عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2013, 11:07 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من العبارات العجيبة التي تشملها الرواية هي ما ورد على لسان البطل عيسى في مدخل الرواية ص. 18 حيث يقول

" هناك من يمارس الرذيلة لاشباع غريزته وهناك مع الفقر من يمارسها لاشباع معدته! والثمن في حلات كثيرة ، ابناء بلا اباء..
تتحول الفتيات هناك الى مناديل ورقية، يتمخط بها الرجال الغرباء...يرمونها ارضا ..يرحلون..ثم تنبت في تلك المناديل كائنات مجهولة الاباء " .

طبعا في مدخل الرواية نسمع صوت البطل، بطل الرواية عيسى ، وهو موجود في الكويت وقرر على ما يبدو كتابة قصة حياته فيعود ليقص على المتلقي كيف جاء الى هذه الدنيا ،ويصف تلك الظروف التي جاءات به، ولكن التركيز ينصب على ازمة الهوية التي احسن الروائي ابرازها في مدخل الرواية حيث تشعل هذه الازمة فضول المتلقي ليتعرف على القصة بكاملها.

ونجد البطل يقول " اسمي Jose ،، ينطق في الفلبين كما في الانكليزية هوزيه وفي العربية يصبح كما في الاسبانية خوسيه وفي البرتغالية بالحروف ذاتها يكتب ، ولكنه ينطق جوزيه..اما هنا في الكويت فلا شا، لكل تلك الاسماء باسمي حيث هو عيسى!".

اذا الروائي يطرح قضية اشكالية في مطلع الرواية حيث يقول على لسان البطل كيف ولماذا؟ اسمي هكذا ..لا اعرف السبب وان كل ما يعرفه بأن العالم كله اتفق على ان يختلف على اسمي؟

وتلك الاسماء ليست نهاية المطاف فنجد الراوي يقول بأن اسمه في الفلبين Isa ومعناها هناك واحد، ولذلك امه لجأت لتسميته خوسيه تيمنا باسم بطل الفلبين لكن الناس هناك كانت تسميه Arabo وفي الكويت اخذت تناديه الفلبيني.

كل ذلك يشير الى ان الروائي ابرز في مدخل رواية ازمة الهوية التي فرضت على بطل الرواية ، مما يجعل الرواية قصة لشخص يعاني من ازمة هوية كنتيجة لطبيعة الظروف التي ولد ونشأ فيها.

وظني ان اختيار الاسم عيسى وهو اسم غير مألوف في الكويت جاء بقصد توظيف التراث الديني في قصة ولادة سيدنا عيسى من غير والد..

كذلك لم يكن اختيار الاسم خوسية صدفة وانما هو لتوظيف التراث المقاوم لذلك البطل في اغناء النص الروائي. ونجد ان بطل الرواية يتخذه قدوة ويقتبس من اقواله اثناء الرواية الكثير.