عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2011, 04:02 PM
المشاركة 1085
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بابلو نيرودا
اليتيم الثاني في قائمة موسوعة الأيتام هنا هو بابلو نيرودا الشاعر التشيلي العظيم:

يقال عنه انه "نفخ الروح في وجدان قارة أميركا اللاتينية وكان من أبرز شعراء القرن العشرين".


حينما سؤل بابلو نيرودا في مقابلة صحفية عن مصدر طاقته الإبداعية أجاب بأنه حينما كان صغيرا يلعب خلف جدار فيه فتحه وكان حينها يحمل عروسة من قماش ووضع يده في فتحة الجدار فجاء شخص وسرق العروسة من يده من الجانب الآخر وشرد ...يقول نيرودا أن هذه التجربة هي مصدر الإبداع عنده.

فيما يقوله نيرودا إشارة غير مباشرة إلى أن الإبداع لديه جاء من تجربة فقد ما؟ وفي الأغلب إن ما قاله عبارة عن تصريح غير واع بأن مصدر الإبداع لديه هو فقدانه الأم في سنته الأولى.

المشكلة غالبا ما يختفي اثر الفقد الشخصي على الأديب في حالة طغيان الفقد الاجتماعي. فالكثير من الناس يظن بأن ما كان يسود تشيلي من ظلم وفقر وأطماع استعمارية من الجارة الشمالية كان له الأثر الأبرز في تكوين بابلو نيرودا والواقع أن تجربة نيرودا الشخصية في فقده لامه هي العامل الأساسي في تشكيلة عبقريته الشعرية. صحيح أننا لا يمكن أن نقلل من اثر يتمه الاجتماعي لكن أصل القضية يكمن في طاقات ذهنية التي تفجرت على اثر فقده لامه.

ويمكن ملاحظة أن الكثير من الشعراء الذين يميلون إلى الشعر الرومانسي ويكثرون الحديث عن قضايا المرأة والحب هم أيتام الأم في الطفولة المبكرة.
لقد أصبح نيرودا الشاعر الأكثر شهره في القرن العشرين بفضل يتمه المبكر وقد كان أول أعماله الشعرية كتاب "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" .

لقد كان نيرودا شاعرا ثوريا وسلاحه الوحيد كما قال الشعر. ومن هنا نجد انه أصبح شيوعيا ملتزما رغم انه عمل في مؤسسات حكومية وتزوج أكثر من مرة وأصبح قدوة الكثير من الشعراء الثوريين ولطالما تغنى بأشعاره كل من ينشد الحرية في هذا العالم.

وخلاصة القول ،،،
إن اليتم الشخصي هو الدافع للثورية والمحرك لها، لكن اليتيم يصبح حساسا للقضايا الاجتماعية أكثر من غيره، ولو أن مخرجاته الإبداعية تكون وسيلته للتعامل مع فقده الشخصي، لكنه يستطيع بسهولة أن يحول تلك الطاقات إلى مخرجات ثورية ضد الظلم الاجتماعي، وربما يقود النضال الوطني... لكن هاجس المرأة يظل يطل بوضوح من قصائده معبرا عما يجول في ذهنه من الم الفقد.