عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2021, 10:03 PM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: التأمل ..ما علاقته بالإبداع الفكري؟؟
عزيزتي أماني من اليوم وأنا أقرأ موضوعك عدة مرات وفي كل مرة تحضرني بعض الأمور ااتي تتعلق بالنقاط التي ذكرتيها
سأتناول كل نقطة لوحدها وأستسمحك إن أطلت في بعض الأمور ...

العقل يقوم باستكشاف الخصائص البنائية الثانوية المميزة للأشياء في نفس الوقت وعندما يجبر العقل أو يضطر لرؤية موضوع معين لفترة أطول من المدة التي يستمتع بها هذا العقل بهذا الموضوع بشكل تلقائي فإنه يلجأ إلى تنشيط طاقة الفضول وحب الاستطلاع.

يرفض عقل الإنسان-كما يقول أرنهايم- حالات الملل والركود لكن ردود أفعال هذا العقل ليست مجرد حركات عشوائية، فمن خلال تحرره من حالات السكون حتى حالات الاتزان والتوازن التي قد تتحقق في ظل " جشطلت أو شكل كلي جيد" فإن هذا العقل يقوم باستكشاف الخصائص البنائية كما تفضلتِ لاكتشاف وابتكار أنماط جديدة غير ذلك النمط القديم وبتحرر الصور العقلية من أسر أو قيود البنية المهيمنة تكشف الاحتمالات المخبوءة داخل العقل عن نفسها وتظهر جوانب غير مألوفة أو معتادة وتنكشف نتيجة لذلك تطورات أصيلة مثيرة للدهشة- أو حتى الصدمة- بل وحتى متعارضة ومتناقضة في المراحل المبكرة من هذه العملية تكمن دوافع هذا التغير تحت مستوى الوعي.

ولكن عندما يتم نقل التغيرات التلقائية او تستنفذ تهديدات الرتابة والملل تقفز الاستجابة أو تطلع إلى مافوق عتبة الشعور ومن ثم يجد المرء نفسه يقوم بالاستكشاف والابتكار.
يقول أرنهايم هنا أن " ساكورا باياش" كان يناقش نتائجه في ضوء عملية الإبداع رغم أن دراساته لم تعمق هذه العملية بشكل كبير حيث اقتصرت على دراسة كيفية حدوث تحولات في الأشكال التي تتسم بخاصية " جشطلت الجيد" عندما يطيل الإنسان النظر إليها ويداوم عمليات فحصه لها بصريا وعقليا.
ظاهرة الفحص طويل الأمد يمكن أن ترتبط بالإبداع بشكل ضئيل أو بشكل كبير.
يمكن التفكير فيها باعتبارها مجرد أداة مساعدة تقوم بتسهيل المراحل التمهيدية( مرحلة الإعداد) من الإبداع، أو بشكل أكثر طموحاً التفكير فيها باعتبارهانموذج مصغر لعملية الإبداع الكلية.
عمليات التأمل هذه تكتشف عن احتمالات عديدة لتنظيم أو إعادة تنظيم وبناء وإعادة بناء.
أو تركيب وإعادة النمط الكلي الذي ينشغل المبدع به وكذلك الأجزاء المكونة لهذا النمط سواء كان لوحة أو تمثالاً أو قصة أو قصيدة أو غير ذلك خلال ذلك يتم اكتشاف العديد من العلاقات وتجمعات العلاقات وكذلك العديد من الاقراحات الخاصة بالعمل وهذه الاكتشافات تساعد المفكر أو الفنان المبدع على أن يتحرر ويفلت من ربقة بالطريقة العادية أو المألوفة في رؤية العالم.
إن التأمل من خلال الفن ليس مجرد أخذ وانتقاء وتنظيم موضوعات يعطيها لنا العالم فالتأمل كوظيفة إبداعية يتسم وفقا لما حدده أحد الفلاسفة - لا أتذكر بالضبط من هو --
اسمه أرنهايم عزيزتي أماني ، وأرنهايم قال: ألا تشتمل عملية التأمل الحقيقية أو الصادقة على مجرد انتظار وتجميع المعلومات والأفكار والصور، بل إنها عملية نشطة في جوهرها.

فعملية التأمل الخاص بموضوع ما لاتكون شبيهة بعملية فحص كل مكوناته وكل إمكانيات الترتيب بين هذه المكونات بقدر ماعي شبيهة بعملية استخلاص الفئات الأكثر تحريدا أو الأكثر تمثيلا للموضوعات الأصلية.
هذا الجانب من الإبداع أقل وضوحاً في إدراك الأشكال الهندسية البسيطة وذلك لأنها أشكال جاهزة للاستخدام بشكل مسبق وليست هناك احتمالات كبيرة للإبداع من خلالها فقط أن الإبداع الكبير يكون من خلال مواجهة المظاهر والجوانب المحيرة المركبة الموجودة في الواقع، أي المشكلات الحقيقية له.