عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2014, 11:50 AM
المشاركة 203
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخطل الصغير
هو بشارة بن عبدالله الخوري، و الأخطل الصغير لقبه تأسياً بالشاعر الأموي غياث بن غوث التغلبي الملقب بالأخطل قرين جرير و الفرزدق ،و اختار هذا اللقب لأن كلاً من بشارة الخوري و الأخطل نصارى يعبدون الصليب ، و بشارة شاعر و وشاح من أشهر شعراء العرب في العصر الحديث. ولد في مدينة بيروت عام 1303 هجري و الموافق لعام 1885 ميلادي ، وتوفي فيها بتاريخ 1388 هجري و الموافق لـ 31 يوليو 1968 ميلادي ، وأصل أسرته من قرية أهمج (قضاء جبيل)، وكان بشارة أصغر أخوته السبعة. والده عبد الله كان يمارس الطب على الطريقة العربية، وأمه حلا نعيم تنتمي إلى أسرة بيروتية عريقة. تلقى بشارة علومه بادئ الأمر في المدرسة الإكليركية الأرثوذكسية ثم انتقل بعد أربع سنوات إلى مدرسة الحكمة فدرس فيها ثلاث سنوات، وفيها بدأت موهبته تتفتح فكان من المتفوقين. وتعرّف في هذه الحقبة جبران خليل جبران، ثم انتقل إلى مدرسة المزار في غزير فمدرسة الأخوة (الفرير) في بيروت. فأتقن اللغة الفرنسية إضافة إلى لغته العربية، وبعدئذ توقف عن الدراسة.
آنس بشارة في نفسه ميلاً إلى الصحافة، فأخذ يتردد على جريدة «المصباح» الأسبوعية، ومنذ عام 1906 أخذ ينشر فيها باكورة أشعاره.
في سنة 1908م أعلن الدستور العثماني الذي توسّم الناس فيه الخير، فأصدر الشاعر جريدة سمّاها «البرق». وتحولت إدارة الجريدة إلى منتدى يضم كبار الأدباء والشعراء ورجال الفكر، وانطلقت الجريدة تناصر حركات التحرر وقضايا الشعوب. ولما طغى الاستبداد التركي في بلاد الشام في عهد جمال السفاح انبرى الشاعر يناهض في جريدته الحكام المستبدّين ويندد بسياستهم الجائرة وظلمهم وإدارتهم السيئة. فعرّض نفسه بذلك لسخط الحكام ومضايقتهم حتى لقد تعرض سنة 1910 إلى محاولة لاغتياله.
ولما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 عمدت الدولة التركية إلى كمّ الأفواه وفرضت الرقابة على الصحف، فاضطر بشارة أواخر عام 1914 إلى إغلاق جريدته ولكنه تابع نشاطه السياسي خفية، حتى إن اسمه ورد في لائحة المغضوب عليهم من قبل الحكومة التركية، فاضطّر إلى التواري في منزل صديقه خليل فاضل حيث تعرّف ابنته أديل التي أصبحت زوجته فيما بعد.
وفي عام 1916 حينما أشاع الحلفاء أنهم سيعملون لنيل الأمة العربية استقلالها واستعادة مكانتها تحركت عواطف الشاعر الوطنية. ولكن خوفه من بطش الحكام الأتراك حمله على اتخاذ لقب «الأخطل الصغير»، وأخذ ينشر مقالاته بهذا التوقيع. ويحدّثنا الشاعر عن سبب اتخاذه هذا اللقب فيقول: «كانت الحرب العالمية الأولى، ثم كان عهد «جمال» في سورية ولبنان، وهو عهد النفي والمشنقة، بل عهد الإرهاب بجميع أسبابه وأنواعه. وانطوت الأعوام بعد الشهور على حالات شتى من البؤس، ومفاجآت مفعمة بالمخاوف، حتى كان تموز من عام 1916، فإذا أنا مطمئن قليلاً إلى نفسي، آنس كثيراً بكتبي بعد طويل وحشة وأليم غربة، ولقد كنت وسائر الناس خلال ذلك نتنسّم الأخبار من البادية حيناً ومن البحر حيناً آخر ولا ندري أيدركنا السلم وفينا رمق من الحياة.
وكانت الفكرة السائدة أن الحلفاء سيبعثون الإمبراطورية العربية، وكانت الحاجة الماسّة إلى إثارة الخواطر في البلاد تعجيلاً ليوم الخلاص، وهو كل أمنية البلاد العربية في ذلك العهد.
ولم يكن ليجرؤ واحدنا ولو في الحلم أن يرسل كلمة في سبيل النهضة، ولو همساً، فكيف به إذا هو شاء أن يرسل في ذلك السبيل قصيدة يترجّع صداها.
وكان يعجبني من الأخطل خفّة روحه وإبداعه في اصطياد المعاني يقودها ذليلة إلى فصيح مبانيه. وفوق ذلك فقد كان الشاعر المسيحي الفذّ تتفتح له أبواب الخلائف، يملؤها لذة وطرباً وإِدلالاً، بل يملؤها ذلك الشرف الذي لا يبلى، والمجد الذي لا يفنى.
فرأيت وأنا أدعو للدولة العربية، وموقفي منها موقف الأخطل من دولة بني مروان، أن أدلّ على حقيقة الشاعر المتنكّر، فلم أر «كالأخطل الصغير» أوقّع به ما كانت تقطره القريحة المتألّمة من شعر لم يبق لي منه إلا كبقية الوشم في ظاهرة اليد».
ولّما وضعت الحرب أوزارها عام 1918 عاود الشاعر إصدار جريدته ولكنه جعلها أسبوعية. وفي هذه المرحلة يحسّ بالاطمئنان والاستقرار النفسي فيتزوج سنة 1920 من أديل فاضل.
وإبّان الانتداب الفرنسي أخذ الشاعر ينظم قصائد يبث فيها عواطفه الوطنية، وعلى أنه اضطّر إلى مهادنة المستعمر الفرنسي.
وفي تموز عام 1925 رشّح نفسه للانتخابات النيابية ولكنه خسر المعركة. وفي العام نفسه انتخب نقيباً للصحفيين اللبنانيين.
وفي عام 1930 عُيّن رئيساً لبلدية برج حمّود، ثم تعرّضت جريدته للإغلاق سنة 1932. وفي العام نفسه انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق. وفي عام 1946 عُين مستشاراً فنياً للغة العربية في وزارة التربية الوطنية ببيروت.
وفي عام 1953 صدر ديوانه «الهوى والشباب». وفي سنة 1961 أقام أصدقاؤه والمعجبون به حفلاً تكريمياً له في قصر الأونيسكو ببيروت ونودي بلقب «أمير الشعراء». توفي بشارة في بيروت في منزله بالدورة.

آثاره:
- ديوان الهوى والشباب عام 1953 م.
- ديوان شعر الأخطل الصغير عام 1961 م .
_ أنشأ حزبا سياسيا عرف باسم حزب الشبيبة اللبنانية، وانتخب رئيساً لبلدية برج حمودعام 1930 م.

غنى لها كثير من مطربي العرب منهم: فريد الأطرش اللبناني و قيروز اللبنانية و وديع الصافي اللبناني و و عبدرب الرسول اليمني و محمد عبدالوهاب المصري.

و ينعته المتعصبون له بـ ( أمير الشعراء) و هذا اللقب لا يكون إلا لأمير الشعر العربي أحمد شوقي المصري لعدة أمور منها:
أولا:أن اللقب لا يجوز منحه مرتين، حتى لا تصبح الألقاب نهب الناهبين .
ثانيا: بشارة أرتضى لنفسه لقب الأخطل الصغير و لم ينازعه في ه احد.
ثالثا: لا يستحق الخوري لقب أمير الشعراء و في شعره هنات و زلات عروضية، لا تقلل من جميل ابداعه و لكنها لا ترفعه لمستوى ينازع أحمد شوقي الأمارة.
من شعره:
1. قصيدة ( أتت هند تشكو إلي أمها ):

أتت هند تشكو إلى أمها
فسبحان من جمع النيرين
فقالت لها إن هذا الضحى
أتاني وقبلني قبلتين
وفر فلما رآني الدجى
حباني من شعره خصلتين
وما خاف يا أمي بل ضمني
وألقى على مبسمي نجمتين
وذوب من لونه سائلاً
وكحلني منه في المقلتين
وجئت إلى الروض عند الصباح
لأحجب نفسي عن كل عين
وكان الغصن على رأسه وردتان
فقدم لي تلك الوردتين
وخفت من الغصن إذ تمتمت
بأذني أوراقه كلمتين
فرحت إلى البحر لأتبرد
فحملني ويحه موجتين
هو البحر يا أم كم من فتى
غريق وكم من فتى بين بين
فها أنا أشكو إليك الجميع
فباالله يا أم ماذا ترين
فقالت وقد ضحكت أمها
و ماست من العجب في بردتين
عرفتهم واحداً واحداً
وذقت الذي ذقتيه مرتين

2. قصيدة ( يا عاقد الحاجبين):
يـاعاقد الـحاجبين =على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي =قـتلتني مـرتين
مـاذا يـريبك مني =ومـاهممت بـشين
أصُـفرةٌ في جبيني = أم رعشة في اليدين
تَـمر قـفز غزالٍ = بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي = ولا أذنت لـعيني
تـبدو كأن لاتراني =ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي = ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني = حـياً سوى رمقين
صبرت حتى براني = وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني = وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي = عليك في المشرقين

3.قصيدة ( عش أنت إني مت بعدك ):
عش أنت أني مت بعدك = وأطل إلى ماشئت صدك
كانت بقايا للغرام بمهجتي = فختمت بعدك
مـاكان ضرك لو عدلتَ = أمـا رأت عيناك قدك
وجـعلت من جفنيَّ= متكأً ومـن عـيني مـهدك
ورفعت بي عرش الهوى = ورفعت فوق العرش بندك
وأعـدت للشعراء سـيْـ =ـيــــدهم ولـلـعـشاق عـبـدك
أغـضاضه ياروض إن = أنا شاقني فشممت وردك
أنقى من الفجر الضحو= ك فـهل أعرت الفجر خدك
وأرق مـن طبع النسيـــ=ـــم فـهل خلعت عليه بردك
وألـذ مـن كأس النديـــ=ـــم فهل أبحت الكأس شهدك
وحياة عينك وهي عــنـــ=ــدي مـثلما الأيـمان عندك
مـاقلب أمك إن تفا= رقها ولــم تـبـلغ أشـدك
فـهوت عليك بصدرها = يـوم الـفراق لتستردك
بـأشد مـن خفقان قلبــ=ـيَ يـوم قيل:خفرت عهدك.

4. قصيدة ( آه يا هند لو تدرين) و قام بمعرضته كثير من الشعراء من مثل الشاعر القروي و ندره حداد:



يتبع إن شاء الله قريباً!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا