الموضوع: وليم شكسبير
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 12:47 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "يوليوس قيصر" (1598 ـ 1599)‏

استمد شكسبير موضوع مسرحيته من سيرة حياة يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق. م) المذكورة في كتاب "تاريخ حياة النبلاء اليونانيين والرومانيين"، الذي وضعه بلوتارك.‏

حكم يوليوس قيصر روما مدة سنتين ما بين عامي 46 ـ 44 ق. م وتكتلت مجموعة من المعارضة ضده بزعامة كاسيوس، الذي غضب لتعاظم سلطة يوليوس قيصر، فهو يعرفه عن قرب، فلقد أنقذه كاسيوس في إحدى المرات من الغرق، وأشرف عليه عندما أصيب بمرض الحمى في إسبانيا، واستطاع كاسيوس إقناع بروتوس للوقوف ضد يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق. م) لأنّ الأخير ديكتاتور، فوافق بروتوس لأنّه ظن أنّ خلاص روما في التخلص من ديكتاتورية يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق.م) ووقف ستون عضواً من مجلس الشيوخ ضد يوليوس قيصر. واتفقوا على اغتياله يوم 15 آذار عام 44 ق. م بخناجر كانت مخفية بين ثيابهم.‏

تبدأ المأساة باحتفالات يوليوس قيصر بانتصاراته في حروبه، إلا أنّ أعداءه لا يرغبون في إقامة هذه الاحتفالات، وكان كاسيوس هو المحرض الأول ضد يوليوس ويخبر العراف يوليوس قيصر بضرورة التزام الحذر يوم 15 آذار لأنّه سيحدث لـه شر ولكنّه لا يكترث. وتضطرب الطبيعة ليلة الرابع عشر من آذار، وتنشق القبور وتسير الأشباح، وتبدو أنوار غريبة في السماء.‏

وكان كاسيوس بحاجة إلى بروتوس لأنّ الأخير محبوب من قبل الشعب، وكان كاسيوس قد شارك في الحروب التي خاضها يوليوس قيصر ويعرف نقاط ضعفه ويرى أنّه لا يستحق هذه العظمة كلّها، ويقترح كاسيوس قتل أنطوني لأنّه صديق يوليوس قيصر فيعترض بروتوس لأنّ أنطوني بلا يوليوس قيصر لا يشكل خطراً.‏

ويتردد يوليوس قيصر في الذهاب إلى مجلس الشيوخ بسبب الكابوس الذي رأته زوجته في حلمها إذ رأت ماءً تنهمر من تمثاله والرومان يضعون أيديهم بدمه ونشوة السعادة تغمرهم، ولكنّ أحد أعدائه يقنعه أنّ تفسير الحلم أنّ قوته ستزداد.‏

يقول يوليوس قيصر عن الكابوس الذي رأته زوجته كالبورنيا "رأت في منامها الليلة الماضية تمثالي وقد انبجست منه مئة عين، تنفر منها الدماء الرائقة، وأتى عليها حشد من الرومان تغمرهم السعادة فغسلوا أيديهم في دمي" (6)‏

ويتسلم يوليوس قيصر رسالة وهو في طريقه إلى مجلس الشيوخ يحذره فيها أحد أصدقائه من المؤامرة ضده، إلا أنّه لم يقرأ الرسالة كما يحذره العراف دون جدوى.‏

ويقتل يوليوس قيصر، ويتظاهر أنطوني أنّه مع القتلة في حين أنه كان يحرض الشعب ضدهم، فيهرب بروتوس وكاسيوس من روما بسبب ثورة الشعب ضدهم، فتنتحر زوجة بروتوس إذ تبتلع الجمر، واسمها بورشيا.‏

ويحكم روما ثلاثة هم أنطوني وأوكتافيوس ابن أخي قيصر وليبدوس ويشن أوكتافيوس وأنطوني حرباً ضد كاسيوس وبروتوس. ويخسر كاسيوس المعركة ويطلب من أحد أصدقائه أن يطعنه بالسيف ذاته الذي قتل به يوليوس قيصر. ويموت ويظهر شبح يوليوس قيصر لبروتوس، ويفهم الأخير أنّ أجله قد دنا، ويطلب‏

من خادمه أن يحمل سيفه كي يلقي بروتوس بنفسه على السيف ويموت، وتمت هذه المعركة بعد مرور عامين على مقتل يوليوس قيصر أي عام 42 قبل الميلاد.‏

إنهّا مأساة تاريخية، وتعكس تيارين الأول يريد الحرية والثاني يريد عظمة روما وقوتها، ويجسد الأول كاسيوس وبروتوس ويجسد الثاني يوليوس قيصر، وكان التياران متكافئين تقريباً إلا أنّ النصر في النهاية كان لأتباع يوليوس قيصر الذي يرى كثير من المؤرخين أنّه كان يمثل الدكتاتوريّة والفردية في الحكم على الرغم من انتصاراته في حروبه التي ساعدت على تكوين عظمة روما في القرن الأول قبل الميلاد.‏