عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2014, 10:21 AM
المشاركة 47
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة مباركة
مزيد من التشكيك يعني الحاجة لمزيد الأدلة والإيضاحات..

تقولين " وتبقى هذه مجرد نظرية آيلة للزوال في أي لحظة تم فيها اكتشاف العكس، أو ما هو أجدرلتصويب التركيز في دائرته .
- العلاقة بين اليتم والعبقرية هي نظرية لكنها ليست مجرد نظرية لان ما قدمته من أدلة إحصائية خاصة من واقع عينة الخالدون المائة والذي تبين أن 54% منهم تيتموا في طفولتهم وهي نسبة تتعدى عامل الصدفة...صحيح أن مزيد من الأدلة العلمية يدعم النظرية بشكل أفضل ولكن لا يمكن الاستهانة بالدليل الإحصائي.

فلماذا يا أخي هذا الإصرار منك على نفي الموهبةوالتشبث بما سواها ؟
- مرة أخرى ، من قال أن مصدر الإبداع والعبقرية هو "الموهبة" كان قد عجز عن تقديم تفسير لما يجري في الدماغ من عمليات تؤدي إلى توليد النصوص الإبداعية فأطلق عليه اسم " الموهبة " أما ما نقوله عن العلاقة بين أحداث ومآسي الطفولة ( اليتم )... والعبقرية فهناك أدلة إحصائية وعلمية على وجوده.. وهذه الأدلة تستدعي عدم التشبث بالقول أن الموهبة هي مصدر الإبداع والعبقرية...وضرورة تقبل الطروحات المستندة على ما حصل من تقدم علمي بالخصوص...فلماذا تصرين أنت على عدم تقبل العلاقة بين مآسي الطفولة والعبقرية خاصة وانك أنت أيضا فاقده للأب في سن العشرين كما سبق أن اخبرتيني، وهو سن يظل فيه، في نظر علماء النفس، الدماغ عرضة لأثر المآسي كونه لم يصل إلى مرحلة اكتمال النمو .

وتقولين " وإذا كانت الصدمات تُخلًف العبقرية، فهل درجاتها هي السبيل إلىتصنيف العبقريات المختلفة في الفنون والعلوم التجريبية، فرضا لو أن موت الوالد فيسن مبكرة للعبقري هو المؤثر في تكثيفها ؟

- هذا ما أكدته الدراسة حول عينة الخالدون المائة..وما تشير إليه العديد من الدراسات الأخرى. ..فأكثر الناس عبقرية هم من بين الأيتام قبل الولادة وغالبا ما تكون المآسي قد تكررت في حياتهم...وهم غالبا ما يأتون بشيء أصولي لم يسبقهم إليه احد.

وتقولين " وإنه لمن الغريب حقا، نستمد أفكارنا من فلاسفة تفصل بيننا وبينهم القرون، ونظل نرتجي من نظرياتهم القديمة متنفسالأذهاننا، ونحن في زمن التطور الفكري والحضاري".

- الوحيد الذي سبقني في تأكيد العلاقة بين اليتم والعبقرية ونشر مقال في مجلة متخصصة بذلك هو دكتور مارفن وهو أمريكي من ولاية نيوجرسي وكان بحثه قد صدر في عام 1978 بينما نشرت بحثي ضمن رسالة ماجستير عام 1983 ولو أنني سبقته نظريا في الطرح بسنوات عديدة. كل الأبحاث عن سر العبقرية التي جرت قبل هذه التواريخ لم تعط قيمة او وزن للعلاقة لأنها كانت تعتمد على عينات غير متجانسة.
- هذا يعني أن النظرية التي تقول بأن هناك علاقة بين اليتم و العبقرية ليست قديمة ولا تعتمد على نظريات قديمة بل هي تعارض ما جاءت به نظريات كبار علماء النفس أمثال فرويد وادلر وكارل يونغ وهم من أهم من حاول تقديم تفسير علمي حديث للعبقرية.
- أما القول بان العبقرية "موهبة " فهو تمسك بما جاء به الفلاسفة الإغريق حينما حاولا تقديم تفسير للإبداع.

وتقولين " ثم ماذا عن العباقرة الذين ما صدمتعقولهم وطأة المنية الأبوية في الصغر، ومن أعماقهم انتشرت أضواء المعارف، فأنارتالعقول؟ مثلا : ابن خلدون " مؤسس علم الاجتماع" ..لم يعش يتيما، ولم يتذوق طعمالحرمان، بل بفضل والده توسعت مداركه، وأبحر في العلوم .
وغيره لو سعينا إلىالبحث ،كثيرون ،،بالتأكيد".

- لا يوجد عبقري واحد لم يتعرض لمآسي في طفولته وحينما نقول الطفولة نعني وحسب علماء النفس الفترة الزمنية الممتدة من لحظة التكوين إلى نهاية العام 21 أو بالتحديد اكتمال النمو الجسدي. ابن خلدون لم يفقد الوالد فقط وإنما فقد الأم أيضا وفقد عدد كبير من الأقارب بسبب الطاعون وهو في سن الثامنة عشرة. وان صدف أو وجدنا عبقري لا يبدو انه قد تعرض لمآسي فذلك يعني أننا لم نعرفه بشكل صحيح.

في المقابل نحن لدينا الآن معلومات تشير إلى أن أعظم 100 شخصية في التاريخ وهم الأسماء التي وردت في كتاب مايكل هارت كانوا إما أيتام أو مجهولين الطفولة ويمكنك التأكد من ذلك من واقع الدراسة المنشورة في منبر الدراسات هنا..ويمكنك القول أن العبقرية هي مؤشر إلى وجود اليتم تحديدا ففي كل مرة نجد شخص اجمع الجمهور على عبقريته سنجده حتما قد اختبر اليتم قبل سن النضوج أي قبل سن 21 وتكون العبقرية في أعلى حالاتها في الطفولة المبكرة وتحديدا قبل الولادة وفي ذلك ما يشير إلى أن الأثر يكون على جهاز الدماغ وعملياته وليس عملية واعية ، وهذه الجزئية هي التي تحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتحديد طبيعة التأثير وهل هو هروموني؟ أو كهربي؟ أو هو سلوكي؟ كما يقول بعض علماء النفس...أو غير ذلك؟ وبهذا الخصوص أقوم منذ فترة بالاتصال بعدد من المتخصصين وأقوم على نشر اتصالاتي معهم ضمن مدونتي بعنوان "هل تولد الحياة من رحم الموت" في منبر الدراسات هنا..

شكرا لك على إثارة هذه الأسئلة المهة لأنها أتاحت الفرصة لتقديم مزيد من الإيضاح حول الموضوع..