عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2012, 09:18 AM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
خوسيه ساراماغو: هل تنبّأ بالربيع العربي..؟


2012-05-07

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غرناطة- محمّد محمّد الخطابي: صّرحت 'بيلار ديل ريّو' أرملة الكاتب البرتغالي الرّاحل' خوسيه ساراماغو' (نوبل في الآداب 1998) 'أنّ زوجها قد تنبّأ في إحدى رواياته التي نشرت عام 2004 وهي تحت عنوان 'البصيرة' أو 'بحث في الوضوح' (صدرت ترجمتها إلى العربية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ سلسلة الجوائز-)، تنبّأ برياح التغييرات التي عرفتها وما زالت تشهدها بعض البلدان العربية (تونس ،مصر، ليبيا، اليمن، سورية. الخ..)' أو ما أصبح يطلق عليه بالربيع العربي. وقد أدلت أرملة' ساراماغو' بهذه التصريحات المثيرة خلال مشاركتها في وقائع وفعاليات المهرجان السنيمائي الدولى لمدينة 'وادي الحجارة 'المكسيكية في إحدى دوراته الأخيرة، حيث تمّ عرض شريط وثائقي حول حياة هذا الكاتب .
الرواية الآنفة الذكرحسب 'بيلار ديل ريّو' تحكي قصّة شعب قرّر بالاجماع مقاطعة الانتخابات في البلاد ممّا أشاع نوعا من الهلع والتخوّفات لدى المسؤولين، حيث أعتبرهذا التصّرف بمثابة شكل من أشكال التحدّي والعصيان أو إعلان أو إرهاصات تنذر بقرب قيام الشعب بتمرّد عام على السلطة الحاكمة.
وتقول 'بلار ديل ريّو': 'إن هناك فقرة في هذا العمل الأدبي الإبداعي تشير أنّ المواطنين يظلّون معتصمين لعدّة أيام في الساحة الرئيسية الكبرى للمدينة حيث يتمكّنون بالفعل تحت ضغط التظاهر والإحتجاج المتواصلين من الإطاحة بالحاكم الطاغية المستبدّ.وعندما ينتهي كل شيء ويعود المتظاهرون إلى أعمالهم، ومزاولة نشاطاتهم اليومية، ثمّ يقرّرون فيما بعد تنظيم أنفسهم ّ ويبدأون قبل كل شيء- بتنظيف المكان الذي كانوا معتصمين فيه'. وتشير'بيلار ديل ريّو' أنّ ذلك ما حدث بالضبط أو ما يشبهه الى حدّ بعيد في مصر، وفي بعض البلدان العربية الأخرى'.
وتؤكّد هذه الأرملة الاسبانية الكاتبة ومترجمة أعمال زوجها 'ساراماغو' الى لغة سيرفانطيس: 'أنّ زوجها لم يكن قارئ طالع، أو يتنبّأ بالمستقبل، بل إنه كان مثقفا يعيش زمانه ويعيه جيّدا ويتفاعل مع أحداثه والتطوّرات التي يشهدها بدون إنقطاع، وبالتالي فهوكان يرصد عيوب العالم ونواقصه وزلاّته بالتأمل فيه وإعمال النظر بمجرياته'-على حدّ تعبيرها-.
وتضيف: 'انه كان رجلا دائم التفكير في كل ما يحيط به ويعايشه، ممعنا النظر في العالم، وعارفا بكل ما يعتريه من تعثرات وقصور'، وتزعم 'بيلار ديل ريّو' في نفس السياق أنّ زوجها: 'كان يعرف أنه لم تكن هناك أزمة إقتصادية حادّة، بقدر ما كانت هناك ازمة أخلاق وسلوك، وعليه فانّ البشرية سوف تتأخّر كثيرا للخروج والتخلص من هذه المعضلات والأزمات'- حسب منظورها-.ويسلط الشريط الوثائقي الذي تمّ عرضه خلال المهرجان المذكورالأضواء على حياة الكاتب اليومية الحميمية سواء في منزله ومقرّ إقامته بجزيرة' لانثاروطي' الكنارية، أو خلال رحلاته وسفرياته المتعددة عبر العالم وبشكل خاص إلى بلدان أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك.أثار هذا الكاتب خلال حياته غير قليل من الجدل حول مختلف القضايا المعاصرة سياسية كانت، أم أدبية، أو فلسفية، أو تاريخية، أو إجتماعية، والتي لم تخل في معظمها من بعض المبالغات والمغالطات، كعدم تفهّمه لمطالب المغرب في إستكمال وحدته الترابية. من جهة أخرى كانت له مواقف مشرّفة على الصعيد العربي كموقفه الداعم لقضيّة فلسطين، وإنتقاده العنيف لإسرائيل بعد الممارسات الوحشية التى تقوم بها ضد الفلسطينيين والتنكيل بهم. وقد قام عام 2002 بزيارة لرام الله متضامنا مع الفلسطينيين أثناء الحصارالذي فرضته إسرائيل بعد إنتفاضة الأقصى، حيث هاجمته الصهيونية العالمية وحاربته بعد تصريحاته ضد إسرائيل.
ويشير 'كارلوس رياس' عميد جامعة 'أبيرتا' البرتغالية أنه عندما صدرت روايته 'الإنجيل حسب يسوع المسيح'1991 أثارت ضجّة كبيرة إنقلبت الى نقمة عارمة عليه، إذ يوجّه فيها الكاتب إنتقادات لاذعة للكنيسة، ممّا حدا به إلى التفكير في الهجرة، خاصة بعد أن قامت الحكومة البرتغالية بحجز كتابه، وإتّهام رجال الدين والفاتيكان له بالمساس بالتراث الديني للبرتغاليين، ومنذ مغادرته البرتغال 1998 بدأ يبدي نوعا من الإفتخار والتباهي بأصوله البربرية إذ أن أجداد جدّه ينحدرون من شمال إفرقيا حسب هذا الباحث البرتغالي، وقد إستقرّ ساراماغو في جزيرة 'لانثاروطي' بالأرخبيل الكناري بشكل دائم حتى آخر أيامه مولّيا وراء ظهره الغرب والشمال، ومعانقا هذه الجزيرة الكنارية ذات الأصول والجذور الأمازيغية قبل وصول الإسبان إليها في القرن الخامس عشر.
من أعمال ساراماغو الروائية الأخرى 'أرض الخطيئة'(1947).'تاريخ حصار لشبونة'(1989).' 'العمى'(1995) التي نال بها جائزة نوبل،والتي تحولت إلى فيلم 2008 ،'كل الأسماء' (1998)'رحلة الفيل' (2008).'قابيل'(2009) وسواها من الأعمال الإبداعية الأخرى. توفي سرامانغو عام 2010 عن سنّ تناهز 87 سنة في مقرّ إقامته بجزيرة 'لانثاروطي'.


هذه دعوة لرصد مزيد من القصائد التي تشمل على نبوءات او استشرافات؟