عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2014, 10:19 AM
المشاركة 1105
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

- الرؤية السردية إضافة إلى نظرتها للماضي ، تحمل هم الحاضر المعيش ، والمستقبل المأمول

- الكاتب غالبا ما يختار لحظة الاصطدام مع الواقع المتخلف كما في العديد من القصص .
فالرؤية من الخلف على سبيل المثال جسدت صراع الشخصية السردية مع القوى الخفية المتمثلة بالخرافات والأساطير في قصص عدة منها : ( ليل الجبل) وقصة ( طاهش الحوبان ) ، وقصة ( البدة ) ، وقصة (النذر ) .

- أما الرؤية المصاحبة فجسدت صراع الشخصية السردية مع المرأة . وقد تجلى ذلك في قصة ( فتاة مدبرة) ، وقصة ( عقدة ) ، كما جسدت أيضا الإقطاع بصورته النمطية والتقليدية ، وفق ذلك طرحت موضوع ممثلي السلطة من عدة زوايا .. وقد تجلى ذلك في قصة ( ثورة بغلة ) وقصة ( فتاة مدبرة)؛ بالإضافة إلى قضايا الأمن وإشكالاته ، وقد جاء ذلك في قصة ( الهيلوكس) و قصة ( قف على جنب )، و قد التفت السارد إلى قضايا الحرية عموما ، وقضايا نظام الحكم متجسدا في نظام الإمامة ، تجلى ذلك في قصة ( ثورة بغلة ). ولقد أعطى كذلك نصيبا من السرد للنظام الجمهوري كما تجلى ذلك في قصة

- أما الرؤية من الخارج فهي وإن كانت لا تمثل ظاهرة عامة عند دماج ، لكن ذلك لا يعني غياب هذه الرؤية ؛ فالرؤية من الخارج موجودة فعلا عند دماج ، لكن نماذجها قليلة ، مقارنة بالرؤية من الخلف أو الرؤية المصاحبة . فلقد احتفى السارد من خلال الرؤية من الخارج بقضايا أكثر معاصرة ، مثل قضايا حقوق الإنسان ، و حقوق الحيوان والتي ضمنها قصة (الرمال العابرة ) من مجموعة طاهش الحوبان .

- وقد اهتم زيد كثيرا بقضايا الحرية ، والحقوق السياسية ،وموضوع الإقصاء والتهميش ،وقضايا أخرى مثل التعذيب والديمقراطية . وهذه القضايا مضمنة في قصة ( هي هتلر) وقصة ( الناسك ) وقصة (الجسر) . ومن القضايا الاجتماعية التي تطرق إليها السارد أيضا قضية حقوق الأطفال، وهي قضية أشار إليها على عجل في قصة ( الذي أضاع أمه ) ، ومن القضايا التي تطرق إليها كذلك القضية الثقافية وخصوصا الكتاب ،وقد تناوله في قصة ( رجل على الرصيف ) .

- في تجليات التصوير السردي و تقنياته: التصوير لدى دماج تقنية أصيلة فهو يعبر عن الشخصيات والأشياء بوسائل التصوير المختلفة . فالصورة الوصفية عند دماج تبدو عفوية وغير متكلفة ، ليس لأنه يستخدم الشخصية النمطية والمألوفة فحسب ، بل لأنه

- يلتقط شخصياته من بين آلاف الشخصيات التي تدب على البسيطة ، سواء أكانت ذات نموذج بشري أو غير بشري ، كما تجلى ذلك في نصوص القراءة .

- يتميز التصوير في قصص دماج - خصوصا الصورة الوصفية - بالبساطة في وصف المكان ، أو المشهد أو الشخصية . مثل ما هو ملاحظ في قصة ( خلف الشمس بخمس ) ،حيث يحس القارئ بعبق المكان و خصوصية . كما رأينا ذلك في قصة ( ليلة) ، و قصة(الغجرية ) ، و قصة (المجنون )

- تميزت الصورة الوصفية عنده بالوقوف عند المشاعر والعواطف والأحاسيس الشخصية بالنسبة لشخصيات السرد ، خصوصا في حالتي التأمل و التذكر ، وقد تجلى ذلك في قصة (عقدة ) ، وقصة ( الذماري ).

- أما الصورة السردية عند دماج فتقوم بمهمة تصوير السلوك الذي يكشف عن الأخلاق الظاهرة ، و الباطنة للشخصيات السردية . وقد برزت الصورة السردية في قصة (العسكري ذبح الدجاجة ) و قصة طاهش الحوبان وفي قصة ( بياع من برط ) و قصة (الذماري) و قصة ( أول المنتحرين ) و قصة ( المجنون ) و قصة (اللقية )

- أما الصورة السينمائية عند دماج وإن كانت لا تشكل ظاهرة لكنها كانت موجودة فعلا . ففيها

- تتابع أحداث السرد متابعة محايدة فلا تدخل للسارد بالتعليق أو التقييم أو التفسير ، ولا معرفة غير معرفة ما توحي به الصورة السينمائية .

- ظهرت تجليات الصورة السينمائية من خلال تركيز السارد على عدد قليل من الشخصيات السردية ، المحصورة بالكلب والعجوز العمياء والأطفال العراة ، في قصة (لرمال العابرة) ؛ و ظلت الصورة محصورة في مكان ضيق جدا محدد بالعشة المتآكلة ومحيطها الضيق بجانب الشجرة .

- في قصة( الجسر )، حيث تجلت ( الصورة عن قرب) على طول المسار السردي ، فالسارد يبدأ الحكي من لحظة ( شرود ذهني ) ، مقتصرا دوره على الإدلاء بشهادته على الأحداث كما راءها أو كما ظهرت من خلال عينيه ،

- تجلت الصورة أيضا في اللقطة البانورامية: حيث أدخلت حركة الكاميرا إحساسا بالتفوق المرسوم من جانب أولئك اللذين تتجه الكاميرا نحوهم على الجسر في قصة( الجسر) .. .

- بدت لقطة (الكرين) في قصة (المدفع الأصفر)، وكأن عدسة الكاميرا فوق رافعة( ونش)، تصعد وتصور الحصن وما يفعله الشخصية ، في لقطة (بانورامية) ؛ ثم تنزل وتصور ما فعلته القذائف في بيوت المدينة في لقطة (الترافلنج ).

- في تجليات الزمن السردي وتقنياته الزمن في قصص دماج يحيل على مرجعيات متعددة منها :

- المرجعية التاريخية لواقع مجتمع يمن ما قبل الثورة ، وقد تجلى ذلك في قصص المجموعة الأولى وبعض القصص الأخرى . وواقع مجتمع يمن ما بعد الثورة ، وتجلى ذلك في مجموعة الجسر ، وبعض قصص مجموعة العقرب . وقصص مجموعة أحزان البنت مياسة.

- المرجعية الأسلوبية وتتجلى في القصص التي يمكن أن يطلق عليها قصص الوصف ، وتظهر في بعض القصص مثل قصة ( أول المنتحرين ) ، وقصة ( الجسر ) ، وقصة (الرمال العابرة ) ، وقصة (رجل على الرصيف ) وقصة ( الذي أضاع أمه ) .

- المرجعية الأيدلوجية ، وتتجلى في قصص عديدة منها : قصة ( الظاهري ) ،وقصة (الناسك) ... وعلى أية حال فقد دارت أحداث القصص التي كتبها دماج في :

- ربوع اليمن مكانيا ؛ وتحديدا في شماله ، حيث أشارت القصص إلى عهد الأئمة الذي حكموا اليمن، من بداية القرن العشرين حتى قيام الثورة عليهم في ثورة 1962م . وقد تجلى ذلك في معظم قصص المجموعات .

- امتد الزمن الوقائعي الذي دارت فيه الأحداث القصصية حتى العام 1990 م . وقليل من تلك القصص دارت أحداثها في مصر إبان ثورة يوليو ( 53) ، و أشارت إلى أحداث الثورة المصرية ، وحرب اليمن ، وحرب 63 بين مصر و إسرائيل . وقد ظهر ذلك في قصة (عقدة )، وقصة ( المرأة والكلب وأنا ) . وأقل من ذلك تلك القصص التي أشارت إلى أحداث دارت وقائعها إبان الحكم العثماني في اليمن ، والى الدولة الصليحية كما في قصة ( المدفع الأصفر ) .

- في المجموعة الأولى سيطر ( زمن القصة) على معظم قصص المجموعة ، حيث سردت تلك القصص بتقنية تقليدية بوجه عام ، فالزمن في كل القصص ذو ( بداية ووسط ونهاية ) ،

- القصص في المجموعات الأخرى لا تخلو من الإشارة إلى تقنيات الزمن والتي ظهر منها : تقنية تسريع السرد ممثلة بتقنية الحذف و التلخيص ، و تقنية إبطاء السرد ممثلة بالوقفة الوصفية ، و تقنية التطابق السردي ،ممثلة بتقنيتي الحوار بنوعيه الداخلي والخارجي ،المباشر وغير المباشر . وتقنية المفارقة السردية ، ممثلة في الاسترجاع والاستباق . وقد حللنا كل ذلك في موضعه من هذا البحث مشيرين إلى عدم توافر تقنية الاستباق لدى زيد مطيع دماج .