار تزخـر بالأمانـي فيملأ عطرُها رحْـبَ المُتـون
فأنتِ العينُ إن نامـت عيونـي وأنت العشق في سِفْـرِ اليقيـن

يصف الشاعر في هذه الأبيات شعوره في حالة فراقه لحبيبته ( ليلى) فيقول بأن الشمس تغيب عند وداعها، وفي ذلك كناية على حالة الكرب التي تصيبه لفراقها. كما أن ليله يصبح قاسيا مرا ونجد أن الشاعر هنا يشخصن الليالي فيجعلها مثل الرحى التي تطحن السهد والمرارة لفراقها.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل تعجن الأيام طحين المرارة والسهد، وتجعله جمرا بدل العجين ليخبز على نار الشوق والحب، فيأكل هو علقما ويغمس حنينا وأشواق. كما انه يشرب الغصة بدل الماء أو الشراب ولكنها غصة حارقة (تلظى) فتحرق من الشاعر حتى أنينه.
ثم يصف الشاعر مدى حبه ل ليلى والذي تعتق في روحه حتى أصبح الفؤاد طيعا لها ورهن أشارتها.
وفي البيتين الآخرين يوضح الشاعر مخاطبا حبيبته بأن الأشعار المليئة بالأمنيات لا تكتب لأحد سواها، والتي حينما تكتب عنها تكون عطرة جميلة وذلك لشدة جمال ليلاه تلك. ثم يصفها تحببا وإيضاحا لعمق المشاعر نحوها بأنها عينه إذا نامت عيونه وأن حُبها هو الحقيقة المطلقة في سفر اليقين.

قصيدة جميلة ومكتوبة بأسلوب السهل الممتنع رغم استخدام مفردات غنية وزاخرة بالمعاني. وتدل هذه القصيدة على مقدرة الشاعر على القول الجميل.