عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2013, 05:44 PM
المشاركة 18
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سأجيبك بكلام موجز و واضح:
سألتني عند الإسلام هل هو دين الأخلاق؟
فالجواب نعم.
اذن لماذا عارضت كلامي ؟ أنا اقول ان الدين هو الاخلاق ، مع الخالق والمخلوقين و المخلوقات ، وأنت تقول : الإسلام دين الإخلاق ، اذن نفس الشيء . فلماذا الخلاف اذن ؟ ألست من القائلين أن الإسلام عقيدة وشريعة واخلاق ؟ اذن كيف الان تقول ان الاسلام دين الاخلاق ؟ و لم تقل ان الاسلام دين الشريعة والعقيدة والاخلاق ، فقسمته الى ثلاثة ؟ وهل العقيدة والشريعة لا شأن لهما بالأخلاق ؟ ام أنهما أخلاقيتان ؟

اذا قلت : أخلاقيتان ، صار الدين هو الاخلاق . ما دام ان الدين هو هذه الثلاث .. أنا قلت هذا فسميتني خوارج ! أنت الان تقول مثلي فاصبحت خوارج بتطبيق وجهة نظرك بأن كل من تكلم بالاخلاق خوارج .. !

واذا كان الاسلام دين الاخلاق ، فعلينا ان نبحث عن الاخلاق في كل مجال فيه ، لان الاسلام دين الاخلاق ، ولا يُفهم اي جزء من الدين حتى يربط بالاخلاق ، لأن الإسلام دين الاخلاق . حينها لا نحتاج لكلمة : إقبل دون ان تفهم الحكمة ولا الغاية ، لأن الإسلام دين الاخلاق ، وغايته تحقيق الاخلاق وإتمامها كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام : انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ..

فالأخلاق الحميدة جزء لا يتجزأ من الدين
أنت تقع في تناقض الآن ، قبل قليل تقول : الاسلام دين الاخلاق ، والآن تقول : الأخلاق جزء من الاسلام ! اذن بقية الاجزاء هل هي اخلاقية ام لا اخلاقية ؟ ارجو التوضيح ..

فالله يقول عن نبيه صلى الله عليه و سلم :
(و إنك لعلى خلق عظيم) و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
و لكن الخلق جزء من الدين فقد نجد المؤمن البخيل و المؤمنة الجبانة و المؤمن الزاني و المؤمنة المغتابة
نحن نتكلم عن الدين لا عن المتديّن ! كل انسان لديه ذنوب ! لا يوجد انسان كامل ! وهل بموجب كلامك يصبح البخل من الدين لأنه يوجد مؤمنة بخيلة ؟ بموجب هذا التفكير كثيرٌ من المؤمنين عندهم أنواع من المعاصي والذنوب ، اذن انت نقلت ذنوبهم الى الدين وجعلتها جزءا لا يتجزأ من الدين لأن بعض المتدينين فعلوها ! فصار عندك المتدين هو مشرّع الدين وليس الله ! اذا فعل شيئا صار من الدين ! إن خيرا او شرا !

هذا تأليه للمخلوقين وجعلهم مصدرا للتشريع ، بإسم أنهم مؤمنين .. الدين هو دين الله ، فالله نهى عن البخل وعن الظلم ، وتوعد الظالمين والكاذبين . نعم قد يقع في البغي او الظلم مؤمن ويتوب ان شاء الله ، و حسابه على الله ، لكن لا نقول ان الظلم والبغي من الدين ! حاشا و كلا ، الدين براء من الظلم والبغي أو الكذب الخ .. و الا لما كان دينا ،

الذي يجمع المتناقضات ليس دينا ، وانا اتكلم عن الدين وليس عن المتدين الذي حسابه على الله ، لا علي ولا عليك ، كما قال تعالى (عليكم انفسكم) ..

فالدين لا يحصره في الخلق الفاضل إلا الأباضية (و هم من الخوارج) فهناك صوم و حج و صدقة و قصاص و حدود و قبل كل هذا توحيد لا يقبل الله الأعمال و الأخلاق إلا به.
لا شأن لي ولا للدين بتصنيفاتك و حوصَرَتك !! أنت بنفسك قلت ان الإسلام دين الأخلاق ، فهل انت من الخوارج لانك حصرت الدين بالاخلاق ؟ نريد ان نفهم ، بعيدا عن التصنيفات والتعصبات المذهبية ، فهّمنا أن في الإسلام شيئا ليس أخلاقيا ! ما هو ؟ و دعنا من التصنيفات والصراعات المذهبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع وسببت العداوة والبغضاء بين المسلمين ..

اذا كان بحثنا : من يتصف بهذه الصفة من المذاهب ، حينها هناك باب وجواب ، الان نريد ان نفهم الاسلام نفسه ، فهّمنا الإسلام ولا تفهّمنا المذاهب .. انا اتحدث عن الاسلام وانت تتحدث عن الخوارج !

و كل ما ذكرتَ وغيره أخلاق ، حتى التوحيد هو ابو الاخلاق واشرفها ، لأنه أخلاق مع من لم تره .. فالله سمى الشرك ظلما ، والظلم سوء أخلاق .. وما الصلاة الا اخلاق ، اول كلمة فيها (الحمد لله رب العالمين) شكر ، والشكر اخلاق . هذا غير طلب الرحمة بك وبأهلك وبالمسلمين ، وهذا اخلاق مع المخلوقين ، اذ تدعو لهم بظهر الغيب ، و هكذا الصيام تدريب على الصبر ، و الصبر ابو الاخلاق ، واحساس بجوع المحتاجين يدفع للرحمة والصدقة . و اعراض عن ملذات الدنيا لله ، و هو أهل التقوى واهل الشكر ، و الشكر من الاخلاق ، قال تعالى (سنجزي الشاكرين) .

و لكنك لم تجب عن أسئلتي إلا باللف و الدوران كعادتك:
سألتني هل انا من الخوارج ، قلت لك : لا ، قلت : بل أنت من الخوارج رغما عنك وبالذات من الاباضية !! أهذه أسئلتك ؟! و هل كلمة "لا" تعني لفا و دورانا عندك ؟! اذا كانت كتابتها فيها لفا و دورانا فلست انا من وضع قواعد الإملاء ..

أما أنا فأقول حول المسائل أعلاه:
إن المؤمن المذنب هو تحت المشيئة إن شاء أخذه الله بذنبه فيدخله النار و إن شاء غفر له
و لكنه في نهاية الأمر هو من أهل الجنة
ما دامت حددت أنه من اهل الجنة ، اذن صار تحت علمك وليس تحت مشيئة الله ! أنت جعلت مشيئة الله مؤقتة ، اما علمك فدائم ! لأنك حتّمت أنه سيخلد في الجنة واستبعدت المشيئة ! بينما مشيئة الله هي ان يدخله النار مؤقتا ، ولكنك حتّمت عليه ان يُدخله الله الجنة ! والله لا يُحتّم عليه احد ولا يتدخل في حسابه أحد .. وهو أدرى بذنوب عباده وما يستحقون ، وليس أنا ولا انت .. وهو أعلم بسرائرهم التي لا يعلمها لا انا ولا انت ، اذن لا يجوز التدخل في حساب الله ، وهو بنفسه تكفل بحسابهم ولم يكله الى احد ، ولا يشفع عنده احد الا لمن ارتضى ..

اذا كان الخوارج تدخلوا في المشيئة فأنت ايضا تدخلت في المشيئة ، هم قالوا أنه مخلد في النار ، و انت قلت انه مخلد في الجنة ، بعد تعذيب مؤقت قد يُتَجَاوز أيضا ..

و في تفسير قوله تعالى ( و من يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .... الآية) قال البغوي رحمه الله:
( والذي عليه الأكثرون ، وهو مذهب أهل السنة : أن قاتل المسلم عمدا توبته مقبولة لقوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ( طه - 82 ) وقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( النساء - 48 )
اذن نفس كلامك طبّقه على القاتل اذا استبعدنا موضوع التوبة ، لانه حتى المشرك اذا تاب عن شركه يغفر الله له ايضا ، ستقول : ان لم يتب فهو مخلد في النار ، حتى لو ان القاتل مؤمنا ، لأنك تدخلت في الحساب اصلا .. والله يقول (ليس عليك من حسابهم من شيء).

وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو تشديد ومبالغة في الزجر عن القتل ، كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : إن لم يقتل يقال له : لا توبة لك ، وإن قتل ثم جاء يقال : لك توبة . ويروى مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما .
هذا أمر لا يُخفَّى ..

ونحن بعلمنا القاصر نعلم اعمال عن الشخص ولا نعلم بقيتها ، ولا يعلمها كلها الا الله . اذن الحكم بالنار والجنة خاص بمن يعلم بنواياهم واعمالهم في الخفاء والعلن ، و هناك احاديث كثيرة عمن قاموا باعمال لم يرهم احد ، مع انهم من اهل الموبقات او اهل الصلاح ، و دخلوا الجنة او دخلوا النار بموجبها ، كقصة المراة التي حبست هرة ، و قصة الرجل الذي سقى كلبا فكفر الله عنه سيئاته وادخله الجنة ، و الرجل الذي اختصمت فيه ملائكة العذاب والرحمة و قد قتل 99 نفسا ، اذن يجب ان نضع علم الله بالسرائر في الحسبان قبل ان نحكم بأحد بالجنة والنار ..

تذكر قصة الخضر مع موسى ، اي شخص يرى الخضر وهو يقتل الغلام فسيقول : هذا قاتل مخلد في النار بلا شك ، مع انه رجل صالح .. اذن الله ادرى بذنوب عباده و حسناتهم وسرائرهم لأنه سوف يبلو السرائر ، حينها يكون لنا حق ان نحكم .. و يقول الله على لسان رسوله ( وما ادري ما يفعل بي ولا بكم) ، بينما أنت تدري ماذا سيُفعل بالجميع !

ونقول أن من يفعل كذا فقد وعده الله بالجنة أو توعده بالنار ، نحن نقول عن الفعل ولا نقول عن الفاعل ، لأنه ليس لنا تكفير المعيّن .. تماما مثل القانون ، ينص على عقوبة ان من فعل كذا هي كذا ، لكن القاضي يعلم حيثيات اكثر عن القضية ، فما بالك بقاضي السماء الذي يعلم السر وأخفى .. لأن الفعل يحاط به ولكن الفاعل لا يحاط به ، فله افعال اخرى لا نعرفها ..

اعتبار قتل الانفس البريئة احدى الكبائر ، كشرب الخمر وعدم الاستبراء من البول والمشي بالنميمة الخ ، هو إنقاص للوعيد الذي نزل بخصوصها هي بالذات ، خصوصا ان بعض الكبائر لم تذكر في القرآن ، فهناك عدة ايات تحذّر من القتل ، مثل الايات السابقة وفي مواضع مختلفة ، وهي الكبيرة التي رُتّب عليها خلود في النار . لكن الحكم على القاتل نفسه انه خالد في النار فهذا خاص بربه .. اما ان تحكم على القاتل بأنه من اهل الجنة مع انه قتل الناس والاطفال وعذبهم ، وتبشره بالجنة بعد عذاب مؤقت او قد لا يُعذب ابدا ! بينما الله توعده بالنار .. هذا تهاون في هذا الموضوع الذي لم يتهاون به القرآن وغلّظت الاحاديث فيه كثيرا ، وهو موضوع القتل عمدا .. كما قال رسول الله (لئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من ان يراق دم امرئ مسلم) .. لانه من احياها فكأنما احيا الناس جميعا ، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا .. و قال (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن اعظم عند الله من زوال الدنيا) .. و قال (كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يقتل المؤمن متعمدا أو الرجل يموت كافرا) .. وقال : (ليس من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا ولم يتند بدم حرام الا دخل من اي ابواب الجنة شاء) .. فالدم له حرمة خاصة إذا كنا نتبع القرآن و نتبع الرسول ، فهذا كلام الله وكلام رسوله ..

اذن لا يقاس قاتل النفس البريئة بشارب الخمر او الزاني مثلا ، الله لم يقل عن شارب الخمر أن جزاؤه جهنم خالدا فيها ، بل قالها عن القاتل عمدا .. فالله رتب القتل الظلم بعد الشرك ، قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68]) وقول الرسول : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .. لكن لم يقل عن بقية الكبائر انها كفر .. وقال (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) ، وقال (اول ما يقضى بين الناس في الدماء) . اذن تسمية القتل بإحدى الكبائر هو تلطيف لها ! لأنها أفضع عند الله منها كلها ، وعند خلقه ..

هل من قتل مائة نفس مثل من شرب مائة كأس ؟ أنت جعلت كبيرةً كـَ بيرة !

وليس في الآية متعلق لمن يقول بالتخليد في النار بارتكاب الكبائر ، لأن الآية نزلت في قاتل وهو كافر ، وهو مقيس بن صبابة...)
يقول تعالى :

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء : 92] وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء : 93]

نص الآية الثانية يفيد العموم (من يقتل مؤمنا متعمدا) ، والآية التي قبلها توضح هذا العموم حين قال (ما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا إلا خطأ) .. و آية (ومن يقتل نفسا بغير نفس) ايضا تفيد العموم ، اذن هي ليست خاصة بالكافر القاتل ، هذا غير الاحاديث مثل (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقوله ( اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) . ها هي الايات والاحاديث واضحة طافحة ، وأنت من اهل الإتّباع لقول الله رسوله ، وها هو قول الله ورسوله .. إتبعها كما جاءت بدون تحريف ولا تأويل .

وقال سبحانه : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) ، ومن تفيد العموم . أي : كل منْ .. مسلم او غير مسلم ..

هذا هو القرآن ، ولا تجوز تعضيته وتقطيعه الى اوصال .. و لا يجوز حرف النص عن مؤدّاه بحجة اسباب النزول ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . سيما و أن الايات والاحاديث كثيرة في هذا الخصوص ، و بعضها يعضد بعضا في فظاعة هذا العمل ، وتوعده بالخلود في النار ، و أنه افضع عند الله من هدم الكعبة ، وأنه اول ما يقضى فيه في الحساب ، دون سائر الكبائر . و هذا الذي تقول به يجعل القاتل و ضحيته يجتمعون اخيرا في الجنة ! بينما الرسول يقول ( اذا تقابل مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار).

ومع ذلك فأنا لا أحكم بكفر القاتل المعيّن ، مثلما تروي عن الخوارج . لأن الله يعلم ما لا نعلم ، والحساب موكل به . و قول أحد أن فلان في النار فهذا يعني حساب ، و الحساب عند الله . نحن نعلم ان الله توعد القاتل عدوا و ظلما بالخلود في النار بموجب كتابه و سنة نبيه ، سواء كان مسلما ام كافرا ، لكن ليس لنا الحكم على المعيّن .

و هنا أحب أن أذكرك بقولة الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما في الخوارج من أمثالك:
( أتوا إلي آيات نزلت في الكفار فأنزلوها على المسلمين)
إذن الموحد المذنب لا يخلد في النار أبدا هذا مذهب أهل السنة.
و لا يخلد في جهنم إلا الكفار لقوله تعالى:
( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162)) البقرة.
الله يقول : أن القاتل يخلد ابدا ، و أنت تقول : لا يخلد أبدا !! فأيكما نسمع ؟

و ما قيمة من يقول : لا إله الا الله وهو يعمل عمل الكافرين ؟ وأشد اعمال الكافرين قتل المؤمنين ؟ بموجب كلامك : المنافق لا يخلد في النار ! لأنه قال لا اله الا الله ! تقول ان الكافر لا يدخل الجنة ، والرسول يقول أن قتال المسلم كفر ! هو طبعا لا يقصد الكافرين لانهم كافرين من قبل ان يقاتـِلـُوا ، اذن يقصد المسلم ، فما موقفك من الحديث ؟ هل ترفضه ؟ الحديث كفر القاتل وليس انا ، و قوله (كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يقتل المؤمن متعمدا أو الرجل يموت كافرا) ، وأنت تقول ان الله قد يغفر للقاتل ، والحديث يقول أنه لا يغفر له ، وهو في صحيح النسائي .. فهل ترد هذا الحديث ايضا او تهمشه ؟

وقال ايضا (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) ! هل تنتقي من القرآن ؟ أو تقبله كله ؟ أو تنسخ إحداهما بالأخرى ؟

لم تجب بشيء عند سؤال حول القرآن و لكني سأجيبك:
مذهب أهل السنة في القرآن أورده الطحاوي رحمه الله بقوله:
( وإِنَّ القرآنَ كَلامُ الله، منْهُ بَدَا بلاَ كَيْفِيَّة قَوْلاً، وأنْزلَه على رَسُولِهِ وَحْياً، وَصَدَّقهُ المؤمنون على ذلك حَقًّا)، فالقرآن هو كلام الله لفظاً و معنى ، و هو الوحي الأول و السنة النبوية المطهرة على صاحبها الصلاة و السلام الوحي الثاني لقوله تبارك و تعالى عن نبيه ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
اكمل الآية : (علمه شديد القوى ، ذو مرة فاستوى) بربك هل المقصود القرآن أم الاحاديث في هذه الآية ؟ إنها تتحدث عن نزول جبريل بالقرآن ، و هو الوحي .. لا يجوز الاجتزاء ما لم يتم المعنى .. الاية تتحدث عن إنزال القرآن .. والسياق كله يتحدث عن القرآن .. أردتُ أن تجيبَ أنت ، لا أن تأتي بنقولات عن موضوع آخر ..

رؤوية الله:
نعم المؤمنون يرون الله عياناً بياناً .
الله يقول (الى ربها ناظرة) ، فهل بعد كلام الله كلام ؟ نعرفها من القرآن ، لسنا بحاجة الى ما عندك ..

هل تقدر أن تجيب كما أجبتك عن المسائل الثلاث أعلاه:
- ما مصير مرتكب الكبيرة من المؤمنين ، و هل يخلد في النار؟
- هل القرآن كلام الله لفظاً و معنى؟
- هل يرى أهل الجنة ربهم و يجلسون إليه على منابر من نور؟
اجبتك عن الاولى ، والبقية أجيبك بـ نعم ، فهل تعرف القراءة ؟ هل ما زلتُ من الخوارج و على مذهبهم ؟ أنا عندك من الخوارج حتى لو رفضت كل ما جاءوا به !! وهكذا تكبُّرك فعلَ بك هذا الفعل .. و جعلَ احكامك تعسّفية ..

تواضع لله وعد الى الحق ، انت امام شخص يرفض كل افكار الخوارج التي سقتها ، ومع ذلك تصر على تسميته بالخارجي والاباضي ، وكأنك لا تعرف الا هذه الكلمة ! فكّر ولو قليلا .. حتى لا تكون معاندا بلا إلمام ولا إحاطة .. اذن كيف اكون لستُ من الخوارج ما دام ان رفضي لافكارهم لم ينفعني ؟ هل أكون أنت حتى تقبلني ؟

إذا كان عندك أسئلة ضعها كم أضعها أنا واضحة و سأجيبك بمشيئة الله من كتب أهل السنة و الجماعة.
لا ، لا أريد نقولات أقرؤها واذا هي بعيدة عن الموضوع ، اجب انت عن فهمك لهذه النقولات وغيرها .. مثلما أجيب أنا من فهمي ، ولم انقل لك الا اية او حديث .. انا اتكلم عن الاسلام وانت تتكلم عن المذاهب ! وتحجّني بها ! وهي كلها بدعة ظهرت بعد موت الرسول بقرون ، الإسلام هو قال الله قال رسوله ، وليس قال المذهب الفلاني ، فالمذهب بشر ، يخطئون ويصيبون ، أما كلام الله وما والاه فهو الدين والحجة ، وليس فهم البشر هو الحجّة .. وإلا لبعث الله لنا مذهبا ولم ينزل قرآنا ولا رسولا .. وشكرا لك وجزاك الله خير الجزاء ..