عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2011, 08:59 AM
المشاركة 5
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخوة الأعزاء
لا شك لدي اننا نعشق لغتنا .
هي لغتي التي أتواصل معها وبها مع قرائي ومع سائر ابناء شعبي.
هي اللغة التي تفتح وعيي وتطور على كلماتها وتعابيرها .
هي اللغة الجميلة الساحرة التي استحوذت علي كل آفاقي..
هي تاريخي وتراثي وشخصيتي وكياني.
ولكن الانسان يريد دائما ما هو أفضل وأكثر ارتباطا للغته مع أصحاب هذه اللغة ، مع رقي مجتمعه وتطوره الحضاري.
نحن نتقدم في الجيل والخبرة وتتنوع اختصاصاتنا الأدبية والعلمية والمهنية ..
نتعرف على لغات أخرى وقدراتها التعبيرية...
نقارن ونواجه تحديات..ودائما في صلب قناعاتنا ان تكون لغتنا هي الأكثر تفوقا..والأكثر جمالا.. والأسهل استعمالا وتعبيرا وتواصلا مع أصحابها.
ولكن للأسف . الواقع أكثر تعقيدا من الأماني والأحلام.
اللغة هي جزء من التطور الحضاري للمجتمع.
اللغة هي المعيار للتقدم العلمي والتعليمي.
اللغة هي مقياس للمستوى الاجتماعي ، ليس للقلة المثقفة، انما للأكثرية المتلقية.
الذين يتقنون لغات أخرى، أقرب لفهم الواقع اللغوي للغتنا العربية.. ليس لأنها عاجزة.. لا سمح الله، ليس لأنها أقل جمالا وقدرات تعبيرية. بل لأسباب أخرى وجيهة وهامة جدا.
اولا مستوى فهم المقروء لدى ابناء هذه اللغة. القدرات الكتابية الصياغية بدون مشاكل نحوية وقواعد لدى الأكثرية السكانية وليس لدى قلة قليلة من المثقفين. الثروة العلمية والتكنلوجية للغة العربية، وهل توازي اللغات الأخرى؟
هذه الأسئلة الصعبة التي تواجه طلابنا والباحثين في مختلف مجالات الثقافة والعلوم والتقنيات.
الكثيرين من الأدباء المتعاميلين بلغة الضاد يقعون باخطاء نحوية ، وبدون متخصص لمراجعة أعمالهم ، هم في مشكلة.
كيف يمكن ان ترقى لغة الى مستوى استعمال سليم ، يشمل معظم السكان ؟
كيف يمكن ان نجد في لغتنا اصطلاحات علمية وتكنلوجية وفلسفية وثقافية أسوة بما يجري في اللغات الأخرى "الأقل جمالية من لغتنا وأقل مفردات أيضا؟"
انا اتكلم أيضا عن تجربة، كعاشق للغة ، وأعتبرها جزءا مكونا لكياني وفكري ، واجهت مشاكل الاصطلاحات العلمية والفلسفية والمهنية.
في دراستي الجامعية، كنت مضطرا الى استعمال الاصطلاحات اللاتينية ، ووجدت مثلا ان اللغة العبرية، التي كانت لغة ميتة، نجح أصحابها بتحويلها الى لغة حية سهلة الاستعمال ، ومن النادر ان يقع المتحدث او الكاتب بأخطاء لغوية. ومليئة بالاصطلاحات السهلة الاستعمال ، معظمها نقلت عن اللاتينية، وأضحت جزءا من اللغة. بينما في العربية ، اذا وجد الاصطلاح، فهو غير مفهوم وغير قابل للاستعمال من أكثرية الباحثين .
هل يمكن ان نستبدل الفلافل( الطعمية بالداجة المصرية) بما اقرته مجامع اللغة العربية:" الشاطر والمشطور والدامس بينهما"؟
هذا نموذج صغير... مترجم لكتاب ادوارد سعيد " الاستشراق" ضليغ في اللغة العربية، ترجمته تحتاج الى ترجمة عربية لكي يفهمها القارئ العربي. بينما قرأت الكتاب بترجمة عبرية سهلة الفهم ، وانا ابن اللغة العربية وكاتب وقارئ جيد. اذا استعصى علي فهم الترجمة العربية ، فكيف سيفهما الانسان العادي ولا اقول المثقف ؟وقد قرأت تعليقا لمجموعة مثقفين وباحثين لبنانيين ينتقدون الترجمة بالضبط من نفس منطلقات نقدي .
في ترجمة كتاب الامبريالية والثقافة لنفس الكاتب ونفس المترجم، واجهت اشكاليا أيضا، ذهب المترجم الى نحت اصطلاح عربي لكلمة "استراتيجية" فاسماها " استطلاعية" من يحتاجو هذه الفذلكة غير الواضحة وغير المفهومة. حتى الانسان البسيط يفهم معنى الاستراتيجية ،فمن يحتاج الى هذا الاصطلاح الجديد ؟
الموضوع طويل وشائك جدا، وانا مررت مرورا خفيفا فقط..
شكرا على مساهمتكم في هذا الحوار الهام .. الذي أعتقد انه من شدة حبنا للغتنا العربية.