عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 05:43 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة قديمة عن رحيل جديد
بعد ارتحالك، لم ينم الم
ولم تقع السماء على التراب.
بعد ارتحالك ما تغير شكل قريتنا،
ولا شكل الروابي.
لم يرتحل طير
حزين الريش من رأسي
ولم افقد صوابي.
لم ارتكب إثما
ولم اكفر
ولم اسهر
ولم احلم بواحدة
وما أنكرت ما بي.

ما قام تموز القتل
ولم يزايلني الجفاف
ولم يجئ عيسى المخلص
لم يجئ يوم الحساب.
لم تهرم الأشياء
بعد رحيلك الشتوي
لم تصغر ولم تكبر
وظلت كالسؤال بلا جواب.
بعد ارتحالك لم يمت قيس
وليلى لم تزل في السوق
تستجدي عبور خيامه
وعلى ضفائرها بساطير الجنود
وصدرها العربي ينغل بالذباب.

لم ينتخ الشرفاء
بعد رحيلك الشتوي
ليلى تستجير ولا تجار
وصدرها العربي يزرع بالحراب.

بعد ارتحالك،
لا المدينة أعدمت تجارها الشرفاء
في صمت
ولا شعرت بآلام المصاب.

ما شح بعد رحيلك الافيون
في المدن اللقيطة
ظل ...لم تكسد تجارته
ولا قلت مضاجعة النساء بالاغتصاب.

ما زال أهلي يذبحون ويرفضون
ويأكلون ويشربون
وينجبون بلا حساب.

يتحدثون عن القتال ، عن السلام
عن النساء ، عن السماء
والاحتلال والانسحاب.

ما زاد خصب الحقل
أمي..لم تزل تبكي على الوطن السليب،
وما تصالحت البيادر والخوابي

ما زالت الدنيا
كما كانت.
خرابا في خراب.
الرمل يحلم بالرذاذ
ويستميت على السحاب.
والقدس ما زالت كما كانت
تعيش على اغترابي.

مذبوحة الشفتين
حائلة الطلاء
حزينة العينين
عارية تنام بلا ثياب.
فكأن ما سافرت
لم المح غيابك في الغياب
ما زلت في لغتي
وفي حلي وترحالي
وفي شرعي وفي ورق الكتاب.

ما زلت جرحا
صارح الإيلام
في قلبي المبلل بالعذاب.
ما زلت في أدراج ذاكرتي
وفي صمتي وفي سهري.
وبين شقوق بابي .

ما زلت نافذة الهروب
من اليباب إلى اليباب.
ما زلت وجها
جانب المرآة
ينضح بالتشرد والعتاب.
وذهبت
ما غيرت من قدري،
وما قدرت أحزان الذهاب.
ما كنت اسمع صوتك المقهور
في أذني
ولا فكرت في معنى اكتئابي.
فلبست أخلاق النعاج
وعشت أخلاق الذئاب.

10/7/1974