الموضوع: موسم الحكايات
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2011, 06:39 PM
المشاركة 4
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( الحكاية الرّابعة )
[justify]• إنّ كثير من النّاس يعتبر ( مراده ) مجرّد واحة تقع في ناحية الجنوب ، والبعض يسميها قرية ، والبعض الآخر تعلق بذهنه على أنّها مجرد كيس من الرّمال ملقى في عرض الصحراء ، غير أنّ الجميع يتفقون في أنّ مراده كانت منفى في زمن الاستعمار الإيطالي .
كان ثمة رجل يدعى ( محمد ) من سكان ( مراده ) .. كان قد ولد وعاش هناك ، ولكنّه اضطر ( أثناء الحكم الإيطالي ) إلى النزوح خلف رزقه إلى بنغازي ، وانخرط في عدّة أعمال متباينة كان آخرها عامل مقهى .. وقد بدا الأمر من جميع الوجوه أنّ ( محمد ) أصبح يعيش حياة طيّبة في بنغازي ، رغم التجاعيد القلقة المرتسمة عادة على جبينه ، إلى أن أتهم ذات يوم ( مع بعض رفاقه ) بموالاة المجاهدين ، ومحاولة تموينهم .
واقتيد على نحو فوري مع جماعته إلى منفى ( مراده ) !! .. في الطريق إلى هناك ، كان رفاقه يشعرون بالرهبة والقلق العميقين ، حتى أنّ أحدهم لم يقل كلمة واحدة على طول الطريق ، إلاّ أنّ ما يدعو إلى الدهشة هو أنّ ( محمد ) لم يكن يشعر بشئ من ذلك .. كان قد عاد إلـى أرض الوطن ! .. تقول بقية الحكاية : قد يكون المنفى وطنا في كثير من الأحيان ، وقد يكون العكس ! [/justify]
( خليفة الفاخري / ليبيا )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )