عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 10:19 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
نبوءة شاعر

رحيم الحلي

الشعراء الصادقونيكاد إن يكونوا انبياء وان تـــكون لــــهم نبـــوءة والذين يروا ألوانا وردية وســــط الدخان هم سكارى حالميـــــن لا اصدق اقوالهم ليس بحكم نظرتي المتشائمة والتـــي لا ترى في هذه السماء المسََّودة بلون البارود المتفجر والنفط المحتـرق لونا ورديا ولا يمـــكن إن أشــم عطر الياسمين مــن وراء هذا الدخان، خيال الشاعر كان يحلق بعيدا في السماء عاليا وهذا
ليس غريبا على الشاعر فهو يرى الوانالا نراها إما بحكم نبوئته أو بحجم سكرته، ليس كل الشعراء نبوئيين وليس كلهم حكماءقد يكون بينهم الطبالون والمدّعون .


كثيرا ما تقتل الشاعر أحلامه وكثيرا ما تكون أحلامه ظلا لأوهامه والشاعر بـدون نبوءة مثل نبي بلا رسالة ، أو فارس بدون سيف ولكن قد تكون النبوءة احلاما مشروعة وقد تكون رؤية مبكرة للأتي .


إن الشعراءالماجنون والطبالون لا يمكثون طويلا مثل عطر عابر قد يعجبك لوهلة ، ولكنه لا يبقى طويلا ، مثل عطر عابر لغانية متغنجة .

وقد يكونوا الشعراء قمرا منيرا ، وجبلاشامخا ، ودرسا باقيا ، في صدقهم واحترامهم لكلمتهم التي تسقطهم صرعى ارائهم كما رحلالمتنبي شهيدا حين اعادته إلى ميدان المنازلة تذكره لقصيدتــــه

إنا الذينظر الاعمى إلى أدبي واسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفنيوالسيف والرمح والقرطاس والقلم

وكما رحل من دنيانا كثيــر من الشعراء الصادقين ، فـي المنافي ولم يعودوا لوطن تحكمه حراب القتلة أو سياط الجهلة ، ولنتذكــر رحيل الجواهري في منفاه ، وكذلك البياتي ، وبلند الحيــــــدري.
ورفض الشاعر مظفر النواب للعودة للوطن في الوقت الحاضر رغم اعتقاد البعض انه ادمن على الغربة ، لكن عندما تحكم الوطن حراب الاحتلال واحزاب طائفية تعيش في جحور التاريخ ، وتنتشر خفافيش الظلام في سماء الوطن ، بعد إن اطعمت اعشاشها الدول المتدخلة والطامعة ، وهُمشت عمدا القوى اليسارية والدمقراطية فهي لاتخدم مشروع المحتل بتمزيق الوطن ،ولا أحد من المتدخلين تتفق معه هذه القوى الوطنية المتنــورة ، لان الوطنيين الصادقون لن يقبلوا الاملاء ، ولايجمعهم والاخرون سوى مصلحة الوطن ،مع تقديري للذين يرفعوا شرف الكلمة في ظروف الاحتلال والارهاب ويتعرضوا لمخاطر جمة .


يجب إن لا نتطير من موقف شاعر رفض العودة في ظل الاحتلال ، كلُّ له حق الاجتهاد في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا وان الحياة هي التي تزكي المواقف ،والحقائق هي التي تسموا ومن هنا يجب إن نحترم سعدي يوسف وموقفه مهما كانت حجج منتقديه.

احزن لأن الثوار ماتوا أو ضاعوا في الغربة البعيدة ولأن الراية حملها المتطفلون على الثورة ، المبدئيون لن يؤجروا الرايات ، لن يعملوا بالاجرة خدمةً لاصحاب الغايات ، هاهو الوطن تستبيحه قوى الجهل والاجرام وحراب المحتلين ، ولان الادعياء سيتدفئوا بعطر جارية وفراش ناعم وسيحملوا مسابح الفتنة النائمة، سينهضوها كي تكون وسيلة للمتاجرة وتقسيم الوطن وثرواته ، وينشغل الناس بينهم ، ويسرق المحتل واللصوص ، تحت لحاف ليل العراق المظلم .

حزين وضائع منذ إن باع الشعراء قصائدهم ولبس اللصوص ملابس الثوار.
مذ بدّل فدائيوا صدام ثيابهم ، وبقى الشهداء على حالهم معلقون لان المحتل لا يحترم الإبطال ،ولان الحاكمين انشغلوا بجمع الثروات ولولا الفتن ما سمعنا بكثير من هذه الاسماء ،وغيبت عن عمد ، اسماء مهمة في تاريخنا السياسي والثقافي ، لان المحتل واعلامه اسدل عليها الستار ، ولكن الشمس لايمكن إن تغطى بستار .


حزين لان السلاطين استأجروا كثير من رجال الدين ،ليكونوا دعاة للفتنة ودعاة للخنوع والذلة ، والدين هو ثورة في الأصل من اجل الإنسان والمحرومين بالتحديد ،وجعلوا من الدين طريقا للخنوع والاستكانة وقتل الثورة ،وكي يحني الفقراء هاماتهم ،وكي ينزل الثوار راياتهم، ويحكم السلاطين باسم الله بعد أن أخذوا صكوك التفويض.

يا ملك الثوار
إنا ابكي بالقلب لأن الثورة يزنى فيها
والقلبتموت امانيه

الفقراء في بلادي مذعورون ، خرج اللصوص الكبار والصغار يجنون حصاد الرعب ،لا أحد يصرخ ، الثوار مغيبون والثوار الكتبة سكارى فرحين بما كسبت ايديهم ،أمراة حسناء وقنينة ويسكي اصلية.


كيف يحمي الناس من لايحمي أخيه ، من وشى بأخيه ورماه بسراديب الجلادين .
وسنين العمر تمر سريعا ، بين حنين العودة ، وصراخ الوطن المذبوح ، وقهقهات الثملين

وصار رحيل القرصان إلى بحر الظلمات قريبا
يا طير البرق تأخرت
فأني اوشك إن أغلق باب العمر ورائي
اوشك إن اخلع من وسخ الأيام حذائي
يا للوحشة اسمع
فوراء محيطات الرعب المسكونة بالغيلان
هناك قلعة صمت


إي نبوءة وردية في هذه الظلمة يا صاحبي، وشيطان الاحتلال يجثم على وطني ولصوص الثورة باعوا سيوف الشهداء للشيطان وناموا، وتجار الدين اشعلوا نار الفتنة بامر الشيطان واحترق وطني بحماقات.... ونيران المحتل واعوانه.

الفقراء تنازلوا عن الخبز رفعوا الرايات البيض طالبين الأمان إي هزيمة للثورة هذه يا ملك الثوار ، اضحك أيها الشيطان ارفع كأسك قد فزت وقتلوا يوسف اخوته وانزلوه في البئر وهاهي الثورة انزلت في البئر ، وكل يوم الف يوسف يلقى في البئر في بلدي العراق .


الام ستبقى ياوطني ناقلة للنفط
مدهنة بسخام الاحزان واعلام الدول الكبرى
ونموت مذلة
الام أنت وطن في العزلة
يا غرباء الناس اغص لان الدمع يجرح اجفاني
في الحلم يطليني الدمع
وتاتي الافراح كسلسلة من ذهب من كنزك
يا ملك الأنهار بقلب بلادي
ابكيك بلاد الذبح كحانوت تعرض فيه ثياب الموت
امتد إليك من خشب الليل
وسيعبر تاريخ الغربة

هؤلاء الشعراء الصادقين رسموا واقعهم ما باعوا قصائدهم،الدول الكبرى والشركات السياسية ( الأحزاب) اغرت واغوت الشعراء بالمال والنساء والشاعر في النهاية إنسان وليس كل الموهوبين فنا قديسين يموتون لاجل الإنسان فقد يقع الفارس في حفرة السلطان بين احضان جارية حسناء وشراب معتق وشواء لذيذ لكن الشعراء الثوريون ربما لا يتحملوا مرارة الاحزان والالام حين يروا بؤس الفقراء يقتلهم الاسى والمرض.
اكاد اسمع العراق يدخرالرعود
اكاد اسمع العراق يدخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
وكل عام حين يعشب الثرى نجوع
مامر عام والعراق ليس فيه جوع

سلاما للسيابوسلاما لمظفر ولكل شاعر نبوئي

يعاقب الشاعر إما بالاغراء أو بالجوع كي يحني رأسه كي لا يرى ما لايجب إن يرى وكي لا يقول ما لا يجب إن يقول والويل والثبور لمن يتمرد سيجوع وسيمرض كما مرض السياب اوسيموت رقصا وسكرا وطربا مثل كثير من الشعراء الطبالون الماجنون الشاعر اذا أراد إن ينذر نفسه فلينذرها اولا للقصيدة وللناس ويجب إن لا يسيس القصيدة إي لا يجعلها حصان لهذا الشخص أو ذاك التيار او الحزب وليلقها في بحر الناس لا في احضان اشخاص.

وكما يقول الشاعرالمصري البطل نجيب سرور


هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعضاللصوص
! " .
سلاما للشاعر المصري نجيب سرور، الشهيد كمدا والذي مات شريداغريبا في وطنه فأتهموه بالجنون فمن يلقي الحكمة ويدعو للثورة وسط الجياع الساكتينعلى جوعهم، والمصفقين مع الطبالين والراقصين من الذبح والنائمين من السكر والخدر ،والمبسوطين بمورفين يزرقهم اياه وعاظ السلاطين
.


سلاما لصديقك الوفي الأستاذ الحلي مسلم باديين ، الذي اهداني ديوانك حكماء ريشء والذي فيه اهدائك وخطك النبيل الاثير على نفسي ، فالشعراء الصادقون هم انبياء العصر وبالتالي فهم المقدسون عندي ، وسلام للشاعر الحلي ولاء الصواف الذي جمعني بأدباء مدينتي بعد غربة ربع قرن عن مدينتي الحلة الفيحاء ، مدينة صفي الدين الحلي ، وموفق محمد ،.


سلاما لنجيب سرور وسلاما للملحن الراحل كمال السيد الذي عرفني به ، حين لحن له قصيدته مفروض الواحد منكو يعيش الحرف يا شعرا
ألحقَّ أقول لكم..
لا حقَّ لحيًّ إن ضاعتْ..
فى الأرض حقوق الأمواتْ..
لاحق لميت إن يـُهتك ْ..
عرضُ الكلمات !
وإذا كان عذاب الموتى
أصبح سـِلعه..
أو أُحجية ً.. أو أيقونه..
أو إعلانـا ً أو نيشانـا..
فعلى العصر اللعنة..
والطوفان قريب !
الأبطال..
بمعنى الكلمة..
ماتوا لم ينتظروا كلمه..
ما دار بخلد الواحد منهم..
حين استشهد..
أن الاستشهاد بطوله..
أو حتى أن يـُعطي شيئاً..
للجيل القادم من بعده..
فهو شهيدٌ لا متفلسفْ
ماذا يتمنى أن يأخذ..
من أعطى آخر ما يملك..
في سورة غضب أو حب ؟!
اليست هذة نبوءة ، لما يجري في وطننا الذي ،تضيع فيه حقوق الشهداء ، والمناضــــــلون ولازال يغرف من خيراته اللصوص والدجالون والمنافقون بل حتى الجلادون بعد إن غيروا لباسهم الزيتوني ولبسوا عمائم الطوائف الحاكمة والمتصارعة وفق برنامج الحفل الامريكي


ألليل أخطبوط !
مدينتي في الليل تدَّعي الهدوء..
لكنني أمــوء..
كقطة جريحة في البرد..
مدينتي أبـراج..
والبرد كالكرباج..
مشيت طول اليوم..
كما مشيت كل يوم..
في الليل والنهار..
بغير مأوى يا مدينة السـُّواحْ..
يا جـُعبة الجرَّاحْ !
هذا الهدوء مصطنعْ..
والوحش يستريح..
لكي يقوم في الصباح..
يستأنفالهجوم !


هذا شاعر وذاك شاعر ،شاعر يتشرد لانه لا يبيع الكلمة ، الكلمة يجب إن لا تباع خصوصا كلمة الشاعر ، فهي حــــلم الفقــــــــراء وصوتهم ، وحكمة الصابرين على جمرهم وهي شرارة التغيير ، وهي التي ستهز عروش الظلم والطغيان لتبدل العالم المحتــــرق بصراخ المعذبين ، وقهقة الجلادين لتبدل سراديب المناضلين وخرائب الفقراء إلى بيوت فسيحة ترتفع فوقها اشجار النخيـــــــــــل و الياسمين لتتعطر حياتنا بعطر الزيزفون بدل إن تزكم الانوف رائحة الازبال في طرقات الفقراء ، لكي نزرع عوضا عنها اوراد الجوري والزنبق .
يابلدي ورماح بني مازن قادرة إن تفتك فيك
والكل إذا ركب الكرسي يكشر في الناس كعنترة
تعالي نبكي الاموات ونبكي الاحياء