عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 09:06 PM
المشاركة 132
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (35)


وحيٌ من التكريم


في تكريم الأستاذ الشاعر والأديب
مدحت عكاش صاحب مجلة
الثقافة الأسبوعية




للفكرِ للأدبِ الخلَّاقِ للقلمِ
تأنَّقَ الروضُ للتكريمِ في كرمِ


وغرَّدتْ كلُّ أطيارِ الحِمى وزهتْ
عرائسُ الحورِ تدعو الليثَ للأَجمِ


عُدْ يا قَصيُّ إلى العاصي على قَدَرٍ
يا ناظمَ الدُّرِّ حنَّ العِقدُ فانتظمِ


يا صاحبَ القلمِ الخلَّاقِ في لغةٍ
تزهو ثقافتُها الغرَّاءُ في الأممِ


هبْني يراعَكَ أقنصْ كلَّ شاردةٍ
من القوافي وأُسمِعْ كلَّ ذي صَممِ


الخالداتُ قوافي الشعرِ ما حملتْ
على اليراعِ عُلوَّ النفسِ والهممِ


والباقياتُ بقاءَ الدهرِ ما صدحتْ
به الأوائلُ من فخرٍ ومن حِكَمِ

* * *


(يا مدحةَ) القلمِ العملاقِ يا علماً
على الزمانِ تحدَّى النسرَ في القممِ


فينا النبيونَ ما هزَّتْ عقيدتَهم
سفاهةُ القومِ من نِكسٍ ومنتقمِ


نمضي على سُننِ الأجدادِ يحملُنا
حُبٌّ لأروعِ منثورٍ ومُنتظَمِ


نصدُّ عنَّا غواياتٍ مضلِّلةً
ونشعلُ الحرفَ يَجلو حالكَ الظُّلمِ


تَنزَّلَ الشعرُ من أقلامِنا سُوراً
آياتُها تسحرُ الألبابَ بالكلمِ


ترقُّ حيناً وأحياناً يُسعِّرُها
لفحٌ من اللهبِ القدسيِّ كالضَّرمِ


* * *

يا صاحبَ الروضةِ الغنَّاءِ معذرةً
ما كلُّ سرٍ لدى عشقي بمُنكَتِمِ


درجتُ بالشعرِ أرويهِ وأكتبُهُ
وفي مجلَّتِكم ألفيتُ مُعْتَصَمي


ويا (أبا عاصمٍ) ما كلُّ ساجعةٍ
على الروابي تهزُّ القلبَ بالنغمِ


لكَ النديَّانِ : فكرٌ مشرقٌ ويدٌ
تشعُّ منها بروقُ المُزنِ كالدِّيَمِ


كم بائسٍ في زوايا الفكرِ مُرتهنٍ
أصابَه طلُّها فازدانَ بالقيمِ


وكم صليبٍ على أعوادِ فكرتِه
خلصتَهُ من جراحِ الصلبِ والألمِ


خذني بعفوكَ ما زالَ الهوى بدمي
يوري مجامرَ حبِّي مُذْ وقفتُ دمي

أنا الهزارُ وفيك اليومَ أُغنيتي
قلبي يذوبُ على ألحانِها بفمي


أحرقتُ دمعي على عُمْري وأحرقَني
من كنتُ أرجوهُ حصناً غيرَ مُنهدِمِ


تنكَّرَ الناسُ لي ممنْ حملتُ لهم
حبَّاً تقيَّاً نقيَّاً غيرَ مُتَّهمِ


ويشهدُ اللهُ أنِّي ما حملتُ لهم
إلا الوفاءَ فليسَ الغدرُ من شِيمي


(ويحسدوني على موتي) وأغبطُهم
على الحياةِ وأَجزي البخلَ بالكرمِ


إذا قسوتُ على قلبي شكتْ كَبِدي
وأسلماني لليلِ السُّهدِ والسَّقمِ


عندي من الحبِّ أسماهُ وأقدسهُ
لكلِّ شهمٍ أبيِّ النفسِ محتَرمِ


وأنتَ فيهم مكانَ القلبِ تمنحُهم
نبضَ الحياةِ على وردِ الهوى الشَّبمِ

وبي من الحزنِ ما لو شفَّ عنهُ دمي
عرفتَ كيف شربتُ السُّمَّ في الدَّسمِ


* * *

يا(مدحةَ) الأدبِ الخلَّاقِ يا سهراً
على الزمانِ تُمنِّي النفسَ بالحلُمِ


هذي قناديلُ من أوقدتَ شمعَهُمُ
يوماً على الصفحةِ الغرَّاءِ بالقلمِ

تضيءُ في صالةِ الحفلِ الذي انتظمتْ
فيه العقودُ على المحرابِ في الحرمِ


جاؤوا إليكَ ونارُ الشوقِ تلهبُهم
من كلِّ نَسرٍ أبيِّ الحرفِ مُلتزمِ


زها بهمْ منبرُ العاصي وشرَّفَه
أنَّ المكرَّمَ تِربُ المجدِ والكرمِ


وكنتَ متَّهماً بالهجرِ مبتعداً
عن الأحبَّةِ من صحبٍ ومن رَحِمِ


صلَّيتَ فيهم صلاةَ الحبِّ تشكرُهم
ودمعُ عينيكَ ينفي سائرَ التُّهمِ


* * *

يا (مدحةَ) العلمِ والأخلاقِ يا نَهَراً
يا دفقةَ الخصبِ من سيلِ النَّدى العرمِ

ما للنواعيرِ قد جفَّتْ مراشفُها
وغابَ عنِّي الصدى ليلاً فلم أَنمِ


كم كنتُ أروي حكاياتي لها سَحَراً
وكم شربتُ على أنغامِها نَدمي


وكم صحوتُ على شطآنِها أَرقاً
وكم غفوتُ وجفني ضاقَ بالحُلُمِ


واليومَ أمضي إلى الستينَ مجتهداً
وفي فؤاديَ جُرحٌ غيرُ مُلتئِمِ


عندي شريطٌ حصادُ الذكرياتِ بهِ
سجَّلتُه بالمُدى حيناً وبالقلمِ


في كلِّ ليلٍ له عَرضٌ يؤرِّقني
أنا البريءُ به في دورِ متهمِ


* * *

أستغفرُ الشعرَ كم أحزنتُ قافبةً
سلبتُ منها ابتسامَ الفجرِ في الظُّلمِ


عارٍ أمامَ جميعِ الناسِ يسترُني
ثوبُ الوضوحِ وهذا السترُ من قِيَمي


ما عابَني غيرُ قومٍ لاخَلاقَ لهم
لأنَّني النَّسرُ أبغي شاهقَ القممِ


يروونَ عنِّي حكاياتٍ ملفقةً
كأنَّهم وفدُ إسرائيلَ في الأُممِ


يشوقُني عبثُ الماضي وتُخجلني
حجارةُ الطفلِ تُصلي الغدرَ بالرُّجمِ



* * *


يا أمَّتي ودمُ الأطفالِ يهتفُ بي
فينحني الشعرُ إجلالاً لكلِّ كَمي


شُدِّي على يدِهم هاتي لهم حجراً
وقلِّديهمْ وسامَ المجدِ والكرمِ


هاتي يديكِ لجُرحِ العُربِ نَلأَمُه
ونَنتخي لدمِ الأطفالِ في شَمَمِ


لا تتركيني على شطَّيْكِ منشطراً
وقرِّبينيَ من بعضي على الأَجَمِ


حتى أحطِّمَ أقلاماً شكتْ وبكتْ
ويُخِرسُ الغضبُ الخلَّاقُ كلَّ فمِ


* * *

عفواً (أبا عاصمٍ) إن طافَ بي قلمي
على المواجعِ في كَشفٍ عن الهممِ


لك الخلودُ ولي في الشعرِ واحدةٌ
رتَّلتُها لكَ فاسمعْ نبضَها بدمي