عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2017, 04:02 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
Feb 18, 2017غيث حسن rated it really liked it
Shelves: رواية
" الحب .... موت صغير" ابن عربي

رواية في سيرة "ابن عربي" عالم وشاعر صوفي يلقبه مريدوه بـ الشيخ الاكبر

يقال بأن الله قد خلق مركزا للكون لا يوجد فيه خير ولا شر، ولا به ماضي ولا حاضر ولا مستقبل، خالي من أي معنى للأنا وللأنت، مكان غاية في الجمال، لم يجده من الخلق إلا قليل، ولكن الغريب في هذا المكان له قدرة في سلب الحروف من الحناجر فمن وجده فقد القدرة على الكلام، وإذا ما أراد أحدهم أن يستعيد صوته فهو امام خيارين؛ إما أن ينسى كل ما رآه من جمال على الرغم من إحساسه بالغياب والتيه، أو إذا ما أراد أن يمكث الجمال في ذاكرته فسيرتبك عقله ويفقد معرفة الفرق بين الحقيقة والوهم، وهكذا ظهر لنا المتصوفة إما عاشق أو عارف، إلا ابن عربي فقد جمع بين الامرين.
الرواية هي حالة من الالتباس بين الصدق والكذب، البرهان الذي من شدة ظهوره لا يرى !

تأخرت سيرته أدبيا عكس الإحتفاء الكبير الذي أولاه غيرهم من المفكرين والمهتمين مثل الإمام الاكبر أحمد الطيب الذي حصل على أعلى درجة علمية من جامعة السوربون مناقشا إثرها شخصية ابن عربي وكتبه وحياته.

يحكي ابن عربي في رواية موت صغير بضمير المتكلم سيرته منذ قبل ولادته بساعات وحتى ارتجاج جسده فوق أكتاف المشيعين إلى القبر. اتخذ الكاتب حبكة تسير وفق مساريين، الأول متخيلا تاريخ انتقال مخطوطة سيرة حياة ابن عربي في مراحل مختلفة من تاريخ الأمة الإسلامية بداية من أذربيجان عام 1212 ونهاية إلى لبنان عام 2012. والمسار الثاني والذي احتل القسم الأكبر من الرواية سيرة ابن عربي وما بين الولادة والوفاة أحداث وشخصيات وحواضر ومدن.
بذكاء، استند الكاتب على رواج هذا النوع من السرد الروائي في هذ الوقت من الزمان، ينقل لنا سيرة الشيخ الأكبر التي حوت على الكثير من الزلات والمتاعب نازعا الهالة الأسطورية عنها ومشيرا إلى الوجه القاسي من الصوفية، يبدا الكاتب بطريقة خيالية مفاجأة حينما كان ابن عربي يسرد حالة ولادته بطريقة مشهدية دقيقة، فبدأ بوضع أول الشخصيات على الطريق، فاطمة بنت المثنى مولدته ومرضعته التي لها الأثر في الجذبة الاولى إلى الوله الإلهي حينما أخبرته بأوتاده الأربعة الذين سيثبتون فؤاده: طهر قلبك، عندها يجدك وتدك، وشخصات أخرى كابن رشد الفيلسوف الشهير والشيخ أبو مدين الغوث والنظام بنت زاهر التي هام بها حبا والتي كانت سببا أن فتح الله له تأليف كتابه الاشهر الفتوحات المكية والتي أراد ان يتزوجها لو لا اكتشافه لاحقا بأنها كانت وتده الثالث والتي تحظر عليه، واخيرا شمس الدين التبريزي الذي التقاه ابن عربي عندما اكتمل قلبه طهرا وامتلاء بالحب فكان وتده الرابع والاخير.

موت صغير عمل يخبرنا بأن الحب كان أشق الفنون تعلما (less)