عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2019, 10:54 PM
المشاركة 4
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الأمم بأخلاقــــــها
من الموسوعة الأدبية الشاملة

الأمم بأخلاقــــها

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت __ فإن همو ذهبت أخلاقم ذهبوا
الأخلاق جمع خُلُق والخلق طبيعة فى النفس وغريزة فى الإنسان تقوده إلى التخلق بالأخلاق الفاضلة فتُعلّيه ، أو تدفعه إلى التخلق بالأخلاق السافلة فتُرديه . ولا شك أن للتربية والمعاشرة تأثير عظيم فى أخلاق المرء وإلا لما كان للدين فائدة فى تحسين الأخلاق وتهذيب العوائد والملكات . ولمّا كان الخلق الكريم أعظم ما يتصف به الإنسان من المحامد وصف الله نبيه ( ص ) به ومدحه عليه بقوله " وإنك لعلى خلقٍ عظيم " . فلو كان ثمة سجية عالية أعظم من مكارم الأخلاق لوصفه بها ، ولكن ( ما وراء عبادين قرية ) وعلى هذا قال الشاعر
كل الأمور تبيد عنك وتنقضى __ إلا الثناء فإنه لك باق
ولو اننى خُيرت كل فضيلة __ ما اخترت غير مكارم الأخلاق
فهى منتهى الفضيلة ونهاية الكمال وما ضعفت أمة إلا بضعف أخلاقها . ولو تأملت الأمم المتمدنة البالغة الغاية من الحضارة لوجدتها قابضة على أعراف الأخلاق الكريمة بكلتى يديها . وما تراه منتشرا بين الغربيين من تخديش محيّا الفضيلة وانتهاك حرمة الكمال ليس شيئا بالنسبة لما انطووْا عليه من الفضائل كصدق اللهجة وحرية الضمير وتعشّق الحقيقة وغبر ذلك من المزايا الفاضلة التى كانت السبب الوحيد فى رقيّهم الباهر وتمدنهم العجيب . ولن يستقيم لنا أمر ما دامت فضائلنا فى انتقاص ورذائلنا فى ازدياد . وأسعد يوم تبتهج برؤيته أبصار العقلاء هو اليوم الذى تتساوى فيه الكفتان ، فيستقيم الميزان . ونكون ، نحن والغرب ، من حيث الأخلاق والعمران ، مهرىْ رهان . حيا الله الغربيين فقد سلبوا منا أنفس شيئٍ نتباهى به وأعطوْنا ما تتبرأ منه الآداب الصحيحة مما يتنزّه عنه عليّتهم ويُقدم عليه سفلتهم . نعم قد تخلقوا بأخلاقنا وتخلقنا بأخلاقهم بمعنى أنهم أخذوا منا محاسن شريعتنا ، تلك الأخلاق العالية ، التى امتلك بها أجدادنا ناصية الكرة الأرضية وأعطوْنا من أخلاق سفلتهم تلك الأخلاق السافلة التى كانت سبب انحطاطهم فيما غبر ، وانحطاطنا فيما حضر .
الأخلاق هي المعيار السلوكي والتفاعل الإيجابي بين الفرد ومجتمعه

لذلك كان الخلق الحسن أثقل شيء في الميزان يوم القيامة

أشكر لك إختيارك الراقي أستاذي سر الختم

تقبل مروري مع فائق التقدير

وحيدة كالقمر