عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2014, 12:41 PM
المشاركة 49
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة مباركة
كل الشكر على هذه الأسئلة المهمة التي تساهم في سبر أعماق الموضوع..وحتما أنت محاورة ممتازة واستطيع أن أقول بأنك إن لم تكوني تمتهنين الصحافة فهي مجال يمكنك أن تبدعي فيه.

تقولين " حسنا ...فرضا لو سلَمنا بنظرية ألاَ موهبة تركن في أعماق العبقري، إنما مرجععبقريته إلى المآسي واليتم.
- لا بد من توضيح هذه النقطة ...جهاز الدماغ لديه الاستعداد الطبيعي المولود مع الإنسان على أن يكون أي شيء في المجالات المعرفية المعروفة...

- والمآسي واليتم ليست مصدر العبقرية بذاتها وإنما هي ( السبب ) أي المحرك الذي يؤدي إلى زيادة نشاط الدماغ فتتفجر القدرات الكامنة في الدماغ وإذا ما أحسن توجيه هذه القدرات تخرج على شكل إبداعات قد تصل إلى العبقرية في حالة توافر الظروف التي تساهم في ذلك.

- يعني لو أخذنا تشبيه د. احمد توفيق عن الدماغ وهو يقول بأن "الدماغ عبارة عن آلة تعمل بطاقة شبه كهربية" وهذه الآلة تمتلك في ثناياها برامج المعرفة جميعها ..فالذي يجري عندما تقع الحوادث الصادمة هو أن هذه الآلة تعمل بنشاط كهربي أعلى وتتفجر في ثنايا الدماغ مكامن المعرفة تلك، أي أن الحوادث والمآسي تصبح سبب في تنشيط الدماغ وجعله يعمل بنشاط أعلى وطاقة اكبر.

- صحيح أن العلم لم يتوصل حتى الآن إلى إجابات قطعية حول الذي يجري لكن هناك مؤشرات بأن شيئا ما يحدث في الدماغ وهناك نظريات أهمها يقول أن تغيرا كيماويا وتحديدا (هرمونيا) يحدث مما يؤدي إلى جعل الدماغ قادر على توليد مخرجات إبداعية أعلى وزنا وقيمة.

- هناك أدلة قطعية على التغير الكيماوي الذي يحدث في الدماغ حيث تم قياس انخفاض وزيادة في بعض الهرمونات في الدماغ كنتيجة لمرور الشخص في مواقف صادمة..واهمها هرومون الدوبامين وهرمون الجابا.

- يعني ذلك أن كل الناس لديهم نفس البرنامج software من الإمكانيات ( فنان، أديب ، قائد، عالم، فلكي، فيزيائي، فيلسوف، لغويات الخ) لكن الحوادث المأساوية والظروف القاهرة تؤدي إلى جعل الدماغ قادر على توليد إبداعات أعلى وزنا وقيمة .

- القلب مثله مثل الدماغ وهو جهاز يعمل بطاقة شبه كهربية ونحن نلاحظ اثر المرور في موقف مخيف مثلا على القلب حيث يزداد تسارع نبضاته وقد يتسارع التنفس وما إلى ذلك..وألان يعرف العلماء أن أسباب ذلك ناتج عن زيادة في إفرازات الغدة الكظرية.

- معروف أيضا أن الإنسان يمكن أن يصبح قادر على وقف سيارة مندفعة تجاهه ا وان يقفز جدار مرتفع في حالة لحق به كلب مثلا فيندفع من شدة الخوف إلى عمل شيء لا يتناسب مع قدراته المألوفة والعلم يعرف أن سبب ذلك هو زيادة حادة في هرمون الأدرنالين.

وتقولين " فهل كلَ الذين فقدوا آباءهم في معترك الحياة القاسية، من حروب وأمراض، مخولون لأن يصيروا عباقرة العالم، وما تبقى فإلى الحماقة أو فيالساحة العادية يقبعون ؟
- الجواب على هذا السؤال ..نعم..فكل يتيم أو كل فاقد لشيء مثل الإعاقة الحركية هو مشروع عظيم..ويمكن أن يصبح ذلك العظيم المنتظر... وأعلى عناصر التأثير هي الموت... وأعلاها على الإطلاق هو اليتم...

- لان اختباره لتلك الصدمات أو الفقد أو الإعاقة يؤدي إلى تغير كيميائي في دماغه هذا التغير يجعل الدماغ يعمل بطاقة أعلى ويحرك مكامن المعرفة فيه ...ويبقي دور البيئة الحاسم في صناعة هذا الشخص المتوتر والفاقد للتوازن كنتيجة لارتفاع نشاط الدماغ أن يحتضنه بالكفالة والرعاية والمساندة وان يؤهله أو يمنحه أو يوفر له الفرصة للتأهيل ..فيصبح ذلك العبقري المنتظر في مجال محدد ...

- وعليه فأن الأيتام هم مشاريع العظماء وقد صدر لي كتاب في العام 2011 يعالج هذه القضية تحديدا ويسعدني أن أرسل لك نسخه منه أن أرسلت لي عنوانك على الخاص.
- طبعا هناك العديد من المحفزات التي يمكن أن تؤدي إلى تنشيط الدماغ وربما هذه المحفزات لا حصر لها لكن ما لدينا من أدلة إحصائية تشير إلى أن شريحة العباقرة تأتي دائما من بين الأيتام ...وحتما من يظل يقبع في الساحة العادية أي انه لا يتمكن من توليد مخرجات عبقرية هو حتما لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية فلم يتعرض لعوامل محفزة للدماغ مثل الصدمات والموت واليتم فتظل إمكانياته محدودة.

يتبع... للرد على ما تبقى من المداخله...