الموضوع: موسم الحكايات
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3136
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
11-13-2011, 06:33 PM
المشاركة 1
11-13-2011, 06:33 PM
المشاركة 1
Talking موسم الحكايات
( الحكاية الأولى )

[justify]كان ثمة مخلوق يسكن في أحد الفنادق في بنغازي الضّيقة الصّدر ، وكانت غرفته لا تحتوي سوى آلة كاتبة ، وحزمة من الورق ، ومنفضة سجائر ، وبعض الأثاث القديم ، وكان صامتا طول الوقت ، ولكن عندما يطول الليل إلى حدّ تتمنى أن تحكي فيه لأحد ما ، تنبعث ـ عبر الصّمت ـ أصوات الحروف فوق الآلة الكاتبة ، ممزقة سكون الليل ، وأحلام النزلاء في الغرف المجاورة .
وطفق الرّواد يشتكون بلا انقطاع ، لأنهم يريدون أن يحلموا فقط ، على حين ظلّ يواصل حكاياته لآلته الكاتبة ، شاعرا بصداقة الحروف التي ستقبّل ذات يوم عيون الآخرين المستغرقة الآن في نوم عميق ، ولم يعد أمامه سوى أن يغيّر غرفته في نفس الفندق .. وتكررت نفس الشكوى ، وتكرّر تغيير الغرف ، بينما لم يحدث أيّ تبدّل في مسلكه سوى أنّه اكتشف حقيقة بالغة الأهمية وهي أنّ الغرف كلّها واحدة سواء في الفنادق أو منازل الأهل أو الأصدقاء ، أو حتى في البيوت المهجورة هناك ، في أقصى الأرياف ن أثناء رحلة ما .
الشئ الوحيد الذي يتغيّر هو الإنسان نفسه .. فعندما تفتح عينيك في الصّباح في غرفة جديدة ، تشعر فجأة بالذهول ، وتحاول أن تتذكر جيّدا ، في لحظات استيقاضك الأولى ، أين نمت ليلة البارحة ، محاولا أن تتعرف على الجدران ، والأثاث ، وجهة النّافذة أو مكان الباب ، إلى أن تكتشف أنّك نمت في غرفة أخرى أو منزل آخر ، وليس في حجرتك المعتادة !
ذلك المخلوق لم يعد يعتاده هذا الشّعور ، لم يعد يشعر بالحيرة حين يستيقظ ، ذلك أنّه أدرك أنّ السّقف واحد ، وأنّ الأرض واحدة ، وأنّ الإنسان وحده هو الذي يضع الفروق بين الغرف ، والمنازل ، والمدن ، وبين البشر كذلك ! [/justify]

( خليفة محمد الفاخري )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )