عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2013, 12:58 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...من مقال ...الإسلام والعروبة فى أدب فطاحل الغرب

ومن بوشكين وتأثره ببعض الإبداعات الأدبية العربية والقرآن الكريم وحديث الرسول عليه السلام وسيرته، إلى الكاتب والشاعر الأمريكى إدجار ألن بو، الذى عرض لما يوجد فى بعض أعماله من آثار عربية وإسلامية أيضا د. أحمد محمد البدوى فى كتابه: "أوتار شرقية فى القيثار الغربى" (منشورات جامعة قار يونس بليبيا/ 1989م)، إذ رصد الدكتور البدوى مثلا عَنْوَنة الشاعر الأمريكى إحدى قصائده الهامة، بل أهم عمل شعرى له، بعنوان "الأعراف" (هكذا بنطقها العربى: "ALAARAF")، وخالف النقاد الأمريكان الذين يصرون على أن بو إنما أخذ هذه الكلمة من الشاعر الإنجليزى شيلى، وكأن كلمة "الأعراف" توجد خارج العقيدة الإسلامية أصلا، ومعضدا ما يقول بما كتبه الشاعر ذاته إلى ناشره من أنه قد استمد تلك الكلمة من "أعراف" العرب (ARABIANS) وأنها تعنى عند المسلمين مكانا بين الجنة والنار لا يعانى البشر فيه أى عذاب، إلا أنهم لا يظفرون مع ذلك بنعمة الاطمئنان... إلخ. وبالإضافة إلى هذا رصد الدكتور البدوى فى هوامش القصيدة التى أثبتها الشاعر نفسه بضعة ألفاظ عربية مثل: "Bahar Loth or Almotanaha: بحر لُوط أو المتناهَى" (ص 56- 58).

كذلك رصد البدوى كلمة "Houri: حوريّة " فى قصيدة أخرى للشاعر الأمريكى اسمها: "إسرافيل"، صدَّرها بالجملة التالية: "The Angel ISRAFEL whose heart/ Strings are a lute, and who has/ The sweetest Voice of all creatures/ Koran: الملك إسرافيل (أوتار عوده متخَّذة من نياط قلبه) نياط قلبه عود، من بين أصوات كل الكائنات، فإن صوته هو الأحلى. القرآن"، وهى العبارة التى علق عليها البدوى بأنها لا وجود لها فى القرآن الكريم وأن إدجار أَلِنْ بُو ربما وجدها فى هامش إحدى ترجمات القرآن أو فى كتاب وردت فيه قصة إسرافيل، فظنها آية قرآنية (ص 60).
والترجمة للبدوى نفسه، وهى تنطلق من أن العبارة الإنجليزية جملة تامة، على حين أنها ليست كذلك، إذ لا يوجد فيها فعل، وكل ما هنالك أن الشاعر الأمريكي أراد القول بأن تلك العبارة هى من القرآن الكريم.
وقد وجدتُ أنا تلك العبارة على المشباك، ولكن فى هامش القصيدة تحت، لا فى تصديرها فوق كما قال الدكتور البدوى. وربما كانت فى النسخة التى رجع إليها فى رأس القصيدة، على خلاف ما وجدتها أنا. أما فى بداية القصيدة المنشورة فى المشباك فيقول بو:
In Heaven a spirit doth dwell
"Whose heart-strings are a lute";
None sing so wildly well
As the angel Israfel,
And the giddy stars (so legends tell),
Ceasing their hymns, attend the spell
Of his voice, all mute.

وغنى عن البيان أن بُو قد اقتطع العبارة المذكورة من بقية الجملة ليشرحها فى الهامش، وهى كما قلت ليست جملة تامة، ومن هنا كان الصواب ترجمتها هكذا: "عبارة "الملاك إسرافيل، الذى نياط فؤاده عبارة عن عُودٍ والذى له أجمل الأصوات بين الكائنات" هى عبارة مأخوذة من القرآن" أو بما يقرب من ذلك.
وهذا لا يقلل من الجهد الجميل الذى بذله الدكتور البدوى فى بحثه ذاك. وقد حاول البدوى البحث عن المصدر الذى استقى منه بو معرفته بــ"الأعراف" القرآنية جريا على نهج المقارنين الفرنسيين بوجه عام، أولئك الذين لا يعترفون بأية دراسة مقارنة ما لم يَثْبُت أن ثمة صلة تاريخية بين الأثرين المراد مقارنتهما. وكان رأيه أنه قد يكون استقاها من ترجمة جورج سيل (Sale) أو من أحد المستشرقين الذين يكتبون فى مثل تلك الموضوعات (ص 56- 60. وبالمناسبة فهو يكتب اسم "سيل" على النحو التالى: "سالى"، ولا أدرى لماذا. كما أن بعضهم يكتبه: "سايل"، وآخرون يقولون: "(جرجيس) صال").

وعلى أية حال فما فعله الدكتور البدوى هو جهد مشكور، وإن لم يكن شرطا لازما (كما سبق أن شرحتُ) أن نعرف، وعلى وجه اليقين، المصدر الذى وصل منه العنصر محل البحث إلى الأديب المتأثر، إذ من الممكن جدا ألا نستطيع ذلك أبدا، أو قد يستطيعه من يأتى بعدنا ويقرأ ما كتبناه.
ويكفى أن الباحث قد حرك عقولنا ولفت أنظارنا إلى أثر القرآن والإسلام فى شاعر أمريكى مِثْل إدجار ألن بُو ما كان لنا أن نتصور إمكان تأثره بكتاب الله وبالفكر الإسلامى ولغة الضاد التى رصد باحثُنا استعماله فى إحدى قصصه القصيرة لكلمة "arabesque" المأخوذة منها (ص 59).

وبالمثل نقل لنا ما رصده آرثر هُوبْسون كُوِين (فى الترجمة التحليلية التى كتبها عن حياة بُو وشخصيته) من هجوم الشاعر الأمريكى (فى هوامش قصيدة "الأعراف") على نظيره الإنجليزى جون ميلتون لتجسيده الله فى أشعاره، مما عده كُوِين بحقٍّ عُدُولا من بُو عن التصور النصرانى له سبحانه واقترابه من الآفاق التجريدية للتوحيد (ص 61)، وهو ما يمكننا، فى ضوء ما لمسناه من معرفة إدجار أَلِنْ بُو لبعض الأمور العقيدية الدقيقة فى القرآن الكريم، أن نعزوه، دون أن نُتَّهَم بالشطط، إلى مؤثرات إسلامية.

==
================
الايتام مشاريع العظماء ..تعرف على السر هنا؟؟؟؟
فيديوهات تشرح العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg