عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2013, 12:27 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه الفقرة المطبوعة على الغلاف الخلفي واحدة من بعض الفقرات السحرية العديدة المنتشرة في النص وربما ان هذه الفقرة تقدم تفسيرا لسر اختيار الاسم للرواية...خاصة ان المتلقي يجد نفسه يتساءل عن سر تسمية الرواية بذاك الاسم " ساق البامبو"..خاصة ان كاتبها من الكويت وربما ان احدا لم يتوقع ان يكتب روائي كويتي رواية بهذا الاسم ابدا..وعلى افتراض ان بيئة الكويت محصورة في الصحراء والبحر والحر والطوز والنفط ...اما ان يكتب عن ساق البامبو فلا بد ان وراء ذلك حكاية..


"لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج امي؟ اتراها كانت تخشى ان تنبت لي جذور تضرب في عمق الارض ما يجعل عودتي الى بلاد ابي امرا مستحيلا؟ ربما. ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئا احيانا.

لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها نقتطع جزءا من ساقها نغرسه ..بلا جذور في اي ارض لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور جديدة..تنمو من جديد.في ارض جديدة..بلا ماض..بلا ذاكرة.. لا يلتفت الى اختلاف الناس حول تسميته..كاوايان في الفلبين..خيزران في الكويت..او بامبو في اماكن اخرى..".

طبعا هذه الفقرة وغيرها من الفقرات المنتشرة في ثنايا النص تشير الى ان الروائي صاحب ثقافة عميقة وواسعة وهو مطلع على ثقافات الشعوب الاخرى وتمكن من استثمار هذه المعرفة والثقافة في كتابة روايته السحرية هذه.

فحتى اختيار الاسم لبطل الرواية لم يكن صدفة ( عسى ) فالراوي اراد حتما ان يبرز النقاط المشتركة بين بطل الرواية وبين عيسى اليسوع واهم هذه النقاط انهما من غير اب...

كذلك يجعل الروائي بطل روايتة عيسى يحب ممارسة طقس كان يمارسة بوذا قبل ان يصبح نبيا حسب الديانة البوذية وهو الجلوس تحت شجرة التين لساعات طويلة...

اذا سعود السنعوسي لم يكتب عن بطل عادي وانما عن بطل اشبه بالانبياء...بطل صنعه الالم، الم اليتم او العيش بلا اب، ثم بلا ام بسبب الظروف والزواج والعمل، والم العوز، والشعور بالوحدة، والم ضياع الهوية الناتج عن عدة اسباب...

وفي ذلك تسخير ذكي للموروث الديني..

وقد شدني جدا قدرة الروائي على التصوير وسرد التفاصيل بدقة عجيبة في اماكن عديدة من الرواية وتحديدا في بعض الفقرات الى حد انك كمتلقي تنسى انك تقرأ نصا روائيا...فهو بذلك يبعث في النص روحا وحياة لا يمكن الا ان تأسر المتلقي ...